الحكومة التونسية وقطاع التعليم يشهدان منذ 3 سنوات، حالة من التوتر نتيجة خلافات حول الزيادة في المنح الخاصة والترقيات المهنية، وتدني ظروف العمل في المؤسسات التعليمية
قبل أيام قليلة على إحياء الذكرى الثامنة للثورة التونسية، وعلى غرار ما تشهده فرنسا من احتجاجات السترات الصفراء، انتقلت حمى التظاهر بالسترات إلى تونس، ولكن هذه المرة كانت بيضاء، حيث تجمع الآلاف من المعلمين أمس في وقفات احتجاجية أمام المؤسسات التعليمية في أنحاء تونس، للاحتجاج على تعطل المفاوضات مع الحكومة بشأن مطالب مالية.
وجاءت احتجاجات المعلمين بعد دعوة مسؤول نقابي في تونس المعلمين إلى تجهيز "السترات البيضاء" والاستعداد لاحتجاجات تشبه التي يقوم بها ذوو "السترات الصفراء" في فرنسا بسبب خطة الحكومة لتقليل الأجور.
الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي، قال في تدوينة على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك": "يبدوا أنه اختار سياسة الأرض المحروقة، جهزوا ستراتكم البيضاء"، موجهًا كلامه إلى وزير التربية حاتم بن سالم.
وأضاف اليعقوبي: "إذا تم المساس بأجور المدرسين وحرمانهم من رواتبهم وتجويع أبنائهم، فإن
الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي، قال في تدوينة على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك": "يبدوا أنه اختار سياسة الأرض المحروقة، جهزوا ستراتكم البيضاء"، موجهًا كلامه إلى وزير التربية حاتم بن سالم.
وأضاف اليعقوبي: "إذا تم المساس بأجور المدرسين وحرمانهم من رواتبهم وتجويع أبنائهم، فإن ثمن الجوع لن يكون إلا الشارع"، حسب إذاعة "شمس إف إم".
وتشهد الحكومة وقطاع التعليم منذ 3 سنوات، حالة من التوتر نتيجة خلافات حول الزيادة في المنح الخاصة والترقيات المهنية، وتدني ظروف العمل في المؤسسات التعليمية، بجانب اتهام النقابة لوزارة التربية بالتنصل من اتفاقات سابقة.

مطالبات بالاستقالة
ونظم آلاف الأساتذة في ولاية صفاقس ثاني أكبر المدن التونسية، احتجاجات استجابة لدعوة النقابة العامة للتعليم الثانوي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، كما شهدت ولايات أخرى على غرار الكاف ومدنين وسيدي بوزيد احتجاجات مماثلة.
الإطاحة بـ«الشاهد».. كلمة السر وراء إضراب موظفي تونس
وردد آلاف الأساتذة المتظاهرين أمام مقر ولاية صفاقس هتافات تنتقد وزير التربية حاتم بن سالم قائلين: "يا وزير الفشل، الاستقالة هي الحل وارحل".
ويطالب الأساتذة بتحسين وضعهم المالي وتنظيم قطاع التعليم وتنفيذ القرارات التي تم الاتفاق عليها سابقًا مع الحكومة بشأن الترقيات والمنح المالية.
فيما يقاطع عدد كبير من الأساتذة، منذ الإثنين الماضي، الامتحانات المقررة الأسبوع الماضي للضغط على الحكومة واستجابة لطلب النقابة التي اتهمت الوزير بن سالم، بأنه قرر الاقتطاع من رواتبهم بطريقة غير مشروعة، وفقا لـ"إرم نيوز".

الشاهد يهدد
من جانبه دخل رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، على خط الأزمة المستمرة بين وزارة التربية ونقابات التعليم، حيث أكد أنه سيتم تطبيق القانون ضد من قاموا بمقاطعة الامتحانات، فيما صعد وزير التربية خطابه ضد نقابات التعليم، حيث هدد بـ"معاقبة" المعلمين الذين قاطعوا الامتحانات، وردت نقابة التعليم الثانية بالتهديد باللجوء لـ"سنة بيضاء" (دون امتحانات).
وفي تعليقه على الأزمة، أوضح الشاهد أن الحكومة ستطبق القانون "الاقتطاع من أجور المضربين" احترامًا للدستور، كما أعلن وزير التربية.
كان مراقبون قد حذروا في وقت سابق من استغلال التلاميذ وقودا لصراع سياسي بين اتحاد الشغل والحكومة يتخذ شكل إضراب بهدف تحسين الوضع المهني للمعلمين، ويخفي خلفه صراعًا حادًا بين الطرفين.
ثورة ثانية
أما عمار عمروسية النائب بالبرلمان عن الجبهة الشعبية فقد أكد أن الجبهة لن تكون مصطفة في أي مرحلة من المراحل في البلاد إلا مع النفس الاحتجاجي السلمي للتعبير عن التدهور الاجتماعي والاقتصادي، الذي أدى إلى تراجع القدرة المعيشية للمواطنين.

واعتبر عمروسية، أن الحديث عن ثورة ثانية لتصحيح المسار شيء قريب للواقع، مؤكدا أن الجبهة الشعبية ترفض الانخراط في أي محاولة لاقتباس شعارات أي تحركات احتجاجية تدور خارج البلاد بما في ذلك حركة "السترات الصفراء".
لماذا تخلى «السبسي» عن رئيس الحكومة التونسية؟
الطرف الآخر من المعارضة يرى أن الحل في تونس لا يكمن في ثورة ثانية بقدر ما هو مرتبط بوجوب التعامل الجيد من قبل الحكومة مع المطالب الاحتجاجية الشعبية، بعيدًا عن أي توظيف سياسي، حسب "العرب".

في المقابل ترى الأطراف المساندة للحكومة أن ما يحدث في تونس من ترويج لحملات احتجاجية تحمل أسماء السترات الحمراء أو البيضاء هو تقليد أعمى لما يحصل في فرنسا، وتم توجيه اتهامات لأحزاب، بمحاولة تفجير الوضع في تونس.