التزم الجانب المصري الصمت تجاه مسألة القبض على عشماوي؛ ولم يخرج تصريح رسمى يتحدث عن دور الأجهزة الأمنية المصرية وطبيعة التنسيق مع الجانب الليبي فى هذه العملية الهامة
فى أعقاب الإعلان الرسمى من جانب القوات المُسلحة الليبية عن القبض على هشام عشماوي أخطر إرهابي مطلوب أمنيا بمدينة درنة الليبية، وهو أبرز المطلوبين لدى السلطات الأمنية المصرية على خلفية تورطه فى أعنف العمليات الإرهابية داخل البلاد على مدار الخمس سنوات الماضية، تحدثت مصادر مُطلعة بالعملية إلى وسائل إعلام ليبية عن أهمية الدور دوراً المصري فى تنفيذ عملية القبض سواء من خلال إمداد الجانب الليبي بالمعلومات أو عن طريق التأهيل الأمني للكوادر التى نفذت العملية.
التزم الجانب المصري الصمت تجاه مسألة القبض على عشماوي، وسط تسريبات معلومات فى وسائل الإعلام الليبية عن دور مؤثر وتنسيق دائم بين الجانبين. وتحدث مصدر مصري مُطلع على الملف الليبي المصري على مدار الأعوام الماضية لـ"التحرير": "القوات المُسلحة المصرية وجهاز أمنى معلوماتي عسكري نجحا منذ نهاية عام 2016 بعد
التزم الجانب المصري الصمت تجاه مسألة القبض على عشماوي، وسط تسريبات معلومات فى وسائل الإعلام الليبية عن دور مؤثر وتنسيق دائم بين الجانبين.
وتحدث مصدر مصري مُطلع على الملف الليبي المصري على مدار الأعوام الماضية لـ"التحرير": "القوات المُسلحة المصرية وجهاز أمنى معلوماتي عسكري نجحا منذ نهاية عام 2016 بعد تفويضهم من السلطة لإدارة الملف فى تثبيت النفوذ المصري فى الملف الليبي؛ عبر عقد اجتماعات دائمة مع قادة الجيش الليبي لتوحيد صفوفهم، ولقاء قادة القبائل الليبية، فضلاً عن تأهيل كوادر أمنية ليبية"، موضحا أن الدور المصرى فى القبض على عشماوي مؤثر وبالغ الأهمية.
بدوره، يقول زياد عقل، خبير الشؤون الليبية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى تصريحات خاصة لـ"التحرير" إن حجم التنسيق بين مصر وليبيا عسكريا ومعلوماتيا مؤشر كاف، لتوصيف الدور المصري بأنه من أنجح ملفات السياسات الخارجية لمصر، موضحا أن مصر لها دور كبير وأساسي في بناء المؤسسات الأمنية فى ليبيا سواء من خلال عقد لقاءات دائمة لتوحيد الأجهزة الأمنية فى ليبيا أو عبر تأهيل الكوادر الأمنية الليبية فى الكليات العسكرية والأجهزة الأمنية المصرية .
يتأكد ذلك من واقع البيان الصادر عن المتحدث الرسمى للقوات المُسلحة المصرية فى 19 سبتمبر العام الماضى، والذى ذكر فيه أن اللجنة المصرية المعنية بليبيا فى القاهرة اتفقت مع وفد عسكري ليبي على تشكيل لجان فنية مصرية- ليبية مشتركة، لبحث آليات توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا، والتوافق على ضرورة عدم اتخاذ إجراءات استفزازية خلال الفترة القادمة قد تؤثر سلبا على تلك الجهود إلا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
وأضاف عقل أن صناعة القرار فى الشرق الليبي تتم من خلال مصر، مستشهدا على ذلك بحضور مُمثلى شرق ليبيا دوما إلى مصر بعد عقد أى اجتماع دولى يتعلق بمستقبل ليبيا قبل الذهاب إلى بلادهم .
بدوره، قال العميد أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، فى تصريحات صحفية على هامش لقائه بعدد من المسؤولين بمكتب الأمين العام للجامعة العربية بمقر الأمانة العامة في القاهرة، أن هناك تعاونا بالفعل مع مصر تجاه قضية عشماوي، نافيا تسليم المطلوب الأمني الخطير إلى السلطات المصرية، ومؤكدا أنه يجري التحقيق معه حاليا بمعرفة السلطات الليبية، ومن السابق لأوانه الحديث عن تسليمه لمصر الآن.
وحول احتمالات تسليم "عشماوي" لمصر، أجاب "عقل": "مصر لها مصلحة كبيرة ومهمة فى أن يصل عشماوي إليها؛ ويخضع للتحقيق من جانب مُحققين مصريين أكثر كفاءة من نظرائهم الليبيين؛ وذلك من أجل استخدام المعلومات التي بحوزته فى الكشف عن شبكة الإرهاب الدولية التى تمول هذه التنظيمات التى نفذت أكبر عدد من العمليات الإرهابية داخل مصر، واستدرك: "الجيش الوطنى الليبي هو القوة الوحيدة المتماسكة داخل ليبيا؛ فاستثمار هذه العملية سياسيا فى الداخل والخارج لرفع نفوذها؛ وتسليمه إلى مصر بعد ذلك"، موضحا أن تخوفه هو تحرك بعض الجهات الدولية لاغتياله عبر تنفيذ عملية تستهدف مقر احتجازه واستغلال حالة الضعف الأمنى التى لا تزال موجودة هناك.