شبح «داعش» يطارد العراق مجددًا في ذكرى الانتصار عليه
بعد عام من إنهاء صفحة دموية في العراق ورغم إعلان النصر يرى مراقبون أن العراقيين لا يزالون يتوجسون خوفا من العمليات الانتقامية التي قد ينفذها عناصر التنظيم الفارون
تحرير:وفاء بسيوني١١ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٠٠ ص
"أيها العراقيون إن أرضكم قد تحررت بالكامل وإن مدنكم وقراكم المغتصبة عادت إلى حضن الوطن، وحلم التحرير أصبح حقيقة وملك اليد"، جملة أطلقها حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي السابق منذ عام أعلن خلالها انتصار بلاده على تنظيم "داعش" بعد سنوات من المعارك للقضاء على التنظيم.
وفي الذكرى الأولى لإعلان الانتصار على التنظيم، أكدت وزارة الدفاع العراقية، أن ما تحقق من نصر على عصابات داعش الإرهابية على يد القوات الأمنية يستحق أن يحتفي به أبناء الشعب العراقي، الذي آزر تلك القوات بكل ما أوتي من قوة.
الدفاع أضافت "ما إن جاء يوم العاشر من شهر ديسمبر من العام الماضي، إلا وجاء معه إعلان النصر وتحرير الأرض".
ونظرا للأهمية التي يوليها العراقيون بشكل عام والحكومة العراقية بشكل خاص لهذا اليوم قررت حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أمس، تعطيل الدوام الرسمي اليوم الاثنين لجميع دوائر الدولة في عموم مناطق
الدفاع أضافت "ما إن جاء يوم العاشر من شهر ديسمبر من العام الماضي، إلا وجاء معه إعلان النصر وتحرير الأرض".
ونظرا للأهمية التي يوليها العراقيون بشكل عام والحكومة العراقية بشكل خاص لهذا اليوم قررت حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أمس، تعطيل الدوام الرسمي اليوم الاثنين لجميع دوائر الدولة في عموم مناطق البلاد، دون قوى الأمن، ومن المقرر تنظيم احتفالات كبيرة بالمناسبة، وبدأت الاحتفالات منذُ مساء يوم أمس الأحد في الشوارع العامة والطرقات والمراكز التجارية.
استمرار الخطر
ورغم مرور عام على الانتصار الذي أعلنته بغداد، على التنظيم الإرهابي الذي يصنف دوليا كأخطر تنظيم "إرهابي" في العالم، يعد إنجازا وانتصارا عسكريا كبيرا للعراق، فإن خطر التنظيم ما زال موجودا بوجود خلايا نائمة داخل عدد من المدن، وهو ما يعني عدم القضاء على التنظيم من جذوره.
فبعد عام من إنهاء صفحة دموية في تاريخ العراق استمرت لعدة سنوات ورغم إعلان النصر، يرى مراقبون أن العراقيين لا يزالون يتوجسون خوفا من العمليات الانتقامية التي قد ينفذها عناصر التنظيم الفارون، الذين توغلوا بين المدنيين في مدن البلاد، مشيرين إلى أن هناك جيوبا للتنظيم وخلايا نائمة هنا وهناك، بحسب "روسيا اليوم".
تأتي المخاوف العراقية في الوقت الذي يؤكد العبادي مجددا في تلك الذكرى، إنهاء "كيان داعش" ومشروعه: "وقصمنا ظهره عسكريًا ولن يتمكن من السيطرة على الأرض مجددًا، حيث إن مدننا اليوم أكثر أمنًا وحصانة من أي وقت مضى".
إلا أن العبادي أشار أيضا إلى تجدد المخاوف من عودة "داعش" في حال استمر الوضع السياسي على ما هو عليه وخاصة في ظل الانقسام بين الفرقاء السياسيين في العراق.
وأوضح العبادي مساء الأحد، أن هناك خشية من عودة تنظيم داعش والتضحية بالنصر، عبر إصرار المنظومة السياسية العراقية على الأداء المحاصصي والطائفي وتنفيذ الأجندة الأجنبية في الداخل العراقي، الذي يؤدي إلى إيجاد مناخ يتمكن داعش أن يغذي نفسه به من هشاشة الوضع السياسي الموجود، بحسب "العربية نت".
جرائم "داعش"
وبالتزامن مع الذكرى الأولى للانتصار نشرت الأمم المتحدة، التقرير الأول لفريق التحقيق الأممي بشأن جرائم "داعش" في العراق.
واستمع مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، إلى إحاطة من كريم أسعد أحمد خان رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة. وبحسب بيان صادر عن المنظمة، فإن خان استعرض الرؤية الاستراتيجية الأولية للفريق، والتقدم المحرز لتحقيقها، والأولويات الرئيسية فيما يقوم الفريق بعمله التحضيري في العراق قبل بدء أنشطة التحقيق في وقت مبكر من العام المقبل.
وبدأ خان إحاطته بتحية ذكرى الناجين الذين عانوا كثيرا على يد "داعش"، والإشادة بشجاعة وتضحيات الشعب العراقي في جهوده لهزيمة "داعش" وتحقيق العدالة للضحايا، مشيرا إلى أن طرد "داعش" من معاقله، كشف عن نطاق وحجم جرائمه.
وأظهرت شهادات الشهود انتهاكات لا يمكن تصورها، آلاف من بينهم نساء وأطفال أصبحوا ضحايا وشهودا على جرائم داعش.
وشدد التقرير الذي أصدرته المنظمة الأممية بشأن فريق التحقيق على "ضرورة أن يعمل الفريق باعتباره آلية مساءلة مستقلة ومحايدة وذات مصداقية قادرة على أداء مهمتها وفق أعلى المعايير الممكنة"، حسب "الشرق الأوسط".
وبهذا التقرير أعطى فريق التحقيق الأممي أول رسالة واعتراف أممي كامل بجميع الجرائم التي حدثت في العراق على يد "داعش"، في وقت يهدد فيه شبح "داعش" العراق من جديد.