مدمرات في بحر اليابان، وطائرات مراقبة فوق أوكرانيا.. هكذا تستعرض الولايات المتحدة عضلاتها أمام روسيا، ردا على ما أسمته أنشطة موسكو الاستفزازية حول العالم
في وقت سابق من شهر نوفمبر الماضي، احتجزت روسيا ثلاث سفن أوكرانية خلال محاولة وصولها إلى بحر "آزوف" عبر مضيق "كيرتش"، وهو ما أثار حالة من الاستهجان والاستنكار الدولي، دفعت الجيش الأمريكي هذا الأسبوع، إلى الرد على ما وصفه بـ"أعمال روسيا غير القانونية والمزعزعة للاستقرار" في أوكرانيا وغيرها من الأماكن، من خلال الضغط على موسكو في البحار المحيطة بها، بإبحار مدمرات تابعة لها في البحر الأسود أو بحر اليابان، واستعراض عضلاتها العسكرية في الجو، حيث حلقت طائرة مراقبة أمريكية في المجال الجوي الأوكراني.
وتشير شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن طائرة مراقبة أمريكية من طراز "OC-135" أجرت "رحلة غير عادية" يوم الخميس، في إطار معاهدة الأجواء المفتوحة "لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة بأوكرانيا"، وفقا لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".
وجاءت الرحلة بعد يوم من إبحار البحرية الأمريكية مدمرة الصواريخ الموجهة
وتشير شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن طائرة مراقبة أمريكية من طراز "OC-135" أجرت "رحلة غير عادية" يوم الخميس، في إطار معاهدة الأجواء المفتوحة "لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة بأوكرانيا"، وفقا لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".
وجاءت الرحلة بعد يوم من إبحار البحرية الأمريكية مدمرة الصواريخ الموجهة "ماك كامبل" بالقرب من خليج بطرس الأكبر في بحر اليابان، وهي الخطوة التي أغضبت روسيا، التي تدعي سيادتها على المياه المتنازع عليها، ولا تعترف الولايات المتحدة بها.
ويبدو أنها لن تكون الخطوات الأخيرة لواشنطن للضغط على موسكو، حيث أفادت تقارير أن الولايات المتحدة بدأت في الاستعداد لإبحار سفينة حربية في البحر الأسود كرد فعل على احتجاز روسيا السفن والبحارة الأوكرانيين.
يقول بيتر سينجر المحلل الاستراتيجي في مركز أبحاث "نيو أميركا"، إن البنتاجون "يحاول أن يشير إلى أنه مستعد لمواجهة أحدث سلسلة من الاستفزازات الروسية التي زادت من حدة التوتر في المنطقة مرة أخرى".
هل تندلع حرب جديدة بين روسيا وأوكرانيا؟

وصرح ايريك باون المتحدث باسم البنتاجون، بأن "الهجوم الروسي غير المبرر على السفن الأوكرانية في البحر الأسود قرب مضيق كيرتش هو تصعيد خطير للأنشطة الاستفزازية".
ويشير سينجر، إلى أن رد الجيش القوي على روسيا في الأيام الأخيرة، يسلط الضوء على صمت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عندما يتعلق الأمر بانتقاد العدوان الروسي، لافتصا إلى أن "ما يثير الدهشة هو الانفصال التام بين ما يحاول البنتاجون القيام به مع روسيا وصمت الرئيس".
ونقلت الشبكة الأمريكية عن بوريس زيلبرمان الخبير في الشأن الروسي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله إنه في الوقت الذي بدا فيه ترامب مترددا في فرض العقوبات على روسيا، استخدمت الإدارة، الجيش كطريقة للضغط على موسكو.
ويضيف زيلبرمان، أن "البحرية الأمريكية محقة في إجراء هذه العمليات ويجب أن تستمر في ذلك"، وذلك ردا على مواصلة روسيا عسكرة المياه بالقرب من بحر اليابان، ومحاولة لعب دور أكبر في المحيط الهادي، وأكد أن العملية الأمريكية الأخيرة في بحر اليابان قد تشير إلى تزايد قلق الولايات المتحدة إزاء المواقف الروسية في المحيط الهادئ.
روسيا تهدد حلفاء أمريكا بسبب معاهدة القوى النووية

ويرى الخبير الأمريكي، أن البنتاجون يحاول وضع خطوط حمراء في وقت مبكر لمنع المزيد من التصعيد في المنطقة، قائلا إنه "على روسيا أن تعلم أن الولايات المتحدة لن تسمح لها بعسكرة المجاري المائية الدولية".
وصرح مسؤول بالبحرية الأمريكية، أن مرور المدمر الأمريكية "ماك كامبل" عبر المياه المتنازع عليها في بحر اليابان، هي المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة بالملاحة في تلك المنطقة منذ 1987.
ووسط موجة من النشاط الأمريكي ضد روسيا، كان الرئيس الأمريكي هادئا نسبيا، ووسط إدانة قادة العالم للعدوان الروسي على أوكرانيا قبيل قمة مجموعة العشرين، انتظر ترامب أكثر من يوم قبل السماح أمريكا بالرد، تاركا مهمة انتقاد موسكو للسفير الأمريكي في الأمم المتحدة.
وعندما سئل عن شعوره حيال الاشتباك، قال ترامب "ليس جيدا، لست سعيدا على الإطلاق"، وبدا أنه متردد في إلقاء اللوم على روسيا، مضيفا "لا نحب ما يحدث من الجانبين، ونأمل أن يعود الأمر إلى سابق عهده".
ولكن في نهاية المطاف، دفعت تصرفات روسيا واحتجاز البحارة الأوكرانيين، ترامب إلى إلغاء اجتماع مخطط مع بوتين خلال قمة مجموعة العشرين.
ترامب يوفد بومبيو في مهمة لحشد أوروبا ضد روسيا
