تعقد اليوم الإثنين، مفاوضات تجارية بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين، من أجل التوصل إلى اتفاق خلال هدنة مدتها 90 يوما بين زعيمي البلاد، ويتوقف نجاحها على 7 نقاط رئيسية
في وقت سابق من العام الماضي، توصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الصيني شي جين بينج، إلى اتفاق خلال اجتماعهما على هامش قمة العشرين الأخيرة في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، اتفقا بموجبه على توقيع هدنة لمدة 90 يوما، يتم خلالها تأجيل فرض الرسوم الجمركية على بضائع البلدين، وفي حين أن المحادثات ذات المستوى المتوسط لن تحقق تقدما كبيرا، إلا أن المخاطر كبيرة، حيث يواجه كلا الطرفين خطر استئناف فرض الرسوم الجمركية في مارس إذا لم يتوصلا إلى اتفاق، وفيما يلي سبع قضايا ستكون أساسية لتحقيق تقدم في المحادثات التي من المقرر أن تعقد اليوم الإثنين:
1- الملكية الفكرية
أشارت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تتهم الصين بإجبار الشركات الأمريكية على تقاسم التكنولوجيا الحساسة وسرقة حقوق الملكية الفكرية وهي واحدة من أكثر القضايا الشائكة، ويمكن أن تؤدي إلى القضاء على أي اتفاق محتمل.
وستركز المفاوضات التي تستغرق 90 يوما على "التغييرات
1- الملكية الفكرية
أشارت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تتهم الصين بإجبار الشركات الأمريكية على تقاسم التكنولوجيا الحساسة وسرقة حقوق الملكية الفكرية وهي واحدة من أكثر القضايا الشائكة، ويمكن أن تؤدي إلى القضاء على أي اتفاق محتمل.
وستركز المفاوضات التي تستغرق 90 يوما على "التغييرات الهيكلية" في الطريقة التي تتعامل بها الصين مع عمليات نقل التكنولوجيا وحماية الملكية الفكرية وسرقة الإنترنت وقضايا أخرى، حسبما قالت الولايات المتحدة بعد اجتماع ترامب وشى في الأرجنتين.
أعلنت الصين عن مجموعة من العقوبات التي يمكن أن تحرم الشركات من الاقتراض أو الحصول على دعم من الدولة، بسبب سرقة حقوق الملكية الفكرية، وتقوم بصياغة قانون لمنع نقل التكنولوجيا القسري.
2- هواوي وشبكات الجيل الخامس
لطالما نفت شركة هواوي، أكبر شركة صينية لتصنيع معدات الاتصالات، اتهامات الولايات المتحدة وحلفائها بتسهيل عمليات التجسس التي ترعاها الدولة.
وتتسابق الشركة لتطوير تقنية الجيل الخامس، حيث تمتلك عُشر براءات الاختراع في جميع أنحاء العالم، إلا أن الولايات المتحدة أحبطت جهودها بعد أن منعت المؤسسات الحكومية من شراء منتجاتها، وشجعت دولًا أخرى على أن تحذو حذوها.
الصين تحظر بيع هواتف أبل.. هل تنجح في أخذ ثأر هواوي؟

كما طالبت بكين بإطلاق كندا سراح المديرة المالية للشركة "منج وان جو"، التي تم القبض عليها في كندا بناء على طلب من الولايات المتحدة بتهمة الاحتيال المصرفي، كما يقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق في احتمال انتهاك الشركة للعقوبات الإيرانية.
3- صنع في الصين 2025
تهدف خطة بكين "صنع في الصين 2025" إلى تحويل الصين إلى دولة صناعية رائدة، من خلال استهداف 10 قطاعات ناشئة بما في ذلك الروبوتات ومركبات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الحيوية.
وأثار الطموح الصناعي غضب البيت الأبيض، الذي يرى أن التدخل الذي تقوده الدولة ينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية ويمكن أن يخلق مناخا غير عادل للمستثمرين الأجانب، وكانت العديد من الصناعات المستهدفة في الخطة، ضمن الصناعات التي فرض ترامب عليها رسوما جمركية.
من جانبها، ترى الصين أن الخطة ضرورية لتحقيق أهدافها الاقتصادية على المدى الطويل، وفي الشهر الماضي، قالت مصادر إن الصين مستعدة لتعديل الخطة، وربما حتى تأجيل بعض أجزائها لعقد من الزمان، إذا ساعد ذلك على إنهاء الحرب التجارية.
4- الطاقة
أشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن التوترات التجارية بين البلدين أدت إلى تعطيل صفقة رابحة بين الصين وأمريكا، حيث أصبحت الولايات المتحدة مصدرا رئيسيا للنفط والغاز الطبيعي، بينما برزت الصين كأكبر مشترٍ في العالم.
بشهادة الشركات.. الانهيار يطارد اقتصاد الصين في 2019

وفي حين أن رفع الصين الرسوم الجمركية على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، قد يؤدي إلى زيادة المبيعات، إلا أن المخاوف الأكبر وطويلة المدى تكمن في وجود ثقة كافية لإقناع الشركات الصينية باستثمار مليارات الدولارات في مشاريع تصدير الغاز الطبيعي الأمريكي في المستقبل.
وفي غضون ذلك، فإن أي تأكيدات من بكين بأنها لن تستهدف النفط الأمريكي الخام ستساعد على تبديد المخاوف التي أدت إلى تراجع المبيعات في العام الماضي.
5- الواردات الزراعية
يراقب العديد من المستثمرين المفاوضات لمعرفة ما إذا كانت الصين سترفع الرسوم الجمركية الانتقامية على المنتجات الزراعية الأمريكية، بما في ذلك فول الصويا والذرة والقطن والذرة الرفيعة التي تضر بشدة بأمريكا.
ويمكن أن يؤدي رفع الرسوم إلى تشجيع المشترين من القطاع الخاص على استئناف عمليات شراء المنتجات الزراعية الأمريكية على الفور، كما أنه من المحتمل أن ترفع بكين رسوم مكافحة الإغراق ومكافحة الدعم على الحبوب المجففة الأمريكية، والتي تعد الصين أكبر مشتر لها.
بالإضافة إلى السماح بدخول الدواجن الأمريكية بعد أن أعطت الضوء الأخضر لشراء الأرز الأمريكي، إذا فشلت المحادثات، فقد تلغي الصين بعض أوامر فول الصويا التي تم وضعها خلال الأسابيع الماضية.
هل كذب ترامب على شعبه في الاتفاق التجاري مع الصين؟

6- الرسوم الجمركية على السيارات
بعد فرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 25% على السيارات المستوردة من الولايات المتحدة، ألغت الصين هذه الرسوم مؤقتا اعتبارًا من الأول من يناير في محاولة لتهدئة التوترات التجارية.
وقالت "بلومبرج" إن الرسوم الإضافية تسببت في تراجع جميع مبيعات شركات صناعة السيارات الموجودة على الأراضي الأمريكية، بما في ذلك "تسلا" و"بي إم دبليو"، و"دايملر"، في الصين لمدة ستة أشهر متتالية حتى نوفمبر.
7- رفع الحظر عن البنوك
تعهدت الصين بمنح المزيد من الحرية للشركات المالية الأجنبية، ففي نوفمبر الماضي، أصبحت مجموعة "يو بي إس" السويسرية، أول كيان يفوز بالسيطرة على مشروع مشترك للأوراق المالية المحلية بموجب قواعد تم تخفيفها في عام 2018.
ولا تزال شركات مثل "جي بي مورجان تشيس" الأمريكية، و"نومورا" اليابانية في انتظار الموافقة على الحصول على حصص تزيد على 51% في شراكات محلية.
وتشير تقديرات "بلومبرج" الاقتصادية إلى أنه، في حالة منع حدوث تباطؤ اقتصادي كبير، فإن البنوك الأجنبية وشركات الأوراق المالية قد تحقق أرباحًا تفوق 32 مليار دولار سنويا في الصين بحلول عام 2030.