أثار فشل فرنسا في التعامل مع الحادث الإرهابي الجديد في مدينة ستراسبورج حالة من التشكيك في مدى قدرات الأمن الداخلي على التصدي للإرهاب.. على الرغم من متابعة عناصره
لم تكن الأحداث الجارية في فرنسا، خصوصا ما يتعلق بالتظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي تغزو شوارع العاصمة باريس خلال الأسابيع القليلة الماضية، هي التي تشغل بال المجتمع الفرنسي فقط، ولكن عودة العمليات الإرهابية مجددًا إلى استهداف الأماكن الحيوية في البلاد، التي كان آخرها حادث ستراسبورج، الذي أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 12 آخرين، فتحت مجددًا الجدل حول قدرات الأمن الداخلي في فرنسا على الوقوف بقوة أمام العديد من العمليات الإرهابية، لا سيما بعد أن أطل التطرف بوجهه الأسود على البلاد منذ عام 2015.
وعلى الرغم من أن المشتبه به لا يزال طليقًا، فإن المدعين الفرنسيين وصفوا إطلاق النار وفرار مُنفذ العملية بأنه عمل إرهابي استمر لعدة دقائق، مستشهدين بشهود سمعوا الرجل وهو يصيح بعبارة "الله أكبر".
فرنسا: لم نتأكد من وجود دافع إرهابي بهجوم ستراسبورج
وحسب ما جاء في شبكة "سي بي سي" الكندية، فإن السلطات الفرنسية
وعلى الرغم من أن المشتبه به لا يزال طليقًا، فإن المدعين الفرنسيين وصفوا إطلاق النار وفرار مُنفذ العملية بأنه عمل إرهابي استمر لعدة دقائق، مستشهدين بشهود سمعوا الرجل وهو يصيح بعبارة "الله أكبر".
فرنسا: لم نتأكد من وجود دافع إرهابي بهجوم ستراسبورج
وحسب ما جاء في شبكة "سي بي سي" الكندية، فإن السلطات الفرنسية استطاعت في غضون ساعات قليلة التعرف على هوية المنفذ، حيث أكدت أنه يدعى "شريف تشيك"، يبلغ من العمر 29 عامًا، وسبق أن شارك في العديد من العمليات الإجرامية، إلا أنها لم تكن ذات أغراض إرهابية.
وطرحت الشبكة الكندية عددا من علامات الاستفهام حول حادث ستراسبورج، خاصة أن سرعة الإعلان عن تحديد هوية المنفذ تشير إلى أن الجهات المعنية بالأمن الداخلي كانت تتابعه بشكل مستمر، إلا أن ذلك يقود إلى سؤال أكبر حول كيفية الإفلات من الرقابة الأمنية، والتي تستمر منذ ما يقرب لعشرين عامًا.

تشيك الذي وضعته الشرطة الفرنسية تحت مراقبتها في سن العاشرة، دخل ضمن قائمة الأكثر خطورة للسلطات الأمنية في فرنسا، وهو ما يعني أنه كان تحت مراقبة شديدة، خاصة بعد أن اشترك في العديد من عمليات النهب والسرقة والاعتداء داخل فرنسا وخارجها.
تصريحات مسؤولي الأمن الداخلي الفرنسي قدمت أخيرًا تفسيرًا منطقيًا للمشككين في قدرات الأمن بالتعامل مع العمليات الإرهابية، خاصة أن البلاد اهتزت بقوة على مدى السنوات القليلة الماضية بأكثر من حادثة لأشخاص متطرفين، بدءا من الهجوم على مجلة شارلي إبدو وصولًا إلى عمليات الطعن وفتح النيران الفردية في العاصمة باريس.
وزير داخلية فرنسا: منفذ هجوم ستراسبورج لايزال طليقا
قال وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستاني، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس، إن أول إدانة جنائية لتشيك جاءت عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، مؤكدًا أنه شارك في ما لا يقل عن 26 قضية أخرى، معظمها سرقة واعتداء سواء داخل فرنسا، أو دول أخرى مثل ألمانيا وسويسرا.
وأضاف: "تشيك كان على قائمة المراقبة الأمنية الفرنسية، المعروفة باسم "Fiche-S" منذ عام 2015".
وبسؤاله عن أسباب الفشل في تعقبه، خاصة أنه كان على قوائم المتابعة والمراقبة للسلطات في فرنسا، قال كاستاني: "القائمة الأمنية الخطيرة تضم ما لا يقل عن 20.5 ألف شخص، ما بين مواطن ومُقيمين آخرين من خارج فرنسا، وعلى الرغم من تخصيص 30 مليار دولار للأمن و64 مليار دولار أخرى للدفاع في ميزانية 2018، فإن البلاد لا تملك الموارد اللازمة لمراقبتهم جميعًا".

السلطات الفرنسية أكدت أن الشرطة مُطالبة بتوظيف 20 ضابطًا يوميًا لإبقاء مشتبه به واحد فقط تحت مراقبة مستمرة على مدى الساعة، وهو ما يعني أن السلطات الفرنسية بحاجة إلى أكثر من 400 ألف شرطي مُخصص فقط لمراقبة العناصر الإرهابية والحيلولة دون تنفيذهم العمليات الإجرامية.
داعش يعيد ضرباته إلى فرنسا على طريقة «الجواب ما ترى لا ما تسمع»
وهزت العديد من الحوادث الإرهابية مدنا مختلفة في فرنسا خلال السنوات الأربع الماضية، كان أبرزها استهداف مسرح وملعب لكرة القدم، وذلك في أثناء وجود الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند بمحيط العملية الإرهابية.