مسلسل إعدام عناصر تنظيم "داعش" أصبح مسلسلا لا ينتهي بعد الخسائر التي لحقت بالتنظيم وأصدر زعيم التنظيم قائمة جديدة تضمنت مئات الأسماء لتصفيتهم.
"أصدقاء الأمس أعداء اليوم"، أصبحت هذه المقولة تنطبق على تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي أصبح يبحث عن "كباش فداء" للتضحية بهم، بعد الخسائر المتتالية التي مني بها التنظيم في الآونة الأخيرة سواء في سوريا أو العراق.
فمع توالي الهزائم وخسائر التنظيم للكثير من الأراضي التي كان يسيطر عليها، أصبحت الإعدامات ظاهرة يلجأ إليها "داعش" ويبدو أن الهدف الوحيد منها هو إرضاء وهم القيادة الفاشلة التي بدأت تتآكل من الداخل، بأن تلك الهزائم ترجع إلى خيانات داخلية، وعدم الاعتراف بالفشل والضعف.
تصفية المئاتمصادر استخبارية كشفت أن زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي أصدر أمرا بتصفية المئات من عناصر تنظيمه بينهم قياديون بارزون، تضمنت القائمة "تصفية 320 عنصرا من أتباعه الذين وصفهم بـ"الخونة" بتهمة خيانتهم لـ"داعش" وتخاذلهم الذي تسبب في خسائر كبيرة للتنظيم في كل من العراق وسوريا"، على حد قوله.وأشارت
تصفية المئات
مصادر استخبارية كشفت أن زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي أصدر أمرا بتصفية المئات من عناصر تنظيمه بينهم قياديون بارزون، تضمنت القائمة "تصفية 320 عنصرا من أتباعه الذين وصفهم بـ"الخونة" بتهمة خيانتهم لـ"داعش" وتخاذلهم الذي تسبب في خسائر كبيرة للتنظيم في كل من العراق وسوريا"، على حد قوله.

وأشارت المصادر الاستخباراتية إلى أن قائمة البغدادي شملت قياديين بارزين في العراق وسوريا، وبدأ تنفيذ هذا الأمر فعليا بتصفية كل من: "أبو البراء الأنصاري، سيف الدين العراقي، وأبو عثمان التلعفري، وأبو إيمان الموحد، وأبو قثم الحلبي، ومروان حديد السوري"، وغيرهم من الأمراء والمسؤولين في التنظيم، الأمر الذي دفع الكثير من عناصر "داعش" للهروب خوفا من شمولهم بالتصفية، خصوصا أن التسريبات تشير إلى وجود قوائم أخرى ستصدر قريبًا بأسماء من يسمونهم بـ"الخونة"، بحسب "بغداد بوست".
هل انتهى تنظيم «داعش» في سوريا والعراق؟
مسلسل من الإعدامات
وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم عليها التنظيم بإعدام بعض عناصره، ففي سبتمبر الماضي أقدم التنظيم الإرهابي، علي إعدام خمسة من عناصره، اثنان منهم سوريان من ريف حلب والباقي أجانب بتهمة التجسس والتعامل مع التحالف الدولي، وتم الإعدام في بلدة الشعفة وهي مدينة سورية تابعة لمحافظة دير الزور.
خلال العام الماضي أيضا، وبعد تضييق الخناق عليه ومحاصرته في مدينة الرقة من ثلاث جهات، بدأ التنظيم في تصفية عدد من قادته، وذلك بعد انهيار معنويات عناصر التنظيم وانعدام الثقة بينهم.
وبات التنظيم لا يثق بالأجانب أو ما يعرفون بـ"المهاجرين" الذين انضموا للتنظيم وأصبحوا يتهمونهم بالتجسس لصالح التحالف الدولي.
وفي 2016 أيضا، كان الإعدام عقاب الفرار من أرض المعركة، فقد قامت عصابات "داعش" بإعدام عناصرها الفارين من معارك الشرقاط في مدينة "صلاح الدين" العراقية.

التنظيم أقدم على إعدام 7 من عناصره الفارين من المعارك بعد مواجهة القوات الأمنية العراقية في مدينة الشرقاط، وكانوا من جنسيات عربية وأجنبية.
وتمت عملية الإعدام من خلال وضعهم مكبلي الأيدي والأرجل في ساحة وسط الموصل ودهسهم بواسطة شاحنة كبيرة، وتمت العملية على مرأى ومسمع من الجميع.
بين الترحيل والإبقاء.. «دواعش الغرب» مشكلة تؤرق دول التحالف
خلال معركة الموصل تم تنفيذ إعدام 59 من أبرز قيادات التنظيم على خلفية قيامهم بمفاوضات برعاية طرف ثالث لم يسمه، للانسحاب من الموصل، مقابل خروج آمن، وفقا لـ"الشرق الأوسط".
"أبو عبيدة المغربي" الذي لم يكن عنصرًا عاديا في "داعش" كان واحدا من "كباش الفداء" لخسائر التنظيم الإرهابي في 2015 ، فرغم أنه كان مسئول أمن داعش في حلب وكان موكلا إليه مهمة حراسة السجن، حيث كان معتقلا فيه الصحفي جيمس فولي، لكن موقعه في التنظيم لم يشفع له، بعد التشكيك فيه، وتم نحره بعد اتهامه بالتجسس لصالح الاستخبارات البريطانية.
يمكن تلخيص حال "داعش" بأن عددا من الأشخاص يأتون من كل بقاع العالم لأسباب مختلفة، ينضمون للتنظيم وبعد فترة يبدأ الشك فيهم ويتهمون بالعمالة والخيانة والتجسس، وهؤلاء يفكرون في الهروب ويكون مصيرهم إما أن يفلتوا من قبضة التنظيم هربا أو يكون مصيرهم الإعدام.

الأزمة السورية.. داعش يعود للواجهة وصفقة لإخراج إيران وتركيا
من خلال العرض السابق يبدو أن هناك مؤشرات واضحة تؤكد الانهيار الداخلي للتنظيم بعد الهزائم المتتالية التي لحقت به، حيث شرع في البحث عن ضحايا يبرر بها خسائره ويلقي عليهم اللوم، فبدأ باستخدام لغة الإعدامات التي نفذها بحق عناصره تحت ذريعة التجسس.