أكد خبراء الاقتصاد والمحللون أن انخفاض الدولار الحقيقي أمام الجنيه المصرى لن يحدث إلا فى عدة حالات، منها زيادة المعروض الدولارى فى البنوك، وقوة الاقتصاد المصرى
واصل سعر صرف الجنيه أمس صعوده أمام العملة الخضراء ليرتفع بواقع 29 قرشا على مدار اليومين الماضيين، وسجل متوسط سعر شراء الدولار فى البنوك نحو 17.57 جنيه، ونحو 17.67 جنيه للبيع، وفقًا لبيانات البنك المركزى، بينما أثار ذلك الصعود المفاجئ للعملة المحلية تكهنات على مستوى السوق حول أسبابه.
وفى نوفمبر2016، قرر المركزى تحرير سعر الصرف، والتسعير وفقا لآليات العرض والطلب، بحيث لا تتدخل الحكومة أو البنك المركزى فى تحديده بشكل مباشر أو بأى صورة، وإنما يتم تحديد سعره تلقائيا فى سوق العملات من خلال آلية العرض والطلب.
زيادة المعروض من العملة الخضراء
قال الدكتور رشاد عبد الخبير الاقتصادى، إن انخفاض الدولار أمام الجنيه خلال الفترة الحالية يرجع إلى 3 أسباب، منها حملة "خليها تصدى" والخاصة بمقاطعة شراء السيارات نتيجة لغلاء الأسعار، موضحا أن الحملة حققت نتائج إيجابية وأدت إلى عزوف المواطنين عن الشراء، وبالتالى تكدس السيارات
زيادة المعروض من العملة الخضراء
قال الدكتور رشاد عبد الخبير الاقتصادى، إن انخفاض الدولار أمام الجنيه خلال الفترة الحالية يرجع إلى 3 أسباب، منها حملة "خليها تصدى" والخاصة بمقاطعة شراء السيارات نتيجة لغلاء الأسعار، موضحا أن الحملة حققت نتائج إيجابية وأدت إلى عزوف المواطنين عن الشراء، وبالتالى تكدس السيارات فى المواني، وهو الأمر الذى أدى إلى تراجع الطلب على الدولار من جانب مستوردى السيارات، وزيادة المعروض منه.
وأضاف عبده أن السبب الثانى لانخفاض سعر الدولار يرجع إلى انخفاض ميزانية المواطن المصرى والذى لم يعد قادرا على شراء احتياجاته المستوردة وبالتالى انخفض الطلب على الدولار من جانب المستوردين وحدث وفرة فى المعروض، مشيرا إلى أن السبب الثالث يرجع إلى التدفقات الأجنبية فى أذون الخزانة المصرية خلال شهر يناير الجارى بحسب بيانات البنك المركزى.
اقرأ أيضا: بعد انخفاض الدولار.. هذه السلع الأكثر تأثرا

وأكد الخبير الاقتصادى، أن الانخفاض الحقيقى للدولار أمام الجنيه المصرى وتراجعه ليصل إلى مستوى أقل من 15 جنيها على سبيل المثال، لم يحدث إلا فى حالات معينة ومنها زيادة إيرادات السياحة، والصادرات المصرية للخارج، إلى جانب تحول مصر إلى دولة منتجة وليست مستوردة وهو الأمر الذى يساهم فى انخفاض الطلب بشكل كبير على الدولار وبالتالى انخفاض سعره بنسبة كبيرة أمام العملة المحلية.
وقفزت إيرادات مصر من قطاع السياحة بنحو 83.3 % إلى نحو 2.2 مليار دولار فى الربع الأول من العام الحالى 2018-2019، مع زيادة أعداد السياح الوافدين إلى البلاد نحو 37.1% أى نحو 2.383 مليون سائح، حيث بلغ عدد الليالى السياحية 23.8 مليون ليلة فى الربع الأول من العام الحالى 2018-2019.
اقرأ أيضا: بعد تراجع الدولار.. المواطن في انتظار انخفاض الأسعار
الجنيه لن يقوى إلا في وجود اقتصاد حقيقي
من جانبه أكد هانى توفيق الخبير الاقتصادى، أن الدولار لن ينخفض فى مصر بقرارات البنك المركزى، مشيرا إلى أن الجنيه المصرى لن يقوى إلا بالاقتصاد الحقيقى، أى التصنيع والتصدير والاستثمار الأجنبى المباشر، والسياحة، بالإضافة إلى استقرار السياسات الاقتصادية والمالية، وما إلى ذلك.

بينما يرى الدكتور محسن خضير الخبير المصرفى، أن زيادة المعروض من الدولار فى القطاع المصرفى والبنوك لن تحدث إلا فى حالة انتعاش السياحة مرة أخرى وزيادة تحويلات المصريين من الخارج بنسبة كبيرة، وهو ما يساهم فى تراجع العملة الخضراء بقوة أمام الجنيه المصرى.
وأظهرت بيانات البنك المركزي ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج بنسبة 5.7%، خلال 11 شهرًا من 2018 لتسجل نحو 23.3 مليار دولار، فى مقابل نحو 22.1 مليار دولار بالفترة المقارنة من 2017، بزيادة قدرها 1.2 مليار دولار.
ويقدر عدد المصريين المقيمين فى الخارج بنحو 9.5 مليون مواطن وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
بينما يوجد نحو 70% منهم فى دول الخليج العربي بواقع 50% فى المملكة العربية السعودية، و20% فى باقى دول الخليج، ويوجد نحو 30% منهم في أوروبا ودول أمريكا الشمالية، بينما تعد مصر من أكبر الدول العربية التى تتلقى تحويلات سنوية والسادسة على مستوى العالم.
اقرأ أيضا: انخفاض الدولار.. هل يكون هبوط ما قبل العاصفة؟