جندي منشق يكشف مدى ولاء شباب كوريا الشمالية لـ«كيم»
في 13 نوفمبر الماضي، انتشر مقطع فيديو لجندي كوري شمالي يهرب إلى كوريا الجنوبية، وبعد عام على الواقعة، أجرى الجندي أول لقاء صحفي قدم فيه بعض التفاصيل عن الحياة في بلاده.
تحرير:أحمد سليمان١٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠١:٥٣ م
وسط تساعد التوترات بين كوريا الشمالية من جانب، والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جانب آخر، في وقت سابق من العام الماضي، تمكن جندي كوري شمالي من الانشقاق عن جيش بلاده، والهرب عبر الحدود إلى كوريا الجنوبية من خلال قرية الهدنة في "بانمونجوم" في المنطقة منزوعة السلاح، في الثالث عشر من نوفمبر الماضي، واليوم بعد مرور نحو عام على هروبه، أجرى لقاءه الصحفي الأول مع إحدى الصحف اليابانية، كشف فيه عن العديد من التفاصيل عن الحياة في كوريا الشمالية، وعن السبب وراء هروبه من بلاده.
ونقلت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، عن الجندي الكوري الشمالي المنشق، والذي كشف في اللقاء مع الصحيفة اليابانية، أنه ابن جنرال قوله إن معظم الكوريين الشماليين من أبناؤء جيل ليس لديهم ولاء لكيم جونج أون زعيم البلاد.
وتصدرت اللحظات الدرامية لهروب الجندي "أوه تشونج سونج"، عبر الحدود في قرية الهدنة في "بانمونجوم"
ونقلت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، عن الجندي الكوري الشمالي المنشق، والذي كشف في اللقاء مع الصحيفة اليابانية، أنه ابن جنرال قوله إن معظم الكوريين الشماليين من أبناؤء جيل ليس لديهم ولاء لكيم جونج أون زعيم البلاد.
وتصدرت اللحظات الدرامية لهروب الجندي "أوه تشونج سونج"، عبر الحدود في قرية الهدنة في "بانمونجوم" في المنطقة المنزوعة السلاح، وسط وابل من الرصاص من رفاقه، عناوين الصحف العالمية العام الماضي، حيث ظهر بعدها في المستشفى متأثرًا بجروح خطيرة.
حيث إنه من النادر جدا أن ينشق الجنود الكوريون الشماليون عبر "بانمونجوم"، وهي منطقة جذب سياحي رئيسية، والمكان الوحيد على الحدود حيث تتقابل القوات الكورية الشمالية والجنوبية وجها لوجه.
وقالت صحيفة "سانكي شيمبون" اليابانية إن "أوه البالغ من العمر 25 عاما هو ابن أحد القادة في الجيش الكوري الشمالي"، في ما وصفته بأنها أول مقابلة إعلامية مع الجندي المنشق.
وأكد "أوه" الذي يعتبر نفسه محظوظ لكون من هذه الطبقة، حيث وصف نفسه بأنه من "الطبقة العليا"، بأنه لم يكن يشعر بالولاء لقيادة كوريا الشمالية.
وأضاف "في كوريا الشمالية، الناس، وخاصة جيل الشباب، غير مبالين تجاه بعضهم البعض، ولا يهتمون بالسياسة، ولا بقادتهم، وليس هناك أي إحساس بالولاء".
وأشار إلى أنه "غير مبال" بحكم كيم جونج أون، الجيل الثالث من عائلة كيم، ولم يكن لديه اهتمام بكيفية شعور أصدقائه حيال ذلك، مضيفًا أنه "ربما يكون 80% من جيلي غير مبالين وليس لديهم ولاء للقيادة".
وتابع "أوه" "من الطبيعي ألا يكون هناك اهتمام أو ولاء لأن النظام الوراثي يعتبر البلاد تركة، بغض النظر عن عدم قدرته على إطعام الناس".
ونفى الجندي المنشق تقارير إعلامية تفيد أنه كان مطلوبًا بتهمة القتل في كوريا الشمالية، ونقلت الوكالة عن الصحيفة اليابانية أنه تورط في بعض المشاكل مع أصدقائه، وبدأ في تناول الخمور، وفي طريق عودته إلى وحدته في الجيش، اقتحم نقطة تفتيش دون قصد، وحينها قرر الهرب خوفا من الإعدام.
ونقلت عنه "سانكي شيمبون" قوله "خشيت أن يتم إعدامي إذا عدت، لذلك عبرت الحدود"، مضيفًا أنه لا يشعر بأي ندم على الانشقاق.
ويظهر مقطع قصير نشره موقع الصحيفة اليابانية على الإنترنت وهو يرتدي سترة سوداء و"تي شيرت" أبيض، ويتحدث بلهجة كورية شمالية بسيطة، لكن لم يتم الكشف عن وجهه.
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن المشهد الجيوسياسي في شبه الجزيرة الكورية، تحول بشكل كبير منذ العام الماضي، عندما دخل كيم في حرب كلامية مع نظيره دونالد ترامب، هدده فيها الأخير بصب "النار والغضب" على كوريا الشمالية.
وقال "أوه" "شعرت حقًا أننا كنا على شفا حرب مع الولايات المتحدة"، مضيفًا "إن التوتر الذي شعرت به كان يشعر به الجميع في كل مكان".
وفيما يتعلق بإطلاق النار عليه من رفاقه السابقين أثناء هروبه، أكد أنه يتفهم موقفهم تماما، وأضاف أنهم "إذا لم يطلقوا النار فسوف يواجهون عقوبة قاسية"، وتابع "إذا كنت في نفس موقفهم، كنت سأفعل الشيء نفسه".
"أوه" ليس الوحيد الذي انشق من كوريا الشمالية، فهناك ما يقدر بـ 30 ألف منشق يعيشون في كوريا الجنوبية وحدها، وفقًا لوزارة التوحيد الكورية الجنوبية.
حيث فر 32 ألفا و147 كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية منذ عام 1989، 23 ألفا منهم من النساء، بالإضافة إلى 1266 طفلا لا تتجاوز أعمارهم التسع سنوات.