ربما يكون قرار الأهلي الذي تم اتخاذه بحضور جماهيره المباريات، الهدف منه هو استعراض عضلات أمام الجماهير، أو لتلبية رغبات جماهيره على مواقع التواصل الاجتماعي
انتفض مجلس إدارة النادي الأهلي عن بكرة أبيه، وعقد اجتماع مجلس إدارة طارئا اليوم السبت، وخرج بحزمة من القرارات أهمها إعلان المجلس أن الأهلي لن يخوض أية مباراة قادمة إلا بحضور جماهيره، وفقًا للشروط التي تم الاتفاق عليها في السابق ويتم تطبيقها الآن، وحال قيام اتحاد الكرة باختيار ملاعب بديلة غير مسموح فيها بالحضور الجماهيري للملاعب التي سيتم إغلاقها استعدادًا لكأس الأمم الإفريقية، يكون الاتحاد هو المسؤول عن الحصول على الموافقات المطلوبة ومن بينها الموافقة الأمنية.
وأن يتم إخطارنا بالحصول على هذه الموافقات عند الإعلان من جانب اتحاد الكرة عن الملاعب البديلة حرصًا على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية المتنافسة.
- قرار أمني
الأهلي خرج بقرار عنتري لتلبية رغبات جماهيره على مواقع التواصل الاجتماعي بحضور جماهيره المباريات، ولم يلتفت على الإطلاق إلى أن هذا القرار أمني
وأن يتم إخطارنا بالحصول على هذه الموافقات عند الإعلان من جانب اتحاد الكرة عن الملاعب البديلة حرصًا على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية المتنافسة.
- قرار أمني
الأهلي خرج بقرار عنتري لتلبية رغبات جماهيره على مواقع التواصل الاجتماعي بحضور جماهيره المباريات، ولم يلتفت على الإطلاق إلى أن هذا القرار أمني في المقام الأول ولا علاقة لاتحاد الكرة به، بدليل أن اختيارات الملاعب تحددها الجهات الأمنية، ولا يدرى أحد لماذا لم يدرس الأهلي هذا القرار خاصة أنه سيتراجع فيه إن آجلاً أم عاجلًا، أم أنه يرغب في عدم استكمال البطولة وهو قرار لن يجرؤ أحد داخل مجلس الإدارة على الإقدام عليه لأنه قد يتسبب في إفساد مسابقة الدوري هذا الموسم.

وربما يكون القرار الذي تم اتخاذه الهدف منه هو استعراض عضلات أمام الجماهير، والتأكيد أن الإدارة تتمسك بحقهم في حضور المباريات لكن الجهات الأمنية هي التي ترفض حضورهم.. في النهاية هو قرار عليه علامات استفهام عديدة تحتاج للتفسير.
- توقيت غريب
القرار الذي اتخذه مجلس إدارة النادي الأهلي للمطالبة بحضور جماهيره للمباريات يأتي بعد أيام قليلة من مباراة الفريق التي أقيمت مع فريق سيمبا التنزاني في الجولة الثالثة من مباريات دور المجموعات في بطولة دوري أبطال إفريقيا، والتي فاز بها الفريق الأحمر بخمسة أهداف نظيفة، وجاء في توقيت غريب للغاية، خاصة أن الملاعب التي ستقام عليها مباريات بطولة إفريقيا سيتم تسليمها خلال هذه الأيام لوزارة الرياضة.
في الوقت نفسه فإن آخر مباراة حضرت فيها الجماهير أمام سيمبا، شهدت تكرار خروج جماهير النادي الأهلي عن النص والتجاوز في حق قيادات سابقة في الدولة المصرية، تحظى باحترام وتقدير كبيرين من الجميع، بالإضافة إلى الهتافات المسيئة لرئيس نادي الزمالك، والمستشار تركي آل الشيخ مالك نادي بيراميدز، ورئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية، في تكرار لمشاهد سابقة انساقت فيها هذه الجماهير خلف القلة المندسة التي تسعى لتشويه المشهد الرياضي في مصر.

وعقب الهتافات المسيئة من جماهير الأهلي خرج محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي من مقصورة مدرجات برج العرب، ودخل إلى غرفة كبار الزوار وعقد جلسة سريعة بحضور محمد مرجان المدير التنفيذي للنادي وخالد مرتجي عضو مجلس الإدارة، وتم الاتفاق على ضرورة مغادرة الخطيب للملعب لأن ما حدث من تجاوز لا يليق في حضوره.
وبالفعل التقطت عدسة كاميرات اللقاء كرسي الخطيب وهو خالٍ، بعدها تم تسريب خبر مفاده أن الخطيب انسحب بسبب شعوره بآلام شديدة في ظهره، وهو ما فسره البعض بأن هناك مخاوف من إعلان انسحاب الخطيب اعتراضًا على الهتافات المسيئة للمسئولين الكبار، ومن ثم فضلوا تسريب خبر رحيل الخطيب بسبب الآلام.
مغادرة الخطيب للملعب جاءت بسبب الموقف الحرج الذي تعرض له نتيجة الهتافات من ناحية، والمخاوف من خروج رئيس نادي الزمالك وتوجيه انتقادات شديدة خاصة أنه انتقده من قبل في أكثر من مناسبة، على صمته تجاه الجماهير التي تسب قيادات سابقة في الدولة ومؤسسات الدولة والأندية المنافسة في حضوره، دون أن يتحرك هو أو مجلسه بشكل قوي، وكان دائمًا يطالبه أن يسير على دربه في الوقوف ضد هذه الفئة من الجمهور.
وبالفعل لم يسلم الخطيب من انتقادات رئيس الزمالك الذي انتقده على استمرار تجاوز هذه الفئة من الجماهير في حضوره داخل استاد الجيش ببرج العرب، وتعرض قيادات كبيرة سابقة للإهانة منهم دون أن يتحرك أو حتى يكلف خاطره بإصدار بيان اعتذار عن الأحداث المؤسفة.
سر تجاهل الرد
مجلس إدارة الأهلي لم ينتفض بعد الإساءات البالغة التي صدرت عن هذه الفئة من جماهيره وتم تجاهل الأمر وكان شيئا لم يحدث في مشهد تكرر من قبل عندما خرجت نفس الفئة عن النص في مباراة حوريا الغيني وهتفت الجماهير ضد مالك نادي بيراميدز ورئيس نادي الزمالك، وقيادات سابقة في الدولة، وهو ما تسبب في توقيع عقوبات على النادي من لجنة الانضباط بالاتحاد الإفريقي (كاف) تمثلت في غرامة مالية قدرها 20 ألف دولار، ومنع الجماهير من الحضور مباراتين مع إيقاف التنفيذ، ولم يتحرك مجلس الأهلي وقتها أيضًا.
السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يسكت مجلس إدارة الأهلي برئاسة الخطيب على هذه الإهانات للقيادات؟، خاصة أن هناك اتهامات وجهها رئيس الزمالك في أكثر من حديث تلفزيوني لعضو مجلس إدارة في النادي ومسؤول في الإدارة التنفيذية يجتمعون مع بعض القيادات الجماهيرية لهذه الفئة لمنحهم دعوات وتذاكر حضور المباريات وتحريضهم على هذا الهجوم.

تجاهل مجلس إدارة الأهلي الرد على اتهامات تحريض الجماهير من ناحية، وقبول الوضع الحالي الخاص بالسكوت على الإهانات البالغة للقيادات الكبيرة ومؤسسات الدولة، فسره البعض بأن ما يحدث أمر يتماشى مع أهواء الإدارة الأهلاوية في هذه المرحلة، خاصة أن المجلس لم ينتفض أو يعقد أي اجتماعات للرد على هذه التجاوزات، بل خرج بعد اجتماعه الطارئ اليوم اعتراضًا على حضور رئيس الزمالك اجتماع رؤساء الأندية مع اتحاد الكرة، وطالب بحق النادي في حضور الجماهير مباريات الفريق في مشهد يحتاج للتفسير وإجابات واضحة لعلامات الاستفهام، التي تحيط بموقف المجلس من هذه الفئة من جماهيره التي تتطاول على الكثيرين، في ظل الأحداث الساخنة المتتالية وحالة الشحن الموجودة بسبب تصريحات مسؤولي الكرة في الأهلي والزمالك التي تنذر بحدوث فاجعة جديدة مثل حادث بورسعيد.