منذ اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ولم تدل أي من الدول الثلاث المتورطة في الحادث بأي معلومات مؤكدة، وسط تخوفات من أن الأطراف الثلاثة ترغب في التستر على الحقيقة.
بعد انتهاء لقائه بالعاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في قاعدة الملك سلمان الجوية بالعاصمة السعودية الرياض، أمس الأربعاء: "لا أريد التحدث عن أي من الحقائق"، في إشارة إلى قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2 أكتوبر الجاري، بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، وفي وسط غياب للحقائق المتعلقة بهذه القصة، ترى شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الأطراف الثلاثة "المتورطة" في القضية، السعودية وأمريكا وتركيا، تبدو غير مهتمة بالكشف عن الحقائق، ويرغبون في التستر بطريقة أو بأخرى على ما حدث.
السعوديةالقضية في بادئ الأمر متعلقة بمواطن سعودي اختفى في ظروف غير طبيعية، وسط مزاعم بتورط مقربين من ولي العهد في قتله بطريقة شنيعة، على أرض أجنبية، باستخدام الحصانة الدبلوماسية كغطاء.وترى الشبكة الأمريكية، أنه إذا كانت هذه المزاعم حقيقية، فإنها بذلك ستكون مؤامرة ساذجة ومتعجرفة وغبية، تكشف عن تهور الإدارة
السعودية
القضية في بادئ الأمر متعلقة بمواطن سعودي اختفى في ظروف غير طبيعية، وسط مزاعم بتورط مقربين من ولي العهد في قتله بطريقة شنيعة، على أرض أجنبية، باستخدام الحصانة الدبلوماسية كغطاء.
وترى الشبكة الأمريكية، أنه إذا كانت هذه المزاعم حقيقية، فإنها بذلك ستكون مؤامرة ساذجة ومتعجرفة وغبية، تكشف عن تهور الإدارة السعودية الحالية، واقتراب سقوطها.
ولكن من خلال طرح فكرة التضحية بشخصية رئيسية، واتهامه بارتكاب هذه الجريمة، فإن السعودية منحت نفسها مخرجًا يمكن أن يقبله "بعض الحلفاء عديمو الضمير والبراجماتيين".
لكن "سي إن إن" تعتقد أن السعودية لن تستطيع تبرئة نفسها بأي حال من الأحوال، فحتى الآن لم تتمكن من تقديم أي دحض مقنع للتهم الموجهة إليها، حيث يزداد الأمر سوءًا كل يوم، في الوقت الذي تأمل فيه الرياض في أن يؤدي حدث عالمي كبير آخر إلى صرف الانتباه عن هذه الواقعة.
«الراجل اللي ورا محمد بن سلمان» متهم بقتل خاشقجي

أمريكا
تقول الشبكة الأمريكية، إن "كاميرات وسائل الإعلام العالمية نقلت صورا لوزير الخارجية الأمريكي وهو يصافح مبتسمًا قادة السعودية، المتهمين بالتورط في اختفاء خاشقجي".
وفي الوقت الذي كانت تدور فيه أنباء عن تورط مقربين من بن سلمان في الواقعة، تحدث ترامب معه هاتفيا، بحضور بومبيو، ليؤكد إنكار ولي العهد تورطه في الحادث، ليصرح بعدها وزير الخارجية الأمريكية، "إننا لا نريد التحدث عن الحقائق الآن"، واستنكرت "سي إن إن" هذه التصريحات، من شخص شغل في السابق منصب مدير وكالة المخابرات المركزية.
وأضافت الشبكة أنه من المستحيل تصديق أن الولايات المتحدة، بكل التكنولوجيا المذهلة التي تملكها، ليس لديها رؤية واضحة لما حدث بالضبط داخل وخارج القنصلية السعودية، وترى أن التقارب بين قادة السعودية وأمريكا، يتجلى في أعظم صوره في هذه اللحظة.
ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى "كبش فداء" قريبًا، وستفرض بضع عقوبات رمزية، وتوجيه انتقادات فاترة لولي العهد، على أن يتم تعليق الأعمال بين البلدين لعدة أشهر، حتى ينسى العالم الواقعة ويتجاوز الأمر، بحسب "سي إن إن".
ترامب : «قتلة مارقون» وراء اختفاء خاشقجي

تركيا
تحتل تركيا المركز الأول حول العالم في سجن الصحفيين، وبالتالي لن يكون من اللائق لها لعب دور الدولة الغاضبة من ارتكاب جريمة قتل صحفي معارض، فالدور الذي اتخذته ليس دور المدعي الفاضل، وإنما دور السياسي الاستغلالي.
واستخدم المسؤولون الأتراك ما لديهم من معلومات لمواصلة الضغط على الرياض، وعلى البيت الأبيض، فبكل تأكيد كانت جوازات السفر، وأشرطة كاميرات المراقبة، والشريط الصوتي المزعوم الذي يسجل لحظة قتل خاشقجي، والمكالمات الهاتفية، كانت كلها في أيدي المخابرات التركية في غضون ساعات من الجريمة.
ومع ذلك، لم يتم الإعلان عنها بشكل كامل، للكشف عن جريمة ارتكبت على أرض تركية، وبدلًا من ذلك، يتم تسريب بعض منها لوسائل الإعلام التركية والأجنبية للتأكد من عدم سقوط القضية من الاهتمام العام.
ومن الواضح أن تركيا لا تريد أن تواجه الرياض بمفردها، وتريد أن تضغط عليها الولايات المتحدة، كما أن أردوغان يبدو سعيدًا بالمأزق الذي وقعت فيه السعودية، مستمتعًا بفكرة النظر إليه باعتباره رئيسا مؤيدا للقانون الدولي.
من هو صلاح الطبيقي المتهم بقتل خاشقجي؟

ومع ذلك، فإن الرواية التركية تشوبها بعض الشكوك، فحتى الآن لا يعرف على وجه اليقين ما إذا كان التسجيل الصوتي للواقعة موجود بالفعل أم لا، فتركيا تكشف عن الأمور التي ترغب في أن يعرفها المجتمع الدولي، ويبدو أن أردوغان لديه خطة، وهي تسير على ما يرام.