لماذا تفضل إسرائيل مواجهة إيران في سوريا على لبنان؟
الجيش الإسرائيلي يفضل مهاجمة مقرات الأسلحة الإيرانية في سوريا، على مهاجمة حزب الله في لبنان، بدعوى أن الحزب يعمد منذ فترة إلى تهريب الأسلحة عن طريق الجو مباشرة إلى لبنان
تحرير:أمير الشعار
٠٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٤٦ ص
يبدو أن إسرائيل بدأت تقرع طبول الحرب، لا سيما بعد تصريحات وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، بشأن عنصرية تل أبيب خاصة فيما يتعلق بالوجود الإيراني وميليشياته بالجنوب السوري، وهو ما أثار مخاوف من مواجهة عسكرية إسرائيلية إيرانية لكن تلك المرة في لبنان، خاصة أن تل أبيب تخشى انتقال بؤرة الصراع إليها كونها تشهد في الفترة الحالية العديد من التغييرات على البنية العسكرية التابعة لحزب الله اللبناني، وذلك في ظل إقامة خطوط إنتاج للسلاح الدقيق في البلد العربي.
الخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل سلط الضوء على الحادثة التي وقعت في سماء سوريا مساء الخميس الماضي، معتبرا أنها حدث صغير نسبيا، ولم تصب الدفاعات الجوية السورية أي طائرة إسرائيلية أو أي صاروخ إسرائيلي، كما لم يصدر من سوريا أي تقرير موثوق عن أضرار تسبب بها الهجوم الإسرائيلي، وحتى روسيا لم تهتم اطلاقا بالإدانة
الخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل سلط الضوء على الحادثة التي وقعت في سماء سوريا مساء الخميس الماضي، معتبرا أنها حدث صغير نسبيا، ولم تصب الدفاعات الجوية السورية أي طائرة إسرائيلية أو أي صاروخ إسرائيلي، كما لم يصدر من سوريا أي تقرير موثوق عن أضرار تسبب بها الهجوم الإسرائيلي، وحتى روسيا لم تهتم اطلاقا بالإدانة أو التطرق بصورة رسمية للحادثة".
وذكر أن الحادثة وقعت بعد ساعات من تصريح استثنائي لرئيس المخابرات السابق الجنرال عاموس يادلين، الذي يرأس معهد بحوث الأمن القومي، حيث أوضح في تصريح له أنه "في الأسابيع الأخيرة حدث تغيير في سلوك إيران بالمنطقة".
وأضاف يادلين أن الروس الغاضبين منا ويديرون ظهورهم لنا، أقدر أنهم نقلوا رسائل شديدة أيضًا للإيرانيين، مفادها أنه بتمركزهم العسكري وبمصانع الصواريخ في سوريا هم يتسببون في الإضرار بمحاولة الاستقرار في سوريا، مؤكدا أن سوريا غير مستقرة لا تلائم الروس.

اقرأ أيضًا: لماذا يسعى نتنياهو إلى اختراق قلب إفريقيا؟
وزعم الجنرال أن الهجمات الإسرائيلية انخفضت تقريبا إلى الصفر، مرجعا ذلك إلى أن إيران غيرت التكتيك وهي تنقل كل شيء إلى لبنان.
ونوهت صحيفة هآرتس العبرية، بأنه بسبب التغييرات التي فرضتها روسيا، فإن معظم الصراع بين إسرائيل وإيران انتقل لدولة أخرى، مؤكدة أن إسرائيل قلقة من جهود إيران وحزب الله لإقامة خطوط إنتاج للسلاح الدقيق في لبنان.
وذكرت أن من بين تلك التغييرات، محاولة إقامة مصانع سلاح دقيقة واهتمام روسي متزايد بسوريا، بعد استكمال تعزيز المظلة الجوية لنظام مضادات الطائرات الروسية، وعودة جزء من مقاتلي حزب إلى لبنان وتغير في انتشارهم هناك.
الصحيفة العبرية أوضحت أن إسرائيل تنوي مواصلة بناء العائق والجدار هناك رغم التحذيرات اللبنانية، مشككة في أن حزب الله يريد الآن حربا مع إسرائيل، ولكن شحذ القدرات الهجومية لحزب الله في الحرب الأهلية السورية ومع عودة جزء من وحداته إلى لبنان يقلق الجيش الإسرائيلي.

اقرأ أيضًا: هل ترجئ الأزمة السياسية في إسرائيل «صفقة القرن»؟
من جانبه، قال الكاتب الإسرائيلى تل ليف رام: إن "إسرائيل تسعى لاستهداف حزب الله فى لبنان، عبر تدمير مقرات الأسلحة التابعة لهم فى سوريا".
وأوضح "رام" أن الجيش الإسرائيلي يفضل مهاجمة مقرات الأسلحة الإيرانية في سوريا، على مهاجمة حزب الله في لبنان، بدعوى أن الحزب يعمد منذ فترة إلى تهريب الأسلحة عن طريق الجو مباشرة إلى لبنان، وهو ما يزيد الوضع تعقيدًا في إسرائيل، حول مدى أهمية مهاجمة تل أبيب للحزب نفسه في لبنان من عدمه، ومدى نجاح الضربات الإسرائيلية في هذه الحالة.
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن الهجوم الذي وقع في سوريا، مساء الخميس الماضى، كان بعد ساعات من هبوط طائرة إيرانية في مطار بيروت، وبأنها تعمل تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني.

اقرأ أيضًا: انسحاب حزب الله من جنوب سوريا.. دعمٌ للأسد أم إرضاء لإسرائيل؟
وبدأت حدة التوتر ترتفع بين إيران وإسرائيل، في فبراير الماضي عندما أعلنت إسرائيل أن طائرة مسيرة إيرانية اخترقت مجالها الجوي مما أدى إلى أول مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية.
وفي التاسع من أبريل، اتهمت دمشق الطيران الإسرائيلي بالإغارة على قاعدة التيفور الجوية وسط سوريا، مما أدى إلى مقتل 14 عنصرا من القوات الموالية للنظام بينهم إيرانيون.
بينما استهدفت غارات جوية قواعد عسكرية تابعة لقوات النظام السوري في ريفي حماة وحلب، ورجح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تكون إسرائيل مسؤولة عن إطلاقها.