البكاء استجابة عاطفية أكثر تعقيدا بكثير مما قد تتخيل، كان البكاء سهلا عندما كنا صغارا لتلبية احتياجتنا، ولكن في مرحلة النضج تتطور تلك الاستجابة لتصبح في شكل أكثر دقة
عندما تتخذ الأمور مسارا آخر لا تحبه كثيرا وتبدأ الضغوط تتراكم، وتصل إلى نقطة النهاية "فاض بك كثيرا"، هنا تظهر المشاعر المتخبطة، ويصل الأمر إلى حالة من اللامبالاه قد يتبعها بكاء بالنسبة للنساء، أما الرجال يفرغون طاقتهم السلبية ومشاعرهم المكبوتة عن طريق الغضب الجامح، ومن ناحية أخرى، تتخذ بعض النساء المشاهد الحزينة بالمسلسلات والأفلام حجة للبكاء وذرف الدموع دون أن يروا رد فعل
من حولهم، وبهذا تنجحن في إفراغ الدموع المكبوتة، وبالنسبة للذين يعجزون عن كبح تيار المشاعر العاطفية، قد يكون البكاء مفيدا لصحتك، فلا داعي للخجل.
هناك جلسات تسمى (روي-كاتسو) باليابان لذرف الدموع من خلال رؤية مشاهد حزينة ومؤلمة، حتى ترتاح هؤلاء النساء، كما هناك نسخة أخرى من تلك الجلسات، صُمّمت خصيصا للسيدات النائحات، وهي "إيكِميسو دانشي"، وخلال تلك الجلسات، يجلس الرجال الوسيمون إلى جانب النساء وهن يشاهدن المقاطع المُبكية. وعندما يبدأ سيل الدموع،
هناك جلسات تسمى (روي-كاتسو) باليابان لذرف الدموع من خلال رؤية مشاهد حزينة ومؤلمة، حتى ترتاح هؤلاء النساء، كما هناك نسخة أخرى من تلك الجلسات، صُمّمت خصيصا للسيدات النائحات، وهي "إيكِميسو دانشي"، وخلال تلك الجلسات، يجلس الرجال الوسيمون إلى جانب النساء وهن يشاهدن المقاطع المُبكية. وعندما يبدأ سيل الدموع، يمسح الرجال المرافقون دموع السيدات المنهمرة.
كان الهدف من فكرة "إيكِميسو دانشي" القدرة على إخراج المشاعر المؤلمة المكبوتة، وفي عام 2013 تم إنشاء نادي للبكاء في مدينة طوكيو من قبل رجل الأعمال هيروكي تيراي، وبعدها جاءته فكرة البدء في استضافة فعاليات (روي-كاتسو)، موضحا أن الهدف منها حضور الأشخاص الذي لا يستطيعون البكاء في أماكن العمل والمنازل ليخرجون ما يريدون في هذا المكان.
وبما أن الفكرة قائمة على مشاهدة مواد محزنة للبكاء عليها، فكانت مشكلة هذه المواد تواجه رجل الأعمال، نتيجة تفاوت الأعمار، ويتعالج الأفراد بالبكاء من خلال إخراج مشاعرهم المكبوتة.
ويتشابه العلاج بالبكاء مع العلاج بالصراخ الذي ظهر في حقبة الستينات وكان يتمثل في تذكر التجارب السابقة، وإعادة تمثيلها، والتي تنطوي على الغضب والإحباط المكبوتين، والتعبير عنها من خلال إطلاق صرخات جامحة عفوية، أو من خلال الدخول في حالة هستيريا أو عنف.
يوضح استشاري الطب النفسي، بريمكُمار جيبول، أن البكاء استجابة عاطفية أكثر تعقيدا بكثير مما قد تتخيل، بالطبع كان البكاء سهلا عندما كنا صغارا لتلبية احتياجتنا، ولكن في مرحلة النضج تتطور تلك الاستجابة العاطفية لتصبح في شكل أكثر دقة، ولا يدرك الخبراء بنسبة 100% كيف حدث ذلك ولماذا؟
هناك 3 أنواع من الدموع يجب التعرف إليها:
1- الدموع المستمرة التي تحول دون جفاف العينين.
2- دموع رد الفعل اللاإراديّة التي تسببها بعض المواد المهيجة مثل الدخان.
3- الدموع العاطفية التي تٌثار بواسطة مشاعر ومحفزات، مثل الحزن والإحباط والغضب والارتياح.
والمثير في الأمر الذي يخص أنواع الدموع، ما وجده العلماء من اختلاف للدموع العاطفية، حيث لها تركيبة كيميائية خاصة عن الدموع الأخرى، بجانب الإنزيمات والدهون والمُستقلبات والإِلكتروليتات التي تتكوّن منها جميع أنواع الدموع، تحتوي الدموع العاطفية على بروتينٍ أكثر، حيث تقول إحدى الفرضيات؛ إن احتواءها على كمية البروتين الكبيرة يجعلها أكثر لُزوجة، لذا فهي تلتصق بالبشرة وتسيل على الخدين ببطء، وبالتالي يجعلها ذلك أكثر وضوحا.
ومن ناحية أخرى، تقول الدكتورة سارة جونز، كبيرة المحاضرين في علم تطور الأجناس البشرية في قسم الأنثروبولوجيا، إن البالغين ينظرون إلى بكاء الرضع على أنه ابتزاز عاطفي، وإذا فعل الكبار هذا الأمر أمام الآخرين يراه البعض من أشكال التلاعب والخداع، لذا الكثير من الأفراد يكبتون دموعهم لكي لا يكونون عبئا على من حولهم، بالإضافة إلى رؤية البكاء على أنه من أنواع السرية والخصوصية.
تقول ستيفاني ديفيز، خبيرة السلوك:" يخفف البكاء من التوتر، ويقلل من مستويات الهرمونات والمواد الكيماوية في الجسم، ولهذا يساعدك في الرجوع إلى حالتك الهادئة".. لذا أبكي وقتما تشاء وبعدها أمسح دموعك وأخرج للآخرين قويا كما كنت.