الملل قتل التعاطف مع مأساة حقيقية.. في Roma
عرض مهرجان القاهرة السينمائي ضمن عروضه غير الرسمية فيلما طال انتظاره للمخرج ألفونسو كوران Roma ورغم الإقبال الجماهيري في البداية إلا أن بمرور أحداث الفيلم تغير الوضع!
تحرير:حليمة الشرباصي
٢٦ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٠٠ م
قصة درامية عن عائلة مكسيكية تقليدية تحتل فيها الخادمة مركز الأحداث، هي بكل تأكيد قصة مثيرة للاهتمام، خاصة عندما تعلم أنها من إخراج المكسيكي ألفونسو كوران الذي سبق وفاز بالأوسكار، وقدم فيلم Gravity من بطولة جورج كلوني وساندرا بولوك، ستظن أنها تجربة لا تفوت، يصاحبك هذا الشعور بعد حجز تذكرة حضور الفيلم في دار الاوبرا، إذ تجد إقبالًا مهولًا سواء من الجمهور أو صناع السينما على حضور الفيلم، لم يكن على ألفونسو في هذا الفيلم سوى ألا يخيب أمل الجمهور المشتاق.
الفيلم تأليف وإخراج: ألفونسو كوران، بطولة: مارينا دي تافيرا وياليتزا أباريسيو ويحكي عن "كليو" خادمة لدى أسرة "صوفيا" تساعدها هي وأبنائها الأربعة في كل شيء في المنزل، وبالمقابل تبدو "كليو" بطلة خارقة في أعين الأبناء، بل أحيانًا يبدو حبها في قلبهم أكبر من أمهم صوفيا، لكن "كليو" تتورط في مشكلة بعد وقوعها
الفيلم تأليف وإخراج: ألفونسو كوران، بطولة: مارينا دي تافيرا وياليتزا أباريسيو ويحكي عن "كليو" خادمة لدى أسرة "صوفيا" تساعدها هي وأبنائها الأربعة في كل شيء في المنزل، وبالمقابل تبدو "كليو" بطلة خارقة في أعين الأبناء، بل أحيانًا يبدو حبها في قلبهم أكبر من أمهم صوفيا، لكن "كليو" تتورط في مشكلة بعد وقوعها في غرام شاب، إذ تحمل منه حملًا غير شرعيًا ويتركها الأب ويهرب بينما تعتمد هي على صوفيا لمساعدتها في تخطي هذه المحنة الصعبة، وبينما تستمر حياة كليو في انتظار الطفل، تعاني "صوفيا" على الجانب الأخر بعد هجر زوجها لها وارتباطه بامرأة أخرى، وسويًا تناضل كلا المرأتين في حياتهما مرورًا بزلزال، مذبحة تاريخية شهيرة في المكسيك، وحادثة وفاة ابنة كليو، ليخرجا منها أقوى مدركين أن العائلة قادرة على التغلب على كل الصعاب معا.

غلف "كوران" فيلمه بهالة من الحب، ولم يبخل بالحديث عن مدى أهمية فيلم Roma له، أو مدى حبه وتفضيله له دونًا عن أفلامه الأخرى، فالفيلم مستمد من حياته وعلاقته بالخادمة "ليبو" التي لم يكتف بإهدائها الفيلم، بل بنى أحداث فيلمه بالكامل على وجهة نظرها هي، محولًا شخصية مهمشة في السينما مرتبطة ضمنيًا في ذهن المشاهد بالفقر أو الحاجة، إلى بطلة خارقة سلاحها الحب الذي لا تتوانى عن تقديمه لأبناء صوفيا في أي لحظة، ولا يغرك ضآلة حجمها فعندما تستدعي الحاجة أن تتدخل لإنقاذهم من موت محقق "كليو" فعلتها.
على الورق كان بمقدور "ألفونسو" أن يمنحنا فيلمًا شاعريًا يتركك تتحس طريقك في ظلمة السينما بحثًا عن مناديل تجفف بها دموعك، بدلًا من ذلك ترك المشاهد يتململ وينظر إلى ساعته ليحسب كم تبقى على إنتهاء الفيلم، فكل هذا الحب بدا جامدًا مصطنعًا، وحال تمثيل الأبطال الآلي دون قدرة المشاهد على تصديق القصة الشاعرية التي يرويها "ألفونسو"، ومع طول الأحداث غير المبرر، فشلت الصورة المذهلة التي قدمها "ألفونسو" في جذب الانتباه.
حول "ألفونسو" كل مواطن قوته في هذا الفيلم إلى شيء باهت بلا ملامح، من قصة درامية شاعرية لأسرة عادية مثلنا يمكن للمشاهد أن يرى نفسه في أبطالها ويتعاطف معهم ويشعر بمعاناتهم وصراعاتهم اليومية، إلى قصة مملة لا ترقى لحكاية مسلية تثير حماس المشاهد لمتابعة تطور الشخصيات؛ فـ"ألفونسو" لا يعرض تطورات سواء في القصة أو الأحداث، رغم أن الفيلم غني بمشاهد يمكن اعتبارها ذروة منها؛ مواجهة كليو لوالد ابنها وتهديده بالضرب، أو مواجهتها الثانية له بعد أن تحول إلى متطرف في الجيش يقتل الطلبة أو حتى مشهد غرق الأبناء، كل هذه المشاهد بقليل من التركيز على مشاعر الأبطال والبناء الجيد -والأهم توجيه الممثلين لتقديم أداء أكثر إحساسًا- كان يمكن أن تغير مسار الفيلم، لكن "ألفونسو" اختار أن يخضع للملل، وكأن هناك قاعدة ضمنية أن الأفلام المملة تفوز بجوائز!
يحسب لـ"ألفونسو" رغبته في تكريم نساء المكسيك بفيلمه، فقد تربى على يد سيدتين، وأراد بفيلم Roma أن يسلط الضوء على ما تستطيع النساء فعله من أجل أبنائها.
لا يوجد المزيد