«ليل خارجي» هو الفيلم الذى أعاد مصر إلى المسابقة الرسمية من جديد بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بعد غياب طويل، وخلال عرضه بالمهرجان، رفع شعار «كامل العدد»
تلقى «ليل خارجي» خلال عرضه الأول بمرهجان القاهرة السينمائي، حفاوة كبيرة من النجوم والجمهور، فعقب انتهائه، وقف الجميع يحيى الأبطال بتصفيق حاد تعبيرًا عن إعجابهم بالعمل الفني، الذى يعد مغامرة، خاضها جميع القائمين عليه، بداية من المخرج أحمد عبد الله والسيناريست شريف الألفي والمنتجة هالة لطفي، مرورًا بالأبطال كريم قاسم ومنى هلا وشريف دسوقي، الذين قبلوا التحدي، وقرروا أن يشاركوا فى الفيلم الذى تم إنتاجه بالجهود الذاتية بميزانية تكاد تكون معدومة، ولكنه بالرغم من ذلك جاء المنتج النهائي مبهرا لدرجة المنافسة فى المهرجان، وكان لـ«التحرير» حوار مع مخرجه.
في البداية.. كيف ترى مشاركة «ليل خارجي» في المسابقة الرسمية وهو الفيلم المصري الوحيد بها؟
المسابقة بالنسبة لي شيء جانبي، فأكثر ما يشغلني هو عرض الفيلم على الجمهور المصري، والحقيقي أن كل أفلامي السابقة عرضت بـ«القاهرة السينمائي» لكنها هذه المرة مختلفة؛ لوجود الفيلم فى المسابقة
في البداية.. كيف ترى مشاركة «ليل خارجي» في المسابقة الرسمية وهو الفيلم المصري الوحيد بها؟
المسابقة بالنسبة لي شيء جانبي، فأكثر ما يشغلني هو عرض الفيلم على الجمهور المصري، والحقيقي أن كل أفلامي السابقة عرضت بـ«القاهرة السينمائي» لكنها هذه المرة مختلفة؛ لوجود الفيلم فى المسابقة الرسمية، وهذا له وقع جميل عليَّ، لكن بالنسبة لي في النهاية هو عرض متاح للجمهور كباقي الأفلام المعروضة بالمهرجان.
حدثنا عن الفيلم والإطار الدرامي له؟
أنا فى الحقيقة مش باحب أتكلم عن فكرة الفيلم وباتركها للجمهور، لأني أرى أن الفيلم مجرد حدوتة الجمهور يدخل لمشاهدتها.
كيف جاء التعاون مع السيناريست شريف الألفي والمنتجة هالة لطفي؟
هناك مفارقة وراء هذا الفيلم، فقبل سيناريو «ليل خارجي» كان لديَّ فكرة فيلم آخر أحاول أن أنتهى منه ولكني لم أكن راضيا عن المُنتج النهائي، وبالصدفة تقابلت مع شريف الألفي، وحدثني عن سيناريو معه وطلب مني أن أقرأه؛ وبالفعل شعرت برغبة شديدة فى أن أعمل على هذا الفيلم، لأنه يتوافق مع أفكار كثيرة أريد أن أقدمها للجمهور، وعقب ذلك عرضت عليه بعض التعديلات واستقبلها بصدر رحب، وحقيقة أنه صاغها بطريقة ذكية جدًا جعلتني مبهورًا بالسيناريو النهائي لفيلم «ليل خارجي»، وبدأت أتعاون مع المنتجة هالة لطفي، وهي وراء فكرة إنتاج الفيلم بالجهود الذاتية ولا ننتظر شركات إنتاج لتمويل الفيلم.
منى هلا وكريم قاسم مفاجأة فيلم ليل خارجي.. كيف تم ترشيح الأبطال؟
صدق أو لا تصدق أن 90% من الممثلين المشاركين فى الفيلم كانوا الاختيار الأول لنا في أثناء تحضير السيناريو، وأعتبر أننا محظوظون لأن كل الأسماء التي تم التفكير بها كانت مواعيدهم تسمح للمشاركة فى الفيلم وقبلوا طريقة الإنتاج الذاتية، التي تعتبر متعبة للكثيرين، لأن التصوير تم على مراحل طويلة لظروف الإنتاج، تصوير يوم وتوقف أسبوعين أو تصوير يومين وتوقف 3 أسابيع أو أكثر، وهذا مجهود كبير وصعب على بعض الفنانين، ولكنهم كان لديهم إيمان بالفيلم.
لماذا لم تقم بعرض الفيلم على شركة إنتاجية بدلا من عناء الطريقة التي اتبعتها؟
عندما انتهيت من سيناريو الفيلم؛ كان هناك شركتا إنتاج أبدتا رغبتهما فى إنتاج الفيلم، لكني فضلت أن لا أعمل بالطريقة التقليدية وتساءلت لماذا لا نحاول أن نعمل على الفيلم بمفردنا؟ وهناك الكثير من السينمائيين لديهم إيمان بأشياء متشابهة ولكنهم لا يحاولون تكوين كيانات خاصة بهم وإخراج أفلام بالشكل الذي يريدونه، وهذا ما نجحت فيه مع المنتجة هالة لطفي، واتفقنا على طريقة إخراج الفيلم -بشوية الفلوس القليلة اللي معانا-.
هل لجأت لهذه الطريقة للهروب من تحكمات المنتجين؟
يمكن أنا محظوظ كفاية أنه لم تحدث مشكلة مع المنتجين الذين سبق أن تعاونت معهم، محمد حفظي وشركة نيوسينشري وشريف مندور، فلم يتم إجباري على شيء، ولكني وجدت أن شكل الإنتاج التقليدي واللوكيشن الضخم ليس فعالا بالضرورة مع كل السيناريوهات أو طرق الحكي السينمائية، وأعتقد أن «ليل خارجي» من هذه الأفلام وكانت هذه هي الطريقة الأفضل له.
الفيلم استغرق وقت أد إيه؟
من 12 إلى 14 شهرا، بسبب ظروف الإنتاج والتصوير المتقطع.
لماذا وقع الاختيار على بسمة للمشاركة كضيف شرف.. خاصة أنها كانت مبتعدة عن السينما؟
أنا لا أعتبر بسمة أو أحمد مالك وعمرو عابد ضيوف شرف بفيلم «ليل خارجي» فأنا أعتبرهم ممثلين لأن ضيف الشرف فكرة قائمة على أن النجم لامع يظهر بشخصيته خلال الفيلم، وهذا يختلف عن ظهور الثلاثي خلال أحداث الفيلم الذي أعتبره أشبه بأفلام الطريق Road Movies، وهذا يعني أن الممثلين يمرون على محطات خلال الطريق ويتقابلون مع أناس آخرين يغيرون مجرى الأحداث تماما، لذلك كنت أحتاج إلى ممثلين مهمين يقومون بخلق نقاط مفصلية بالفيلم، وهذا ما قمت بتوجيههم إليه، وهم يعلمون أن ظهورهم فى أحد المشاهد سيغير النهاية تماما، وأؤكد أن ضيوف الشرف هم من صنعوا الفيلم وغيابهم كان سيؤثر على الفيلم.
من فيلم «هليوبوليس» وحتى «ليل خارجي».. نجد أنك تميل إلى تقديم أفكار مختلفة؟
أنا أميل إلى طرح تساؤلات من خلال أفلامي، لأننا جميعا لدينا أسئلة تدور بأذهاننا ونبحث عن إجابة لها، ربما نستطيع أن نجدها وربما لا، هذا مرتبط أكثر بالأسئلة المفصلية فى حياتنا، التي تؤثر علينا إنسانيا ونفسيا وعاطفيا ومهنيا؛ لذلك أميل لتقديم ذلك، والتساؤلات المهمة هي: إنت مين؟ بتعمل إيه هنا؟ هل أنت جزء من المكان الموجود فيه أم لا؟ وبعد مشاهدة الفيلم قد يجد الجمهور إجابة للتساؤل المطروح.
ما الصعوبات التي واجهتك في أثناء تصوير الفيلم؟
صعوبات التصوير تولتها بالكاملة شركة «حصالة» والمنتجة هالة لطفي، وكان هناك مشكلة فى المعدات المستخدمة فى الفيلم، لأننا في أثناء التصوير احتجنا إلى معدات صغيرة وهذا ما دعمتنا به شركة «كانون»، والمشكلة الأخيرة كانت مع الأغاني خاصة أننا لم نرد أن نعتمد على الموسيقى التصويرية، كنت أسعى لأن يكون الفيلم كله بصوت الشارع، وهذه أزمة لأن حقوق الملكية مكلفة للغاية، لكن بدعم من شركة «نجوم إف إم» تغلبنا على جزء من المشكلة.
كل الضرب الذي شاهدناه خلال الفيلم حقيقي؟
نعم، كل مشاهد الضرب بين الفنان كريم قاسم وعمرو عابد كانت حقيقية، وكان هناك تدريب على تلك المشاهد لأن هناك تكنيكا للضرب، وأيضًا الصفعة التي تلقتها منى هلا كانت حقيقية، واشتغلنا على ذلك حتى لا نعيد تصوير المشهد، ولا نتسبب في إزعاج لها، والحقيقة أنها كانت متفهمة جدا أهمية هذا المشهد وكانت مركزة فى عملها وبذلت مجهودا رائعا.
لماذا أهديت الفيلم لروح الناقد سمير فريد؟
أنا أتصور أن الراحل سمير فريد، ترك لنا تراثا من العلم والمعرفة وحب السينما لا ينتهي، بالإضافة إلى كتابته والخبرات التي تعلمناها منه بشكل مباشر، وبفضله هناك جيل كامل من السينمائيين يقدمون أفلاما مختلفة ومتميزة، وهذا بسبب قيامه بدوره كناقد واع سواء بالتعديل أو النقد أو الدعم، و«ليل خارجي» أول فيلم لي لم يشاهده الأستاذ سمير فريد، فكل أفلامي السابقة شاهدها فى مرحلة المونتاج وتناقشنا فيها، وكنت أحرص على الاستماع إلى وجهة نظره.
هل تتوقع أن يلقى «ليل خارجي» نفس الحفاوة فى دور العرض؟
أتمنى أن يجد مثل ما تلقاه من حفاوة الجمهور فى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، خاصة أننا بذلنا مجهودا فيه، وأعتقد أننا فى مرحلة بناء أرضية للفيلم مع الجمهور.
برأيك هل ستأثر مشاركته فى المهرجان بالسلب عليه خلال العرض الجماهيري.. ويلاحقه لقب «فيلم مهرجان»؟
موضوع التصنيف مزعج ومؤلم جدا، وهناك نوع من الاستسهال مارسه البعض لدرجة أنه أصبح علامة مسجلة هو أن أصنف الأفلام إلى فيلم مهرجان أو فيلم تجاري وغيرها من التصنيفات، كأنها شيء معلب وفى الحقيقة السينما أعمق وأكبر من ذلك بكثير، لا بد من إعادة الشيء لأصله وتسمى الأفلام بأسمائها الأكاديمية: دراما ، رعب، رومانسي، ميوزك.. وهناك نحو 40 فيلما تعرض ضمن المهرجان ومحققة إيرادات ضخمة فى بلدانها.