أثارت حملة شركة «جيليت» لشفرات الحلاقة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية وذلك بسبب تبنيها شعار «أفضل الرجال يمكنهم»
تحرير:فاطمة واصل١٧ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٤٥ م
رجل يتحرش بامرأة، سواء في الشارع أو وسيلة المواصلات أو مقر عملها، هي دوما التي يقع عليها اللوم، أما الرجل فهو رجل لا يحق لأحد أن يلومه على فعلته، ويكون هو الضحية، لأن المرأة هي التي وضعت نفسها في هذا الموقف ودعته لأن يتحرش بها، وتكون جملة «بلاش فضايح.. إنتي عاوزة تفضحي نفسك» سيد الموقف، بينما يكتفي الآخرون بمشاهدة الموقف، ويكون دورهم سلبي، دون أي تدخل، أو محاولة للدفاع عن هذه السيدة، وقليلا ما نرى رجال يتدخلون محاولين إنصاف المرأة ورد ولو قليلا من كرامتها التي أنتهكت.
طفل يضرب طفلا آخر، أمر عادي فهو ليس أكثر من «لعب عيال.. وهم متعودين على كدا»، رد فعل سلبي يأتي من الآباء غالبا، وحتى وإن كان الأمر يحدث في الشارع، فإن أكثر التعليقات إيجابية التي يمكنك سماعها «إمشي يا واد أنت وهو من هنا ألعبوا بعيد».
«أفضل الرجال يمكنهم»
لكن شركة
طفل يضرب طفلا آخر، أمر عادي فهو ليس أكثر من «لعب عيال.. وهم متعودين على كدا»، رد فعل سلبي يأتي من الآباء غالبا، وحتى وإن كان الأمر يحدث في الشارع، فإن أكثر التعليقات إيجابية التي يمكنك سماعها «إمشي يا واد أنت وهو من هنا ألعبوا بعيد».
«أفضل الرجال يمكنهم»
لكن شركة شفرات الحلاقة «جيليت»، كان لها رأي آخر، في إعلانها الأخير الذي أصدرته منذ 5 أيام، وحقق أكثر من 16 مليون مشاهدة، إذ أثارت الشركة جدلا واسعا بعد هذا الإعلان، ما بين رفض الرجال الذكوريين له، وإحساسهم بأن ما تقوله الشركة مهين لهم، وما بين السيدات النسويات أو «الفيمينست»، الذين رأوا أن هذا الإعلان خطوة جيدة وداعمة للمرأة، خاصة أنه تطرق إلى حملة «MeToo»، المناهضة للتحرش ضد المرأة.
وتلاعبت الشركة في إعلانها بشعارها الشهير «أفضل ما يمكن أن يحصل عليه رجل» واستبدلته بشعار يقول «أفضل الرجال يمكنهم»، إذ إنها ترغب من الرجال أن يحاسبوا بعضهم بعضا. وتطرح الشركة من خلال الإعلان سؤالا: «هل هذا أفضل ما يمكن أن يحصل عليه رجل؟» قبل عرض صور لـتنمر وتحرش جنسي وسلوكيات تمييزية على أساس الجنس وسلوك ذكوري عدواني، كما يقدم الإعلان أمثلة لسلوكيات أكثر إيجابية، مثل منع حدوث هذه السلوكيات عندما تحدث في أماكن عامة.
ورغم إشادة البعض بالرسالة التي يطرحها الإعلان، الذي يهدف إلى تحديث شعار الشركة الذي تبنته طوال 30 عاما، إلا أن آخرون يقولون إن «جيليت» انتهت بالنسبة لهم، وذكر مشاهدون أنهم لن يشتروا منتجات الشركة مرة أخرى، على الإطلاق، ومنهم من قال إن الإعلان دعاية نسائية، وكتب أحد مشاهدي تعليقا جاء فيه: «استطعتم في أقل من دقيقتين القضاء على أكبر حزمة مبيعات لمنتجاتكم، أحسنتم»، أما على موقع «تويتر» أعرب مستخدمو الموقع عن خيبة أملهم من الحملة الجديدة.
ويتضح أن عدد المناهضين لفكرة الإعلان أكثر من المعجبين به بحوالي الضعف تقريبا، إذ سجل الإعلان على موقع «يوتيوب» أكثر من 428 ألف حالة إعجاب و842 ألف حالة عدم إعجاب، حتى وقت كتابة التقرير.
الشركة ترد
«نعتقد أن إعلاننا الجديد يتوافق مع شعار الشركة، ونحن نؤمن بالأفضل في الرجال» يقول جاري كومب رئيس شركة «جيليت»، مضيفا: «من خلال محاسبة بعضنا بعضا، ورفض الأعذار عند حدوث سلوك سيء، ودعم جيل جديد يعمل تجاه (أفضل) ما في شخصيته، نستطيع أن نساعد في إحداث تغيير إيجابي مهم خلال السنوات المقبلة».
وذكر كومب: «نعرف أن الانضمام للحوار بشأن الرجولة الحديثة يعني تغيير طريقة تفكيرينا وصورتنا للرجال في كل مكان»، متابعا: «تراجع جيليت المحتوى العام بالاستعانة بمجموعة من المعايير المحددة، التي تهدف إلى ضمان مباديء الاحترام والمحاسبة، وتحديد قالب لدورها في الإعلانات التي نطرحها، والصور التي ننشرها على وسائل التواصل الاجتماعي والكلمات التي نختارها، وأشياء أخرى».
يذكر أن مخرج الإعلان هو كيم جيريج الذي يعمل في شركة «سامساتش» في بريطانيا، وكان قد أخرج حملة عام 2015 بعنوان «هذه الفتاة تستطيع» لدعم ممارسة الرياضة في إنجلترا.
وأبرمت «جيليت» شراكة مع مشروع «بناء رجل أفضل»، الذي يهدف إلى الحد من سلوك الرجال الذي يتسم بالعنف، ومؤسسة «نادي فتيان وفتيات أمريكا»، التي تساعد الشباب من الرجال على تطوير مهارات اجتماعية ومهارات التواصل، كما ستتبرع بمليون دولار سنويا خلال الأعوام الثلاثة المقبلة لجمعيات خيرية أمريكية تهدف إلى دعم الرجال.