بدت روسيا حساسة لأي تغير سياسي أو عسكري في منطقة البلقان، لا سيما أن ذلك يعني زيادة الإنفاق العسكري لتأمين الشريط الحدودي الطويل مع أوكرانيا.
لم تعد روسيا تشعر بارتياح كبير إزاء التدخل الأمريكي الأوروبي المستمر في بعض الدول التي تقع على حدودها، والتي كانت يومًا ما جزءًا من الاتحاد السوفيتي، خاصة في ظل محاولات القوى الأوروبية إقناع كل من جورجيا وأوكرانيا بدخول حزب شمال الأطلسي الناتو.
القلق الروسي بدا واضحًا بعد بدء محادثات متعمقة حول انضمام البلدين لحلف الناتو، وهو الأمر الذي يضع قدمًا لأوروبا والولايات المتحدة على حدِ سواء داخل حدود الاتحاد السوفيتي قديمًا، وهو ما يأتي في الوقت الذي تشهد موسكو حالة من التوتر إزاء التسليح الأمريكي لأوكرانيا.
وفي إشارة واضحة إلى عدم ارتياح روسيا في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، أعرب وزير الدفاع سيرجي شويجو عن قلقه إزاء ما وصفه بـ"عسكرة القارة الأوروبية"، وذلك وفقًا لما جاء في صحيفة ديلي إكسبريس.بمقاتلات متهالكة.. روسيا تهزم الغرب في
وفي إشارة واضحة إلى عدم ارتياح روسيا في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، أعرب وزير الدفاع سيرجي شويجو عن قلقه إزاء ما وصفه بـ"عسكرة القارة الأوروبية"، وذلك وفقًا لما جاء في صحيفة ديلي إكسبريس.
بمقاتلات متهالكة.. روسيا تهزم الغرب في صربيا
وأكدت الصحيفة البريطانية أن الضغوطات العسكرية قد لا تُقلق موسكو بشكل كبير بقدر ما يزعجها النفقات المالية التي سوف تتكبدها لتأمين الشريط الحدودي الطويل مع أوكرانيا.
وفي هذا السياق، قال أندريه كيلين، مدير إدارة التعاون الأوروبي بوزارة الخارجية الروسية لصحيفة ديلي إكسبريس خلال مناقشة الخبراء حول مستقبل الناتو وروسيا: "سيكون علينا إنشاء حزام دفاع بالقرب من سوتشي".
وأضاف كيلين: "سيكون علينا أن ننفق موارد هائلة على منع الأعمال المحتملة من قبل عدو افتراضي، وهذا أمر لا مفر منه لروسيا في الوقت الحالي".

وأوضح مدير إدارة التعاون الأوروبي بوزارة الخارجية الروسية أن أوكرانيا ستنضم إلى التحالف العسكري لشمال الأطلسي، وستعاني تداعيات عسكرية واقتصادية خطيرة بنفس القدر لبلاده، مشيرًا إلى أن "طول الحدود المشتركة بين البلدين هائل".
وتابع: "الحدود بين البلدين غير مُجهزة بالكامل، لذلك سيكون علينا بناء خطوط دفاعية هناك وتحويل تركيز هياكلنا الدفاعية نحو الجنوب".
وأقر كيلين أنه من غير المحتمل أن تنضم أي دولة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي في المستقبل القريب، خاصة في ظل شروط المالية التي تتطلب زيادة الإنفاق إلى مستويات لا تستطيع العديد من البلدان الوفاء بها.
«فوستوك 2018».. روسيا تستعد لحرب عالمية جديدة بالنووي
وحذر قائلاً: "لكن إذا سار شركاؤنا الغربيون في طريق بناء المواجهة، فقد تحدث في أي وقت بطبيعة الحال، وسيكون علينا القيام باستعدادات أساسية".
وفي حديثه خلال اجتماع مع وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، قال شويجو: "إننا نتابع بقلق سياسة الناتو الرامية إلى العسكرة النشطة للقارة الأوروبية".
وأضاف: "نحن نرى الجهود المبذولة لإشراك المزيد من الدول الأعضاء في حلف الناتو، أعني البلقان في المقام الأول"، مشيرًا إلى أن موسكو سوف تتحرك بقوة للتعامل مع أي تهديدات عسكرية.

روسياعلى مدى العقد الماضي كانت حساسة إزاء أي تغير في الأوضاع السياسية بمنطقة البلقان، حيث قامت بغزو بري وجوي على نطاق واسع عام 2008، بعد أن اتهمت جورجيا بالعدوان على الانفصاليين الروس في منطقة أوسيتيا الجنوبية، ومنذ هذا الوقت، احتلت قوات روسية كلًا من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المجاورة.
وخلال عام 2014، ضمت القوات الروسية منطقة القرم الأوكرانية، وأدمجتها بسرعة في الاتحاد الروسي، وهي الخطوة التي أثارت انتقادات واسعة على مستوى السياسة الأوروبية والدولية.
العدوان على سوريا.. هل تتصدى روسيا للهجوم الغربي المزعوم؟
وإجمالًا، يعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كافة التحركات الأوروبية والأمريكية في منطقة البلقان جزءًا من تداعيات انسحاب واشنطن من اتفاقية الصواريخ النووية ذات المدى المتوسط، والتي كانت بمثابة اتفاق تاريخي بين البلدين.