عندما أعلن وزير الداخلية الحرب على جلابية المخبر
٢١ يناير ٢٠١٩ - ٠٣:٠٣ م
محمود وجدي
محمود وجدي -لمن اقترب منه- هو واحد من أشرس ضباط الداخلية على مدار تاريخها، قبل أن يتقلد منصب الوزير، له مدرسة خاصة قد تختلف معها أو تتفق، كنت شاهدا عليه حين تم نقله من منصبه مديرا لمباحث القاهرة إلى مدير أمن القليوبية، كنوع وقتها من «التكدير الشديد» من قِبل الوزير حبيب العادلي حينئذ بسبب خلافات عميقة بينهما، وكان مبنى المديرية وقتها متهالكا وقديما وسط المنازل، حتى إن سُلَّم المديرية كان من الخشب وهو أشبه بدوار قديم، الأمر الذي أثار حنق وسخط "وجدي"، والذي سارع الخطى للانتهاء من مبنى المديرية الجديد الذي انتقل له بعد أشهر قليلة.
وجدى له مواقف وحكايات عديدة، أذكر منها حكاية لطيفة، حيث لاحظ وقت خدمته مديرا لأمن القليوبية أنه عند كل زيارة لمبنى شرطي أو مركز أو نقطة أو كمين يجد أشخاصا يرتدون الجلباب البلدي، وكلما سأل عنهم في تلك الأماكن يخبره الضباط بأنهم مخبرون معينون رسميا في وزارة الداخلية، مما أثار حنق اللواء وجدي، إذ شعر أنه
وجدى له مواقف وحكايات عديدة، أذكر منها حكاية لطيفة، حيث لاحظ وقت خدمته مديرا لأمن القليوبية أنه عند كل زيارة لمبنى شرطي أو مركز أو نقطة أو كمين يجد أشخاصا يرتدون الجلباب البلدي، وكلما سأل عنهم في تلك الأماكن يخبره الضباط بأنهم مخبرون معينون رسميا في وزارة الداخلية، مما أثار حنق اللواء وجدي، إذ شعر أنه يخدم في نقطة ريفية، وصار الأمر عقدة بالنسبة له، وبحث عن حل دون جدوى، فالجلباب هو بمثابة الزي الرسمي للمخبرين في القليوبية.
وجدي كان يشتاط غضبًا كلما وجد مخبرا يرتدي جلابية.. على الفور كانت صورة المخبر القديمة تحضر فى ذهنه، مخبر أيام الملك بجلابية وبالطو وعصا صغيرة، تلك الصورة التى جسدتها أفلام فترة الأربعينيات على سبيل المثال، المخبر الذي كان يراقب رشدي أباظة فى فيلم «في بيتنا رجل».. المهم أن وجدي أراد أن يمحو تلك الصورة من الأذهان، حتى جاءت الفرصة التى انتظرها، ألا وهى زيارة السيدة سوزان مبارك لمحافظة القليوبية وبالتحديد فى مدينة العبور، فاتخذ قراره بإلغاء الجلاليب واستبدال الزي العادي "قميص وبنطلون" بها ومعاقبة كل مخبر لا يلتزم بالقرار.
وكان أمام وجدى 15 يوما فقط ليقوم المخبرون بتفصيل أو شراء الملابس الجديدة.
ومن وقتها تخلى المخبرون في القليوبية عن الجلباب البلدي بأمر مدير الأمن، الذي أصبح فيما بعد وزيرا للداخلية، لكن الطريف في واقعة "الجلابية" أن المخبرين في القليوبية الذين اعتادوا طيلة حياتهم لبسها، وجدو في تطبيق الأمر صعوبة بالغة، حتى قال أحدهم «أنا حاسس إني ماشي عريان من غير الجلابية، وإن الناس كلها بتبص عليَّ عشان لابس قميص وبنطلون».
(أما عن سر الجفاء فى العلاقة بين وجدي والعادلي فسوف نسردها في وقت آخر، إن شاء الله).