تعاقد برشلونة في شهر يناير الماضي مع كوتينيو، من أجل تعويض رحيل إنيستا الصيف الماضي، إلا أن النجم البرازيلي لم يعوض رحيل الرسام بل في الحقيقة عوض رحيل مواطنه نيمار
يقترب النجم البرازيلي فيليب كوتينيو من إنهاء عامه الأول في صفوف برشلونة، وذلك بعدما انتقل إلى صفوف العملاق الكتالوني في شهر يناير الماضي قادمًا من ليفربول مقابل 146 مليون جنيه إسترليني بعد سلسلة طويلة من المفاوضات، واستعرضت "سكاي سبورتس" -بالاستعانة برأى تيري جيبسون الخبير في الكرة الإسبانية- كيف تأقلم النجم البرازيلي على الأجواء في قلعة الكامب نو، وهل نجح فعلًا في تعويض رحيل أندريس إنيستا؟ وهل استحق المبلغ المالي الكبير الذي دفع فيه بعد سلسلة من المفاوضات مع ليفربول؟ وذلك في السطور التالية:
تأخر الظهور الأول
على الرغم من إتمام تعاقده مع برشلونة يوم 6 يناير الماضي، تأجل الظهور الأول لفيلب كوتينيو مع برشلونة بسبب المعاناة من الإصابة، حيث شارك في آخر شهر يناير في مباراته الأولى أمام إسبانيول في كأس ملك إسبانيا كلاعب بديل.
وسيطر برشلونة بشكل كبير على الدوري الإسباني في ذلك التوقيت، الذي
تأخر الظهور الأول
على الرغم من إتمام تعاقده مع برشلونة يوم 6 يناير الماضي، تأجل الظهور الأول لفيلب كوتينيو مع برشلونة بسبب المعاناة من الإصابة، حيث شارك في آخر شهر يناير في مباراته الأولى أمام إسبانيول في كأس ملك إسبانيا كلاعب بديل.
وسيطر برشلونة بشكل كبير على
الدوري الإسباني في ذلك التوقيت، الذي مكن مدرب البرسا إيرنيستو فالفيردي من إشراك كوتينيو بصورة متدرجة مع الفريق بدلًا من تعجل الاعتماد عليه بشكل أساسي.
وشارك كوتينيو كبديل في مبارتي فالنسيا بنصف نهائي كأس ملك إسبانيا، وسجل هدفه الأول مع برشلون في إياب نصف النهائي على ملعب الميستايا.
وقال جيبسون: "تأقلم كوتينيو بصورة جيدة، ولكن كانت المشكلة الرئيسية في إيجاد المركز الأمثل له، فعند الانتقال إلى برشلونة، فأنت تلعب مع أسلوب لعب فريد، ولم يكن كوتينيو يملك إرث البرسا الخاص في اللعب، لذا مر بمرحلة تأقلم في "متى يحتفظ بالكرة ومتى يراوغ ومتى يمررها بسرعة".
عرض إشبيلية المبهر
بعد البداية البطيئة في كتالونيا، بدأ كوتينيو يتناوب في المراكز بين وسط الملعب والهجوم، وبدأ في إقناع الجماهير، حيث احتاج لبعض الوقت للتأقلم ولا يزال يملك مساحة للتطور، وتألق النجم البرازيلي بشدة في نهائي الكأس أمام إشبيلية في شهر أبريل الماضي الذي فاز به البرسا بخماسية نظيفة، حيث سجل هدفا وصنع آخر، ومن ثم قدم عرضا مبهرا آخر في نهاية الموسم أمام ريال سوسيداد في وداع أندريس إنيستا.
حتى في خسارة برشلونة 5-4 أمام ليفانتي والتي أنهت سلسلة اللا خسارة للبرسا في الدوري الإسباني، لعب كوتينيو الدور البارز في تخفيف النتيجة من 5-1 إلى 5-4، وفي غياب ليونيل ميسي، سجل كوتينيو هاتريك في شباك فالنسيا، لينهي النصف موسم الذي لعبه مسجلًا 10 أهداف وصانعًا 6 أخرى في 22 مباراة لعبها في جميع المسابقات.
تقرير نصف الموسم
تعاقد برشلونة مع كوتينيو كي يعوض رحيل أندريس إنيستا، واحتاج بالفعل لبعض الوقت للتأقلم مع أسلوب لعب برشلونة.
"لا يزال هناك شك حول المركز الأفضل لكوتينيو، فاللعب مع برشلونة مختلف، فاللاعب لا يعلم متى يسرع من وتيرة اللعب ومتى يهدئ المباراة، وهي أمور يتم تعلمها مع الوقت والتدريب والمشاركة في الكثير من المباريات".
ومع دراسة أسلوب لعب
ميسي وإنيستا في التدريبات، بدأ كوتينيو فهم دوره في الفريق، حيث سبق أن درس ستيفن جيرارد في أثناء وجوده في ليفربول من أجل تطوير أسلوب لعبه.
عكس الدور
درس كوتينيو إنيستا قبل رحيل الأخير عن برشلونة، ولعب في مركزه في بعض المباريات في الموسم الماضي وهو ما أثر على مستوى اللاعب البرازيلي خلال الموسم الجاري.
ولعب كوتينيو في بعض الأحيان كمتوسط ميدان في خطة تتألف من 3 لاعبين في وسط الملعب، إلا أن ذلك المركز قد حدَّ من خطورته الهجومية وهي الخطة التي كشفت أيضًا ضعفه في الأدوار الدفاعية.
وبالتالي قرر فالفيردي دفع كويتينو إلى الأمام مع الاعتماد على أرثر ميلو في وسط الملعب هذا الموسم، ومنح الحرية لكوتينيو للتعاون في الجانب الأيسر مع جوردي ألبا ولويس سواريز.
ومنح هذا المركز الفرصة لكوتينيو بالدخول بالكرة من الجانب الأيسر إلى العمق تسديد الكرة بقدمه اليمنى المفضلة، وبالتالي لعب كوتينيو على الجانب الأيسر في خط هجوم برشلونة أي أنه أصبح بديلًا لنيمار وليس إنيستا.
الكلاسيكو
قبل أن يتعرض لإصابته الأخيرة، سجل كوتينيو 5 أهداف وصنع 4 أخرى في 16 مباراة خاضها في جميع المسابقات هذا الموسم، ومن بينها هدف سجله في شباك ريال مدريد في الكلاسيكو في شهر أكتوبر الماضي والذي حسمه البرسا بنتيجة 5-1 على ريال مدريد في الكامب نو.
وبدون شك بدأ يشعر كوتينيو بالراحة في مركزه الهجومي الجديد مع البرسا قائلًا: "أحاول العمل بقوة بصرف النظر عن المركز الذي أوجد فيه، وأحاول تطوير كل سمة في أسلوب لعبي، أشعر بالراحة بالوجود في الجانب الأيسر من الملعب أكثر من اللعب كمتوسط ميدان هجومي، هدفي هو تطوير كل شيء، وإذا أردت أن أكون مثل إنيستا، فعلي أن أتطور كثيرًا".
وأضاف كوتينيو: "دوري الأول هو اللعب في وسط الملعب، وهي مهمة صعبة، وبالتالي عليَّ الاحتفاظ بالكرة ومساعدة زملائي، وفي الهجوم يمكنني المساهمة في تسجيل الأهداف، ولكني سأقوم بأي عمل يطلبه مني المدرب".
ويرى جيبسون أن هذا هو المركز الأفضل لكوتينيو: "مؤخرًا، وجود كوتينيو في مركز مختلف ظهر بوضوح في الكلاسيكو، من خلال الميل إلى الجانب الأيسر في خط الهجوم إلى جانب لويس سواريز في غياب ميسي، والسماج لجوردي ألبا اللعب بحرية تامة في الجناح الأيسر.
"أتقن كوتينيو هذا الدور، ولكن لا يزال دوره في الفريق محل تقييم، فهو يجيد اللعب في 3 مراكز، ولكنه معظم الوقت يلعب كجناح أيسر أو كمتوسط ميدان يتألف من 3 لاعبين كبديل مباشر لإنيستا، ولكني لست على ثقة بأن هذا هو مركزه الأفضل بالنظر إلى ضعف مقوماته الدفاعية".
الصفقة الرابحة
بعد مرور 10 أشهر على انتقاله إلى برشلونة، يبدو أن كوتينيو تأقلم بصورة جيدة مع برشلونة، فبرشلونة لم يعد يعتمد على
ميسي فقط في الهجوم، حيث يقدم كوتينيو شراكة مثالثة مع سواريز كما كان الوضع عليه في السابق في ليفربول، ويقدم ثنائيا مميزا مع جوردي ألبا في الجانب الأيسر".