الهجوم الانتحاري الذي شهدته أكبر شوارع تونس جاء ليثير مخاوف الشارع التونسي من عودة العمليات الإرهابية مرة أخرى إلى تونس، بعد هدوء استمر ما يقرب من ثلاثة أعوام.
"كنا نظن أننا قضينا على الإرهاب، بينما هو ما زال قائماً ويجري في قلب العاصمة"، كلمات حملت الكثير من الإحباط لدى التونسيين، التي جاءت ضمن تعليق الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، على الهجوم الانتحاري الذي هز العاصمة جراء انفجار تبيّن أنه لسيدة انتحارية، والذي أوقع 8 مصابين من رجال الأمن ومواطنا مدنيا، وتحديدًا في شارع الحبيب بورقيبة.
ففي حادث صدم التونسيين وجدد المخاوف من عودة الهجمات، أقدمت امرأة للمرة الأولى على تفجير نفسها بحزام ناسف كانت ترتديه قرب دورية أمنية في قلب العاصمة، مخلّفة تسعة جرحى، غالبيتهم من قوات الشرطة الموجودة في الموقع.
ويعد شارع "الحبيب بورقيبة" الذي شهد الهجوم، هو الشارع الأكبر في العاصمة الذي يضم عددًا من المباني الحكومية البارزة مثل وزارة الداخلية ووزارة شئون المرأة، ويعتبر هذا الشارع مسرحًا للاحتجاجات، حيث شهد أكبر مظاهرة في الثورة التونسية.تعليق صادمجاء تعليق السبسي على الحادث ليزيد من صدمة التوانسة، حيث "كنا
ويعد شارع "الحبيب بورقيبة" الذي شهد الهجوم، هو الشارع الأكبر في العاصمة الذي يضم عددًا من المباني الحكومية البارزة مثل وزارة الداخلية ووزارة شئون المرأة، ويعتبر هذا الشارع مسرحًا للاحتجاجات، حيث شهد أكبر مظاهرة في الثورة التونسية.
تعليق صادم
جاء تعليق السبسي على الحادث ليزيد من صدمة التوانسة، حيث "كنا نعتقد أنه تم القضاء على الإرهاب لكن نحن نأمل في ألا يقضي الإرهاب على تونس خصوصا أن المناخ السياسي سيئ جدا".
واعتبر السبسي على هامش زيارته للعاصمة الألمانية برلين، أن المناخ السياسي في تونس سيئ، مضيفا: "نحن منشغلون بزيد وعمر ومن يظل في الكرسي ومن يذهب والأحزاب، ولكن هذه ليست مشاكل تونس".
الغزو التركي يثير غضب «التوانسة».. وأصوات المقاطعة تتعالى
واعتبر أن هذا العمل الإرهابي موجه للدولة وهيبتها، فيما تدفع قوات الأمن ضريبة الدم، حسب "روسيا اليوم".
تطور وعجزالعمليات الإرهابية التي يتم تنفيذها داخل تونس تشهد تطورًا نوعيًا، خاصة أن مثل هذه العمليات كانت تتركز في المناطق النائية، وبشكل أساسي في جبال الشعانبي على الحدود التونسية الجزائرية، إلا أن أكثر من مرة تمتد هذه العمليات إلى قلب العاصمة والمدن التونسية.
ويرى مراقبون أن التطور الأكبر في حادث بورقيبة، يكمن في أن منفذة العملية غير معروفة لدى الأجهزة الأمنية، إضافة إلى أن إعداد وتخطيط وتجهيز العملية يقف وراءه مجموعة إرهابية كبيرة، لأن تصنيع وإعداد حزام ناسف ليس عملًا محليًا بل مرتبط بجماعات تملك مؤهلات وخبرة في هذه القضايا.
محللون اعتبروا أن نقل الحزام الناسف ووصول الانتحارية لشارع بورقيبة لتنفيذ عمليتها، التي يحتمل أن تكون قد تمت عبر تفجير عن بعد، يكشف عجزًا كبيرًا على كل المستويات في متابعة الجماعات الإرهابية والتصدي لها.
ربط البعض بين الهجوم والانتخابات، فمن جانبه أكد منار السكندراني، القيادي في حركة "النهضة" التونسية، أن التفجير الإرهابي لا يخدم المسار الديمقراطي ولا يخدم مواعيد الانتخابات المقبلة.
وقال السكندراني: "مثل هذا العمل الإجرامي الجاهل الكائد يأتي بعد إتمام حركة النهضة بنجاح لندوة لإطارات الحركة، وهو عمل لا يخدم إلا أعداء الحرية، وجاء بعد أن قطعت تونس طريقا وشوطا كبيرا للتعايش السلمي". مشددا على أن التفجير "جاء بعد إعلان راشد الغنوشي إصراره على التوافق مع رئيس الدولة، كما أن التفجير جاء وتونس تتجه نحو الانفراج الاقتصادي، والعملية لا تخدم شروط البنوك العالمية"، حسب ما نقلت "سبوتنيك".
لماذا تخلى «السبسي» عن رئيس الحكومة التونسية؟
ليست الأولىوالعملية الانتحارية التي وقعت أمس هي الثانية في العاصمة بعد الانفجار الذي أوقع 12 قتيلاً من عناصر الأمن الرئاسي في نوفمبر 2015.
وشهدت تونس العديد من العمليات الإرهابية عقب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في عام 2011.
وقد تركت الهجمات التي استهدفت سياحا أجانب ضررا بليغا بالسياحة التونسية، التي تشكل مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة في البلاد.
إذ سبق أن هاجم مسلح تونسي عددا من السياح على شاطئ منتجع سوسة في عام 2015 وأودى الهجوم بحياة 39 شخصا معظمهم من البريطانيين.
كما استهدف هجوم آخر متحف باردو بتونس العاصمة في شهر مارس من العام نفسه مخلفا 22 قتيلا، وتبنى تنظيم "داعش" الهجوم على السياح على ساحل منتجع سوسة، وفقا لـ"بي بي سي".

كما شهدت تونس أكثر من عملية اغتيال خلال 2013 والتي طالت المعارضين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
التلويح بالاستقالة..سلاح «نداء تونس» لإجبار «الشاهد» على الرحيل