«سواعد الخير» الهيئة التي تأسست لتفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وينتشر أعضاؤها بالشوارع والمدارس والمستشفيات ويفرضون الغرامات لصالح جبهة النصرة
أعلن تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) في يوليو الماضي عن إطلاق ذراع دعوي له بمنطقة إدلب، التي يسيطر التنظيم على أغلب مناطقها، ويسكنها نحو 3 ملايين نسمة من سكان المدينة أو ممن أجبروا على التهجير إليها من المناطق الخاضعة لسيطرة داعش، وحمل هذا الكيان الدعوي لسم "سواعد الخير"، حيث أصبح الكيان المسئول عن تفعيل قاعدة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وذلك وسط رفض واسع من قبل سكان المنطقة على خلفية اتباع أفراده لأساليب غير مرغوبة تحت دعوى تطبيق الشريعة.
نحو مجتمع إسلامي راقٍفي منشورها الدعائي الأول قدمت "سواعد الخير" نفسها للسكان المحليين بمنطقة إدلب، على أنها هيئة دينية، تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، وترفع شعار “نحو مجتمع إسلامي راق”، وتضم بين صفوفها رجالا ونساء يتجولون في شوارع مدينة إدلب، ويحملون بطاقات تعريفية لهم، أما الهيئة فيرافقها أعضاء الهيئة
نحو مجتمع إسلامي راقٍ
في منشورها الدعائي الأول قدمت "سواعد الخير" نفسها للسكان المحليين بمنطقة إدلب، على أنها هيئة دينية، تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، وترفع شعار “نحو مجتمع إسلامي راق”، وتضم بين صفوفها رجالا ونساء يتجولون في شوارع مدينة إدلب، ويحملون بطاقات تعريفية لهم، أما الهيئة فيرافقها أعضاء الهيئة الدعوية في مهامها قوة عسكرية تابعة لـ"تحرير الشام" تعطيها كامل الصلاحيات لفرض الإتاوات، وتقييد عمل المؤسسات، والتحكم بالمدنيين، التفتيش داخل المنازل، أو فرض عقوبات على أي شخص لا تراه ملتزما.
مرت شهور على وجود الهيئة، التى اكتسبت حضورا كبيرا سواء في مستوى تأثيرها، أو من خلال قدرتها على السيطرة وفرض نمط محدد للحياة على سكان المنطقة، وذلك بفعل الحضور العسكري لـهيئة تحرير الشام، ليتحول الكيان الدعوي إلى جهة تُمارس القتل والإرهاب تحت دعوى تطبيق الشريعة، ولا تزال هيئة تحرير الشام تحظى بحضور كبير وسيطرة علي أغلب مناطق إدلب بفعل الدعم الدولي لهذا التنظيم، خاصة بعدما رافقت عناصر الهيئة القوافل العسكرية التركية التي دخلت إلى إدلب وشمال حلب وحماه لإنشاء نقاط مراقبة عسكرية، في إطار اتفاق "خفض التصعيد" الذي تم التوصل إليه بين روسيا وإيران وتركيا في سبتمبر 2017.
تفتيش واعتقال وضرب
يتوزع أعضاء الهيئة الدعوية، الذين يتقاضون رواتب كبيرة، في أغلب مناطق إدلب، إذ ينتشرون في المدارس والمستشفيات والحدائق والأماكن العامة، لتشمل مهامهم مراقبة ملابس أغلب سكان المنطقة، وتفتيش المنازل بشكل دوري، والهواتف المحمولة، ومنع اختلاط النساء مع الرجال، من بين عشرات الوقائع، التي مارست فيها الهيئة الإرهاب بحق سكان منطق إدلب، بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تبرز واقعة توقيفهم لحافلات النقل الداخلي المجانية في مدينة إدلب، واعتقال السائقين بحجة السماح بـ"اختلاط النساء بالرجال”.
وتنتهي أغلب الحالات التي ترفض الاستجابة لأوامر أعضاء الهيئة بسحبهم إلى أفرع أمنية تتبع جبهة النصرة، إذ يتعرضون لصنوف متنوعة من التعذيب الجسدي والنفسي، إلى جانب إرغامهم على توقيع تعهد بعدم تكرار ذلك، والالتزام بما يقرره أعضاء الهيئة، وتصل عقوبة المعترض على التعليمات للموت كما حدث مع مئات الطالبات، اللاتي خرجن في تظاهرة للتنديد بتجاوزات النساء العاملات في "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" (سواعد الخير)، لتقابلهم قوة عسكرية بإطلاق وابل من النيران.
ومن بين وقائع الإرهاب المتكرر من جانب الهيئة، كانت عملية اقتحام عناصر”سواعد الخير” لمعهد “فيثاغورث” التعليمي بإدلب، في فبراير 2017، بهدف فصل الذكور عن الإناث داخل المعهد، والاعتداء البدني على المدرس، كعقاب له على التدريس في فصل تعليمي يضم الجنسين، وتغريمه مبلغ مالي، وإرغامه على كتابة تعهد بعدم التدريس في أي مكان للذكور والإناث في فصل دراسي واحد، فضلا عن فرض "لباس شرعي" على الطالبات.
كما تندرج ضمن مهام الهيئة الدعوية التضييق على الجمعيات الإغاثية والتنموية، والمعنيين بتقديم الخدمات التعليمية والصحية وتزويد المناطق المهمشة بالماء والكهرباء، إذ سبق لأعضاء الهيئة باختطاف عشرات العاملين في هذه المؤسسات الخيرية، وإطلاق سراحهم نظير ملايين الدولارات، إلى جانب سرقة التبرعات التي تجمعها هذه المؤسسات لإغاثة متضرري الحرب.
و"سواعد الخير" أحد أبرز مصادر تمويل هيئة تحرير الشام، خاصة أن إجمالي قيمة المخالفات التي يتم جمعها بشكل يومي يصل إلى أكثر من نصف مليون ليرة سورية، تدخل في صندوق وزارة الأوقاف التابعة لحكومة الإنقاذ التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام.