مؤلف «هيبتا»: أولى رواياتي باعت 20 نسخة فقط في سنتين
فيلم "هيبتا" كان وش السعد على الكاتب محمد صادق، الذي تحدث لـ"التحرير" عن تقديمه جزءا ثانيا منه، ولماذا يحصر نفسه في ثوب الروائي فقط، إضافة إلى مواضيع عديدة أخرى
تحرير:كريم محجوب٠٩ فبراير ٢٠١٩ - ٠٨:٠٠ م
كاتب أوجد لنفسه مكانًا وسط الروائيين، فكانت بداية مشواره مع الكتابة بتخليه عن دراسة الهندسة، وقرر أن لا يعتمد على الشهادة الجامعية، ويتفرغ للتأليف، فكان أول أعماله رواية "طه الغريب"، الذي لم يبع منها سوى 20 نسخة فقط.. محمد صادق، الروائي الشاب الذي نجح في أن يخطف الأضواء بـ"هيبتا"، تحدث لـ"التحرير" عن الجزء الجديد من الفيلم، الذي حقق نجاحا كبيرا، كما تطرق إلى السبب وراء استخدامه "العامية" بكثرة في رواياته، إضافة إلى السبب وراء عدم طرحه رواية "أمنيجيا".. وإلى نص الحوار:
قدمت كل شيء للجمهور في الجزء الأول من "هيبتا".. فلماذا جزء جديد؟
وليه لأ؟ من الممكن أن الجزء الثاني يتناول أفكارا لم يسبق طرحها، وهذا العمل تحد لي، ولن أقدمه إلا بشكل مميز يعجب المشاهد، فبعد 5 أشهر من التفكير، استقررت على الموضوع وطريقة معالجته.
لماذا تحصر نفسك في منطقة الروائي وليس الكاتب بشكل عام؟
الموضوع
قدمت كل شيء للجمهور في الجزء الأول من "هيبتا".. فلماذا جزء جديد؟
وليه لأ؟ من الممكن أن الجزء الثاني يتناول أفكارا لم يسبق طرحها، وهذا العمل تحد لي، ولن أقدمه إلا بشكل مميز يعجب المشاهد، فبعد 5 أشهر من التفكير، استقررت على الموضوع وطريقة معالجته.
لماذا تحصر نفسك في منطقة الروائي وليس الكاتب بشكل عام؟
الموضوع يتعلق بذوقي الشخصي وحبي لكتابة الحالة الواحدة المتكاملة، وهذا أفضل من كتابة مجموعة قصصية متنوعة الأفكار، فأجد نفسي روائيا فقط، عكس جيل العباقرة مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس، الذين اتجهوا لمختلف الفنون الكتابية من رواية ومسرح وقصة لإثبات أنفسهم، وإظهار حرفيتهم، لكن في جيلنا الموضوع أبسط من ذلك، وتجربة السيناريو خضتها بالفعل في فيلم سينمائي عن روايتي "أنت.. فليبدأ العبث"، المقرر عرضه قريبًا، إضافة لهيبتا 2.
الكتابة السهلة والألفاظ العامية.. هل بهذا تحافظ على قُرائك؟ وبما تفسر أن معظمهم من الشباب؟
أحب توصيل الفكرة بمصطلحات يسيرة، وأكره فرد العضلات الكتابية والتباهي بالألفاظ القوية، كمن يتناولون فكرة بسيطة في 3 صفحات بمصطلحات غريبة جدًا لإثبات مقدرتهم، وهذا يُعذب القارئ.
جمهوري من الشباب لأن القراءة عملية شبابية بحتة، فحينما تصل إلى سن العمل، ثم الزواج والإنجاب، تزداد مسئولياتك، وبهذا يقل معدل قراءاتك.. وأحيانًا أجد رسائل من أعمار كبيرة مُنبهرة بكتاباتي، ويخبرونني أنهم لم يتوقعوا أن يقرأوا لكاتب شاب مثلي، ويتأثروا بما يقدم. (اقرأ أيضًا.. أحمد مراد: «الفيل الأزرق 2» سيفاجئ الجمهور)
اقترن اسمك بـ"هيبتا".. فما فضلها عليك؟
أعلمت الناس بالكاتب المغمور الذي لا يعرف أحد أفكاره ولا فلسفته وآراءه، ومن قرأها اطلع على أعمالي القديمة، وينتظر الكتابات الجديدة.
في رأيك.. ما مقياس نجاح الكاتب؟
أشعر بنجاح العمل حينما يخبرني أحد أن كتاباتي أثرت في أفكاره وألهمته، وهذا ما أسعى له دائمًا، فأولى رواياتي، "طه الغريب"، بيع منها 20 نسخة في سنتين، لكن ردود الفعل أكدت لي نجاحها، إضافة لاختلاف مقاييس التقييم، فهناك أعمال لا تحقق مبيعات لكن تحصد جوائز، وأخرى تحقق مبيعات لكن تعقيبات النقاد عليها سلبية، وأيضًا روايات ضعيفة تنجح عندما تحول لأفلام، وهكذا.
هل تعرضت لاستغلال من دور النشر بسبب شغفك للكتابة ؟
تعرضت لمشكلات بدايات دخولي عالم النشر بسبب السذاجة وقلة الخبرة، لكن لم أتعرض لعمليات نصب كالعديد من شباب الكتاب، الذين وقعوا في فخ دور النشر المحتالة، التي تنشر الأعمال على نفقة الكاتب، وتستحوذ على الأرباح، ولا تهتم بتسويق العمل أصلًا.
في رأيك.. ما حق القراء على كاتبهم المفضل؟
هو الاستمرار في الكتابة والاطلاع على مجريات الأحداث وانتقاد المجتمع في أعمال أدبية فكرية، لكن لا يزج بها في منصات السوشيال ميديا، فهي لا تصلح لمناقشة أفكار الكاتب ولا عرض القضية بالشكل الذي يفيد المجتمع.
لماذا تؤجل طرح رواية "أمنيجيا"؟
امتناعي عن نشرها ليس لأسباب سياسية، لكني شرعت فيها قبل ثورة يناير، ولم أطرحها لعدم استكمال جوانبها، وقررت ألا أقدم عملا إلا وأن يكون أكثر كفاءة من الذي سبقه.
تركت دراسة الهندسة واتجهت للكتابة.. ألم تخشَ عواقب هذا القرار؟
كنت أعلم أني سأعيش حياتي بدون الاعتماد على شهادة جامعية، وكانت فترة مصيرية، تعرضت خلالها لضغوط نفسية وعصيبة، لكني درست القرار وأخذت نصائح متخصصين في المجال، وأقنعت أسرتي بترك الدراسة عامين والتفرغ للكتابة، ونجاحي أو فشلي هو الذي سيحدد، وبأي حال كنت سأستمر ككاتب بالتأكيد.