عبد الحي: التخدير تخصص مظلوم من فرص التدريب والمرتبات ولدينا عجر 87ً%.. والطاهر: معظم الشكاوى بالعمليات الجراحية تكون ضد طبيب التخدير.. ونبيل: عددهم 6 آلاف طبيب فقط
مفاجأة مدوية فجرها الدكتور أسامة عبد الحي أستاذ ورئيس قسم التخدير بكلية الطب جامعة الأزهر، عندما أكد أن هناك نقصا كبيرا في أطباء التخدير داخل المستشفيات يصل إلى 87%، وأن هناك عزوفا كبيرا من قبل الأطباء عن الالتحاق بقسم التخدير، بسبب تحميل أطباء التخدير مسؤولية وفاة أي حالة، أثناء العملية الجراحية، بالإضافة إلى تدنى أجورهم مقارنة بحجم الضغوط الواقعة عليهم، وهو ما طرح عددا من التساؤلات، أولها أين دور وزارة الصحة من النقص الشديد فى عدد الأطباء؟.. ولماذا يهرب الأطباء من قسم التخدير؟.. وكيف يتم حماية أطباء التخدير من مسئولية الوفاة؟
التخدير.. القسم المظلوم
وقال عبد الحى: كل حالة لها طريقة محددة مستخدمة في التخدير، فالمريض الذي لا يعاني من أمراض مزمنة كالسكر والضغط وأمراض القلب فإن احتمالية تعرضه للمضاعفات نادرة، على عكس المصاب بتلك الأمراض فإن نسبة تعرضهم للمضاعفات عالية.
وأكمل: "قسم التخدير تخصص مظلوم من حيث فرص التدريب
التخدير.. القسم المظلوم
وقال عبد الحى: كل حالة لها طريقة محددة مستخدمة في التخدير، فالمريض الذي لا يعاني من أمراض مزمنة كالسكر والضغط وأمراض القلب فإن احتمالية تعرضه للمضاعفات نادرة، على عكس المصاب بتلك الأمراض فإن نسبة تعرضهم للمضاعفات عالية.
وأكمل: "قسم التخدير تخصص مظلوم من حيث فرص التدريب والمرتبات وتقدير التخصص والجزاءات".

التخديروالرعاية المركزية والطوارئ
الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، قال إن "لدينا عجز شديد فى عدد من الأقسام فى المستشفيات على مستوى الجمهورية، أبرزها أطباء التخدير، والرعاية المركزية، والطوارئ، فى جميع المستشفيات لمجموعة من الأسباب أهما وجود ضغوط كبيرة على هؤلاء الأطباء بسبب طبيعة العمل بالقسم، بالإضافة إلى أن دكتور التخدير يتحمل مسئولية وجود أى خطأ أثناء العملية الجراحية".
وأضاف الطاهر فى تصريحات خاصة لـ"التحرير"، "من الأسباب التى تجعل جميع الطلاب يعزفون عن قسم التخدير أيضا، تدنى الأجور بهذا القسم بالنظر إلى حجم المسئولية الملقاة على عاتقه والضغوط الكبيرة عليه، ففى بعض الأحيان "يكون الدكتور مسئولا عن عدد كبير من المستشفيات"، مؤكدًا أن هذا الأمر يحتاج إلى إعادة النظر من قبل الحكومة ووضع حوافز إضافية لكى تشجع الأطباء على الالتحاق بهذا القسم".
وتابع: "الجهة المنوط بها تحديد نسبة العجر فى عدد أطباء التخدير هى وزارة الصحة، وليس نقابة الأطباء، وأوضح أن هناك نسبة عجز كبيرة جدا فى أطباء التخدير وهناك ندرة فيهم على مستوى الجمهورية.
عجز عام فى جميع التخصصات
وقال: "الأصل أن جميع أجور الأطباء متدنية وهناك عجز عام فى جميع التخصصات لأن الأطباء يستقيلون من العمل فى الحكومي ويذهبون إلى دول الخليج، لأن ما يحصل عليه الطبيب فى عام هناك يقضى عمره كله ليحصله فى مصر، ولو أخد ربع اللى بياخده هناك فى مصر مش هيسافر".
وأشار إلى أن "معظم الشكاوى الخاصة بالعمليات الجراحية فى مصر تكون فى المقام الأول ضد طبيب التخدير، ويأتى فى المركز الثانى دكتور الجراحة"، مضيفا: قانون المسئولية الطبية يساعد فى حماية المريض والطبيب معا، لأن مصر هى الدولة الوحيدة التى يتم محاسبة الطبيب بها وفق قانون العقوبات إلى الآن، فإذا أخطأ الطبيب يتم النظر إليه على أنه قام بجريمة تعد على شخص آخر فى الطريق".
التأمين الإجباري
ولفت إلى أن: "هناك مجموعة من الأصول العلمية الطبية إذا لم يتبع الطبيب هذه الأصول فى عمله وأخطأ فى عمله ونتج عن هذا الخطأ مضاعفات يتم حبس المريض، مشيرا إلى أنه يجب اتخاذ كافة الإجراءات التى توفر الحماية لطبيب التخدير من أجل أداء عمله بحرية دون تهديد، مثل وجود تأمين إجباري يقوم به الطبيب لدى إحدى شركات التأمين، فإذا حدث خطأ من قبل الطبيب تقوم الشركة بدفع التعويض للمريض".

واستطرد: "قانون المسئولية الطبية تم الموافقة عليه من حيث المبدأ من قبل لجنة الصحة بالبرلمان، منذ أكثر 6 أشهر إلا أنه مازال حبيس الأدراج إلى الآن".
6 آلاف طبيب فقط
الدكتور نبيل العسقلاني رئيس جمعية أطباء التخدير المصرية، قال إن أعداد أطباء التخدير في مصر أقل من المطلوب بكثير وهناك نقص حاد في عدد أطباء التخدير فى المستشفيات، حيث يقدر عددهم بنحو 6 آلاف طبيب فقط على مستوى الجمهورية، مما يعكس الفارق الكبير بين عدد العمليات الجراحية وعدد الأطباء فى المستشفيات".
وأكد في تصريحات صحفية له على هامش انعقاد المؤتمر السنوي الـ32 للجمعية المصرية للتخدير، أن عدد أطباء التخدير سوف يزداد بعد أن يتم تعديل أجورهم والتوسع في أدوارهم داخل المستشفيات، خاصة في الرعايات المركزة وتغذية المريض خلال فترة إقامته بها وعلاج الآلم.
وأكد أن وزير الصحة وافق على رفع أجر طبيب التخدير في الأقاليم والمحافظات الحدودية إلى ثلاثة أضعاف.
عنصر الأمان أصبح مرتفعا
التخدير مر بمراحل طويلة فى العالم أجمع، وأصبحت نسبة الأمان بها أكثر بكثير من الماضى، وأصبح يتم تقدير نسبة الخطأ قبل التخدير، ناهيك بفحص المريض فى عنبر الإقامة وتقييم حالته من الناحية التخديرية والجراحية، ويتم كتابة درجة الخطر فى القرير فإن كانت نسبة الخطأ عادية يقوم بعملية التخدير أى طبيب وفى بعض الأحيان يكون المتدرب، وكلما زادت احتمالية الخطأ يقوم بعملية التخدير الاستشارى، بالإضافة إلى أن الأطباء المتدربين يخضعون لإشراف كامل من الاستشارى، حسب ما قاله الدكتورعبد المنعم عبيد عضو لجنة الصحة بالمجالس القومية المتخصصة وأستاذ التخدير بطب قصر العيني.
وأضاف عبيد فى حديثه لـ"التحرير" قبل أن يتم عملية التخدير فى العمليات الجراحية، وبعد تقدير حجم الخطأ، لابد من موافقة كتابية من المريض على إجراء العملية الجراجية، مضيفا قسم التخدير مثله مثل أى فرع آخر من فروع الطب له مخاطره".
30 % من أطباء التخدير في الخليج
وتابع: "زيادة عدد أطباء التخدير مرتبط بعدد المستشفيات الحكومية والخاصة، مؤكدًا أن هناك إقبالا كبيرا على أطباء التخدير المصريين فى الدول العربية، ويوجد أكثر من 30% من أطباء التخدير فى دول الخليج، "أطباء التخدير المصريين يحملون مسئولية الشعب المصرى ودول الخليج".
أوضح أن: "أجر طبيب التخدير فى المستشفيات الحكومية ومستشفيات الجامعات متساوٍ مع أجر طبيب الباطنة وجميع الأقسام الأخرى، أما أجره فى القطاع الخاص فيختلف من مكان لآخر، ويكون فى الأغلب 30%من أجر الجراح، وأردف: أجور الأطباء تتقدم بصورة معقولة فى السنوات الماضية فى ظل الحالة الاقتصادية التى تمر بها الدولة".