هل تنهار مفاوضات إدلب السورية وتندلع معركة جديدة؟
الجيش السوري سيشن عملية عسكرية في المنطقة منزوعة السلاح حال استمرت التنظيمات الإرهابية بالاعتداء على نقاطه ومواقعه، خاصة مع فشل تركيا بتنفيذ التزاماته بموجب اتفاق سوتشي
تحرير:أمير الشعار
٣٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٣:١٢ م
في الوقت الذي طال فيه الحديث عن تسليم الجماعات الإرهابية في إدلب السورية لسلاحها الثقيل، والانسحاب إلى مناطق آمنة تمهيدا لإخراجهم من البلدة السورية، تصاعدت حدة الخلافات مجددًا بين تركيا والتنظيمات المسلحة، في ظل رفض الأخيرة الانصياع لبنود اتفاق الهدنة، وما زاد من سوء الأوضاع هو ما كشف عنه الجانب الروسي من خلال رصد تحركات مشبوهة لعناصر من "النصرة" و"الخوذ البيضاء" في منطقة إدلب وبحوزتهم مواد سامة، مع زيادة أعداد تلك العناصر قرب الخط الفاصل مع الجيش السوري، في خرق واضح لنظام وقف إطلاق النار.
البداية مع نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، حيث أعلن أن عناصر من تنظيم "جبهة النصرة" ومنظمة "الخوذ البيضاء" ينقلون مواد سامة داخل المنطقة المنزوعة السلاح بإدلب السورية."سافرونكوف" أكد أنه تم رصد تحركات لعناصر من جبهة النصرة والخوذ البيضاء في منطقة إدلب وبحوزتهم مواد سامة، تمهيدا
البداية مع نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، حيث أعلن أن عناصر من تنظيم "جبهة النصرة" ومنظمة "الخوذ البيضاء" ينقلون مواد سامة داخل المنطقة المنزوعة السلاح بإدلب السورية.
"سافرونكوف" أكد أنه تم رصد تحركات لعناصر من جبهة النصرة والخوذ البيضاء في منطقة إدلب وبحوزتهم مواد سامة، تمهيدا لاستخدامها ضد المدنيين وتوريط الجيش السوري بها على غرار ريف حمص، بحسب "تاس".
من ناحية أخرى، قال مصدر عسكري سوري: إن "الجيش السوري سيشن عملًا عسكريا في المنطقة منزوعة السلاح في حال استمرت التنظيمات الإرهابية بالاعتداء على نقاطه ومواقعه، خاصة مع فشل الجانب التركي بتنفيذ التزاماته بموجب اتفاق سوتشي".

اقرأ أيضًا: الانسحاب أو الموت.. تركيا تنقلب على «النصرة» فى إدلب
"المصدر" أوضح أن جبهة ريف حماة الشمالي تشهد منذ أيام تصعيدا متعمدا من قبل المجموعات المسلحة وبخاصة مسلحو تنظيم "حراس الدين" المنتشرون بالقرب من نقطة المراقبة التركية بمحيط مدينة مورك شمال حماة، وكان آخر هذه الاعتداءات عندما قامت المجموعات المسلحة أمس باستهداف مواقع الجيش بمحيط تلة الضهرة العالية بالقرب من مدينة صوران بعدد من القذائف، مما استدعى الجيش السوري للرد.
رد الجيش السوري على التنظيمات المسلحة والتلويح بشن عملية عسكرية جديدة، جاء في ظل قيام مسلحي تنظيم "جيش العزة" باستقدام تعزيزات عسكرية وعتادا من مناطق جنوب إدلب إلى جبهة اللطامنة شمال حماة لـ"سبوتنيك".
من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن الفصائل المسلحة في إدلب شمال غرب سوريا ما زالت موجودة بأسلحتها الثقيلة" رغم الاتفاق الروسي التركي، بشأن إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح، معتبرا ذلك مؤشرا على عدم رغبة أنقرة في تنفيذ التزاماتها.

اقرأ أيضًا: المعارضة السورية تخترق اتفاق إدلب.. و«الأسد» يرد
"المعلم" أكد أنه رغم توقيع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان على اتفاق لإقامة منطقة عازلة في إدلب، لا يزال الإرهابيون موجودين بأسلحتهم الثقيلة في هذه المنطقة.
واعتبر أن ذلك مؤشر على عدم رغبة تركيا بتنفيذ التزاماتها، وبالتالي ما زالت مدينة إدلب تحت سيطرة الإرهاب المدعوم من تركيا والغرب، بحسب "سانا".
محللون يرون أن الجانب التركي فشل حتى هذه اللحظة في ضبط المجموعات المسلحة وإقناعها بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح، مشددين على أن هذا الوضع لم يعد محتملا، وفي حال استمرت المجموعات المسلحة بالتصعيد فلن تكتفي القوات السورية بالرد على التصعيد بل سيكون هناك عمل عسكري واسع في المنطقة.

اقرأ أيضًا: المعارضة السورية ترفض الانسحاب من «إدلب»..وتقصف حلب
ووفقا لتصريحات قادة عسكريين وميدانيين، فإن التنظيمات المسلحة مستمرة في نقل الأسلحة والعتاد الحربي والمقاتلين إلى جبهات القتال مع الجيش السوري في المنطقة المصنفة على أنها "منزوعة السلاح" بحسب الاتفاق الروسي التركي حول إدلب.
وأضافوا أن هذه التنظيمات تستمر بالاعتداء بالقذائف الصاروخية على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية وعلى نقاط الجيش في مختلف جبهات محافظة إدلب، في وقت كشفت فيه مصادر متقطعة عن التحضير لأعمال استفزازية بالأسلحة الكيميائية تستعد لتنفيذها التنظيمات الإرهابية بالتعاون مع "الخوذ البيضاء" في عدة جبهات بمحافظة إدلب.
وتنتشر في ريف حماة الشمالي عدة فصائل تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" أو "جبهة النصرة" أبرزها "جيش العزة"، والذي يضم في صفوفه مقاتلين من الشيشان وأوزبكستان.