ضربت حالة من الانقسام الأوساط السياسية في فرنسا إزاء الموقف المتوقع من العناصر الجهادية التي تحمل جنسية فرنسية في صفوف داعش، والتي من المتوقع أن تعود لبلادها قريبًا
تسعى فرنسا خلال الوقت الحالي لاتخاذ كل الإجراءات الأمنية التي تضمن لها استقرار الأوضاع في البلاد، ومنع أي هجمات إرهابية على غرار ما مرت به باريس في السنوات القليلة الماضية.
العمليات الإرهابية التي كان معظمها برعاية ومسؤولية مباشرة من تنظيم داعش، دفع باريس للتفكير بشكل جدي لاتخاذ كل الإجراءات الوقائية ضد العناصر المنضمة للتنظيم الإرهابي، والتي من المتوقع أن تعود إلى فرنسا، إلا أن تلك الإجراءات لم تجد توافقًا كبيرًا بين الأجهزة الأمنية في الحكومة خلال الفترة الماضية، لا سيما مع اختلاف وجهات النظر حول الأمور التي من المفترض القيام بها.
مع انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، اقترحت الحكومة في باريس إمكانية استعادة الجهاديين الفرنسيين المحتجزين في الدولة الشرق أوسطية قريبًا، غير أن الفكرة أثارت حالة من الانقسام الشديد في الداخل.
حادثة ستراسبورج الإرهابية تكشف عوار الأمن في فرنسا
وحسب إذاعة "فويس أوف أمريكا"، قال وزير الداخلية الفرنسي
مع انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، اقترحت الحكومة في باريس إمكانية استعادة الجهاديين الفرنسيين المحتجزين في الدولة الشرق أوسطية قريبًا، غير أن الفكرة أثارت حالة من الانقسام الشديد في الداخل.
حادثة ستراسبورج الإرهابية تكشف عوار الأمن في فرنسا
وحسب إذاعة "فويس أوف أمريكا"، قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانر، في حديثه إلى البرلمان، إنه إذا تم طرد أي جهادي فرنسي من سوريا، فإن الحكومة ستعرف من هم وأين يقعون وسيتم اعتقالهم ومحاكمتهم في اللحظة التي يصلون فيها إلى فرنسا.
ولم تؤكد الحكومة بشكل رسمي التقارير الإعلامية التي تفيد بأن ما يصل إلى 130 جهاديًا فرنسيًا محتجزين الآن في سوريا قد يعودون قريبًا إلى ديارهم، خاصة أن فرنسا كانت من بين أكبر الدول المصدرة للجهاديين في أوروبا إلى سوريا والعراق.

المئات من الفرنسيين الذين قاتلوا في صفوف تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة ماتوا في المعركة، وعاد بعضهم إلى الأراضي الفرنسية، وقاموا بشكل فعلي بهجمات إرهابية في باريس وبروكسل.
وعلى الرغم من أن هناك 250 جهاديًا فرنسيًا ما زالوا يقاتلون في سوريا، بالإضافة إلى وجود العشرات في الشمال برفقة القوى الديمقراطية السورية التي يقودها الأكراد. حتى الآن، فإن باريس لم تفعل الكثير لإعادتهم إلى الوطن، إلا أن الفراغ الذي تركته القوات الأمريكية المغادرة قد أثار القلق بشأن مصيرهم.
وأشارت الإذاعة الأمريكية إلى أن بعض السياسيين الفرنسيين يعارضون بقوة عودة المقاتلين، حيث قال "جيوم بيلتييه" عضو البرلمان المحافظ، إن أولئك الذين أحرقوا جوازات سفرهم الفرنسية وارتكبوا جرائم حرب وربما ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية ليس لهم مكان في فرنسا.
فرنسا: لم نتأكد من وجود دافع إرهابي بهجوم ستراسبورج
ومن جانبه، أكد كريستيان إستروزي، وهو محافظ بارز آخر، مخاوفه بشأن إمكانية إطلاق سراح المجموعات المحتجزة من المتطرفين الفرنسيين، وهو ما يعني إمكانية رجوعهم إلى البلاد والتورط في عمليات إرهابية جديدة.
ويحذر الخبراء من أن المقاتلين العائدين وغيرهم من الراديكاليين الموجودين في فرنسا قد يصبحون قنابل موقوتة -بما في ذلك أولئك الموجودون الآن في السجون الفرنسية- وذلك حال تم الإفراج عنهم في غضون سنوات قليلة.
وفي المعسكر الآخر، يرى البعض أنه من الضروري استعادة فرنسا عناصرها الموجودة، وهو الأمر الذي بدوره قد يؤدي إلى سحب بعض القوات الفرنسية الموجودة في سوريا والعراق، والتي يصل قوامها إلى 1100 شخص.

وتعد فرنسا عضوًا قياديًا فى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة داعش في سوريا والعراق ولديها نحو ألف جندي بما في ذلك القوات الخاصة المتمركزة في شمال البلاد والمنتشرة إلى جانب القوات الكردية.
الأزمة السورية.. داعش يعود للواجهة وصفقة لإخراج إيران وتركيا
وبشكل عام، تظل فرنسا واحدة من أكثر البلاد المعنية بانسحاب القوات الأمريكية في سوريا، خاصة أنها تدرك بشكل كبير أن التنظيمات الإرهابية لم يتم هزيمتها بشكل كامل ونهائي في البلاد.