ردًا على انسحاب العديد من الشركات العالمية من المشاركة في مؤتمر "دافوس في الصحراء"، يبدو أن السعودية ستستغل ورقة الاستثمارات لمنع انسحاب المزيد من الشركات.
في الثاني من أكتوبر الجاري، اختفى الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بعد دخوله قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول التركية، وسط العديد من الروايات حول مقتله، في الوقت نفسه كانت تستعد الرياض لاستقبال قادة الأعمال من جميع دول العالم لحضور مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2018 في الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر، إلا أن العديد من الشركات والشخصيات البارزة في عالم المال والاقتصاد، أعلنت انسحابها من المؤتمر، وعدم المشاركة في فعالياته، بسبب الروايات التي انتشرت حول احتمالية تورط الحكومة السعودية في قتل الصحفي السعودي.
وفي محاولة منها لوقف نزيف المشاركين الذي تعرض له المؤتمر، بدأت المملكة في التلويح بورقة سحب استثماراتها من الشركات المنسحبة، حيث كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن السعودية قررت التراجع عن توقيع صفقة مع شركة "فيرجين هايبرلوب"، كان من المتوقع أن يتم توقيعها في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، والمعروف باسم
وفي محاولة منها لوقف نزيف المشاركين الذي تعرض له المؤتمر، بدأت المملكة في التلويح بورقة سحب استثماراتها من الشركات المنسحبة، حيث كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن السعودية قررت التراجع عن توقيع صفقة مع شركة "فيرجين هايبرلوب"، كان من المتوقع أن يتم توقيعها في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، والمعروف باسم "دافوس في الصحراء".
وأضافت الصحيفة أن السعودية سحبت عرضها باستثمار مليار دولار في شركة "فيرجين هايبرلوب وان" ردًا على انسحاب الشركة من المشاركة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، وإعلان ريتشارد برانسون رئيس مجموعة "فيرجين"، قراره بتعليق العمل مع المملكة في أعقاب اختفاء خاشقجي.
وكانت شركة "فيرجين هايبرلوب وان" قد كشفت النقاب عن أول نموذج أولي من مشروع النقل باستخدام تكنولوجيا "هايبرلوب" في وقت سابق من هذا العام، وكانت السعودية واحدة من أهم الداعمين له، ومن جانبه قال متحدث باسم "هايبرلوب وان" إن الشركة "لم يكن لديها عقد موقّع ولم يتم إخطارنا بأن العقد قد ألغي".
بسبب خاشقجي.. بن سلمان وحيدا في «دافوس في الصحراء»

وكان برانسون قد صرح في تدوينة له "كانت لدي آمال كبيرة على الحكومة الحالية في السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان"، لكنه أضاف "أن ما حدث في تركيا واختفاء خاشقجي، إذا ثبتت صحته، سيغير بوضوح قدرة أي منا في الغرب على التعامل مع الحكومة السعودية".
ولم يكن برانسون هو الوحيد الذي أعلن انسحابه من المؤتمر، فبالإضافة إلى ذلك أعلنت شبكة "بلومبرج" يوم الجمعة، انسحابها من المؤتمر، وفي الوقت نفسه، قالت "سي إن إن"، و"فاينانشيال تايمز"، و"نيويورك تايمز"، و"سي إن بي سي"، إنهم لن يشاركوا في المؤتمر.
من جانبه قال المدير التنفيذي لشركة "أوبر"، دارا خسروشاهي، وبوب باكيش المدير التنفيذي لشركة "فياكوم" إنهم لا ينوون حضور المؤتمر.
بسبب «خاشقجي».. مصالح أمريكا والسعودية وتركيا تلتقي

وأشارت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، إلى أن عددا من قادة الأعمال الآخرين أعلنوا انسحابهم من المؤتمر، وعلى رأسهم جيمي ديمون الرئيس التنفيذي للمجموعة المصرفية "جي بي مورغان تشيس"، والرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك" لاري فينك، والرئيس التنفيذي لشركة "بلاكستون" ستيفن شوارزمان، وذلك بعد ساعات من إعلان بيل فورد، المدير التنفيذي لشركة "فورد" انسحابه هو أيضًا من المؤتمر.
هذه القرارات للانسحاب من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، تثير احتمالية استخدام الرياض نفس الاستراتيجية التي اتبعتها مع مجموعة "فيرجين"، وسحب استثماراتها في بعض الشركات التي قررت الانسحاب من المشاركة في المؤتمر، حيث تمتلك المجموعة المصرفية "جي بي مورغان تشيس" مكتبًا في الرياض يعمل به حوالي 70 موظفًا، بالإضافة إلى ذلك بدأت شركة "بلاكستون" في إنشاء صندوق للبنية التحتية مدعوم بما يصل إلى 20 مليار دولار من السعودية.
أمير سعودي: خاشقجي قتل بأمر هذا الرجل (فيديو)

بالإضافة إلى ذلك تدير شركة "بلاك روك" المتخصصة في إدارة الاستثمارات، مليارات الدولارات لصالح البنك المركزي السعودي، وفي عام 2016، حصلت شركة "أوبر" على استثمار بقيمة 3.5 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية السعودي، المعروف باسم صندوق الاستثمار العام.
بعض قادة الأعمال بذلوا المزيد من الجهود الحثيثة لإبعاد أنفسهم عن السعودية، حيث يسعى ارييل ايمانويل الرئيس التنفيذي لوكالة "إنديفور" للترفيه، على إنهاء استثمار بقيمة 400 مليون دولار تلقته شركته مؤخرًا من صندوق الاستثمار العام السعودي.