لا يزال اختفاء الكاتب والسياسي السعودي المعارض جمال خاشقجي، يمثل لغزًا كبيرًا يسعى الجميع لفك طلاسمه سواء سلطات أمنية أو وسائل الإعلام والتي بثت فيديو قد يقود للحقيقة
تسريبات جديدة بثتها وسائل إعلام تركية، من تسجيلات كاميرات مراقبة، اعتبرتها دليلا على أن اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي، تم عبر عملية مدبرة، إذ أظهرت أشخاصا يدخلون ويخرجون من مطار إسطنبول، يعتقد أنهم أعضاء في المخابرات السعودية، وفقا لتقارير إعلامية استندت إلى تصريحات مصادر تركية مطلعة.
خاشقجي الذي اختفى يوم الثلاثاء قبل الماضي، بعد دخوله مقر القنصلية السعودية لإنهاء بعض الأوراق، تؤكد السلطات التركية أنه قتل بداخلها، وهو ما تنفيه السعودية، في وقت تتحدث فيه تقارير عن تعذيب المعارض السعودي حتى القتل، ثم تقطيع جثته، ونقلها خارج القنصلية.
تظهر اللقطات التي بثتها قناة «تي أر تي» التركية، صورا، يرجح أنها من كاميرات المراقبة، سيارات تدخل المبنى القنصلية، بينها شاحنات سوداء، يعتقد أن دورها كان محوريا في القضية، كما يظهر في الفيديو مجموعة رجال سعوديين وهم يدخلون تركيا عبر مطار إسطنبول، ويحجزون في فنادق ثم يغادرون البلاد، بحسب «بي بي سي».اقرأ
تظهر اللقطات التي بثتها قناة «تي أر تي» التركية، صورا، يرجح أنها من كاميرات المراقبة، سيارات تدخل المبنى القنصلية، بينها شاحنات سوداء، يعتقد أن دورها كان محوريا في القضية، كما يظهر في الفيديو مجموعة رجال سعوديين وهم يدخلون تركيا عبر مطار إسطنبول، ويحجزون في فنادق ثم يغادرون البلاد، بحسب «بي بي سي».
اقرأ أيضًا: التركية خديجة تقدم دليل خطوبتها بخاشقجي
ويفحص المحققون الأتراك طائرتين سعوديتين من طراز «جلف ستريم»، هبطتا في المطار في 2 أكتوبر، ويظهر الفيديو طائرة تنتظر على المدرج. وهو نفس التاريخ الذي دخل فيه خاشقجي للقنصلية بإسطنبول، لاستخراج أوراق طلاقه تمهيدا للزواج من التركية خديجة آذرو، التي كانت تنتظره في الخارج،
وكانت صحيفة «صباح التركية»، قد نشرت أسماء 15 شخصًا، قالت إنهم من المخابرات السعودية، وتعتقد أنهم ضالعون في قضية اختفاء الصحفي السعودي البارز.
تقوم الشرطة التركية، بفحص 150 كاميرا أمنية كجزء من التحقيق، وذكرت بعض وسائل الإعلام التركية، أن خاشقجي ربما يكون قد اختُطف ولم يُقتل.
وتقول تركيا إنها ستفتش مقر القنصلية في إسطنبول، في حين قالت وزارة الخارجية السعودية، إن الرياض «منفتحة على التعاون»، وإنها لا تمانع في تفتيش المبنى.
اقرأ أيضًا:«لومينول».. سلاح تركيا لإثبات مقتل خاشقجي بالقنصلية
وكان القنصل العام السعودى في إسطنبول محمد العتيبي، قال إن القنصلية مزودة بكاميرات لكنها لم تسجل أي لقطات، ومن ثم من غير الممكن استخراج صور لدخول خاشقجى أو مغادرته للقنصلية التى تطوقها حواجز الشرطة وتحيط بها أسوار للتأمين تعلوها أسلاك شائكة، والمبنى له مدخلين.
وعلق ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبر «رويترز» قائلًا إن السلطات ترجح أن تكون عملية قتل خاشقجي، تمت بمشاركة 15 سعوديا، واصفا بيان المسؤولين السعوديين، بعدم توفر كاميرات مراقبة في مبنى القنصلية، بأنه أمر غير واقعي.
وتطالب أنقرة بأن تثبت السعودية أن خاشقجي غادر مقر قنصيلتها في إسطنبول، في حين لا تقدم أدلة قاطعة تدعم الإدعاء بأنه قتل داخلها.
وبعد مرور 6 أيام، على اختفاء خاشقجي، وعقب تداول تقارير إعلامية روايات عن مقتله داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، بعد استجوابه وتعذيبه وتقطيعه أجزاء، قررت أسرة خاشقجي الخروج عن صمتها، إذ فتحت النار على التركية خديجة آذرو، مؤكدة أنها تثق في السلطات السعودية ضد بعض الدول التي تنفذ أجندات خبيثة تستهدف المملكة.
ويرفض صلاح جمال خاشقجي، الابن الأكبر للكاتب السعودي، أي محاولة من جهات خارجية، لتسييس قضية اختفاء والده مشددًا على أن "هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً".
وقال صلاح خاشقجي، لـ"العربية.نت": «القضية أن مواطنا سعوديا مفقود، ونحن على تعاون مع السلطات السعودية للكشف عن ملابسات الأمر"، مؤكدا تجاوب السلطات السعودية مع أسرته، وأن "الموضوع بجملته هو قضية شخصية وبعيد كل البعد عن الإطار السياسي"، معربا عن حاجة أسرته "لمعلومات ذات مصداقية».
وعرف جمال خاشقجي بانتقاده لولي العهد محمد بن سلمان، ويعيش في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة، ويكتب مقالات رأي لصحيفة واشنطن بوست.
تولى خاشقجي، رئاسة تحرير صحيفة الوطن السعودية وقناة تلفزيونية سعودية، وكان يعتبر مقربا من العائلة الحاكمة في السعودية لسنوات طويلة، وعمل مستشارًا لمسؤولين فيها، ولكن بعد اعتقال العديد من أصدقائه، ألغت صحيفة الحياة عموده فيها، ويعقتد أنه تلقى تنبيهات بوقف النشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعدها غادر السعودية إلى الولايات المتحدة.