هل يعود اللاجئون السوريون إلى ديارهم مجددًا؟
أسباب تريث اللاجئين فى العودة إلى سوريا، لا تتعلق بصورة أساسية بمسألة الحل السياسي ولا بمسائل إعادة الإعمار، وإنما بإزالة عدد من العوائق العملية من بينها وضعهم القانوني
تحرير:أمير الشعار
٢٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٠:٠٠ ص
أصبحت أزمة اللاجئين مشكلة تؤرق المجتمع الدولي في ظل تزايد نزوحهم من بلدانهم جراء الحروب، ومدى تأثيرهم على الدول المستضيفة، لكن ما إن هدأت تلك النزعة المسلحة، حتى سارعت بعض الدول بالمطالبة بعودة أبنائها مجددًا، وهو ما تجلى فى سوريا التي تشهد موجة نزوح منذ 7 سنوات، خاصة في ظل دعوات داعمي النظام السوري للعودة الطوعية للاجئين باعتبار ذلك يشكل في حد ذاته دعما للنظام، في الوقت الذي تقول فيه المعارضة إن عودتهم قد تحرمهم من مساعدات يحصلون عليها خارج أراضيهم.
ممثلة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى لبنان ميراى جيرار، أكدت أن نحو 88% من اللاجئين السوريين داخل الأراضي اللبنانية، يرغبون فى العودة إلى وطنهم، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن اللاجئين يتريثون في عملية العودة، نظرًا لوجود مجموعة من العوائق."جيرار" أوضحت أن أسباب تريث اللاجئين فى العودة
ممثلة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى لبنان ميراى جيرار، أكدت أن نحو 88% من اللاجئين السوريين داخل الأراضي اللبنانية، يرغبون فى العودة إلى وطنهم، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن اللاجئين يتريثون في عملية العودة، نظرًا لوجود مجموعة من العوائق.
"جيرار" أوضحت أن أسباب تريث اللاجئين فى العودة إلى سوريا، لا تتعلق بصورة أساسية بمسألة الحل السياسي ولا بمسائل إعادة الإعمار، وإنما بإزالة عدد من العوائق العملية، ومنها مخاوف تتعلق بالممتلكات والأوراق الثبوتية ووثائق الأحوال الشخصية ووضعهم القانوني فى بلدهم.
بينما تقول علا بطرس، مستشارة وزير الخارجية اللبناني ومنسقة لجنة النازحين بـ"التيار الوطني الحر" بلبنان، إن الأوضاع أصبحت مواتية لبدء عودة اللاجئين، بحسب الوكالة الألمانية.

اقرأ أيضًا: هل يشن أردوغان عملية عسكرية جديدة في سوريا؟
ونوهت "بطرس" إلى أن الخدمة العسكرية والفرار من الجيش السوري من أهم المعوقات التي تحول دون عودة اللاجئين إلى بلدهم، لذا فإن المراسيم الرئاسية في سوريا بالعفو عن المتخلفين عن أداء الخدمة العسكرية خطوة إيجابية تشجع على العودة.
وقالت مستشارة وزير الخارجية اللبناني، إنه تم بالفعل إعادة الآلاف، والأمور تتطور، ونتوقع مع تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة أن يكون هناك تسريع أكثر فاعلية للمبادرة الروسية التي تهدف إلى إعادة ما يقرب من 890 ألف لاجئ سوري بلبنان.
فلبنان يتكبد أعباءً كبيرة جراء استضافة اللاجئين، حيث يشكلون نحو 35% من تعداد سكان لبنان، ولهذا فإن تبعاته كبيرة على أمن البلاد واقتصاده، فضلا عن المنافسة بسوق العمل.
من جهته، أعرب نوار الساحلي المسؤول عن ملف النازحين تأييده لدعوة الرئيس ميشال عون للمانحين باستبدال الدعم المادي الموجه حاليا للاجئين السوريين بدول الجوار السوري وغيرها إلى مساعدات تقدم لهم عند العودة لوطنهم، بحسب الهلال اليوم.

اقرأ أيضًا: لماذا يرفض المسلحون فى إدلب الاتفاق الروسي التركي؟
"الساحلى" لفت إلى أن توجيه المساعدات لإعادة إعمار المنازل المهدمة أو استعادة النشاط الاقتصادي سيؤدي لحل أهم المعوقات التي تعترض عودة اللاجئ لوطنه، خاصة في ظل توقف القتال.
وتابع "بالطبع من حق أي لاجئ أن يعود لوطنه متى أراد، ولكن بالمقابل من حق السلطات السورية معرفة هوية الداخل لأراضيها وما إذا كان مطلوبا أمنيا أم لا؟".
من جهته، أكد المحلل العسكري والاستراتيجي الأردني فايز الدويري أن قيام النظام السوري بفتح أكثر من معبر، وتحديدا نصيب - جابر مع المملكة الأردنية، وإن كان مؤشرا إيجابيا على قدرة الدولة على فرض الاستقرار واستعادة الحركة الاقتصادية، فإنه يظل غير كاف لطمأنه اللاجئين وجعلهم يفكرون بالعودة، بحسب "سبوتنيك".
ووفقًا للمتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأردن محمد الحواري، فإن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المملكة هو قرابة الـ670 ألفا، عاد منهم لسوريا منذ بداية الأزمة 17 ألفا، منهم 1700 منذ بداية العام 2018.

اقرأ أيضًا: هل تشارك الدول الغربية في إعمار سوريا؟
بينما دعا المحلل السياسي اللبناني سركيس أبو زيد لضرورة التفريق بين الجانبين السياسي والإنساني بقضية اللاجئين، منتقدا بشدة قيام بعض الأطراف الدولية بالتعامل معها كورقة ضغط لتحقيق مصالح أو تصفية حسابات مع النظام السوري.
يمكن القول إن النظام السوري مطالب بخلق ظروف معيشية لائقة للراغبين في العودة إلى ديارهم، مع مراعاة إعادة بناء السكن الخاص بهم من خلال البرامج المناسبة، والمساعدة في خلق فرص عمل جيدة.