إنهاء عمل البعثة الدولية في الخليل بمثابة إمعان في نية الاحتلال الاستمرار في الانتهاكات التي تمارس بحق الفلسطينيين بالمدينة، وهو ما يؤكد خطورة الأوضاع في الأيام المقبلة.
أثار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي مهمة بعثة المراقبين الدولية، التي تتخذ من مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة مقرًا لها حالة من القلق أن يتسبب سحب هؤلاء المراقبين في وقوع مزيد من انتهاكات المستوطنين في المدينة، وهو ما يوشك بخطورة الأوضاع الأيام المقبلة.
فالخليل هي أكبر مدينة فلسطينية في الضفة، ويعيش فيها نحو 600 مستوطن، يحميهم آلاف الجنود الإسرائيليين بين نحو 200 ألف فلسطيني.
وتأسست هذه البعثة، التي يبلغ عددها 80 مراقبًا عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، حينما قاد طبيب يهودي تلك المذبحة بتواطئه مع عدد من اليهود في حق المصلين.
وأطلق الطبيب الذي يدعى باروخ جولدشتاين النار على المصلين في المسجد الإبراهيمي في أثناء أدائهم صلاة فجر الجمعة في منتصف شهر رمضان، واستشهد 29 مصليًا وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلونه.
وكانت البعثة تتكون من مراقبين قادمين من الدنمارك وإيطاليا والنرويج والسويد وسويسرا وتركيا، وعملت
وأطلق الطبيب الذي يدعى باروخ جولدشتاين النار على المصلين في المسجد الإبراهيمي في أثناء أدائهم صلاة فجر الجمعة في منتصف شهر رمضان، واستشهد 29 مصليًا وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلونه.

وكانت البعثة تتكون من مراقبين قادمين من الدنمارك وإيطاليا والنرويج والسويد وسويسرا وتركيا، وعملت في الخليل من أجل حماية الفلسطينيين في البلدة القديمة، ومراقبة الوضع الأمني في المناطق الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وكتابة التقارير للطرفين حول الوضع فيها، حيث كانت تعمل على رصد التجاوزات التي يرتكبها المستوطنون أو الفلسطينيون، ولا يحق لعناصرها التدخل مباشرة لدى وقوع حوادث.

مسمار في نعش الاتفاقات
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر مؤخرًا عدم تمديد مهمة البعثة بعد أن اتهمها بالتحيز.
هل تُعيد صفقة القرن «سلام فياض» إلى المشهد الفلسطيني؟
ولم يكن قرار نتنياهو بوقف عمل البعثة، سوى إمعان في نية الاحتلال الاستمرار في الانتهاكات، التي تمارس بحق الفلسطينيين في المدينة، وهو ما يؤكد خطورة الأوضاع في الأيام المقبلة.

وفي وقت سابق وجَّه جلعاد أردان ما يسمى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، رسالة إلى نتنياهو حول المراقبين الدوليين في الخليل، يطالبه بإنهاء عمل المراقبين الدوليين، وزعم أنهم يشكلون عائقًا على عمل قوات الاحتلال في الخليل والمستوطنين، حسب "فلسطين اليوم".
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أكد أن إنهاء إسرائيل عمل بعثة المراقبة في الخليل "بمثابة دق المسمار الأخير في نعش الاتفاقات الموقعة".
واتهم الحكومة الإسرائيلية بأنها تريد استمرار ارتكاب الجرائم، وإعطاء الضوء الأخضر للمستوطنين بارتكاب الجرائم واستباحة الدم الفلسطيني دون أي رقابة.

القمصان الزرقاء
ويبدو أن الأطفال في الخليل هم المتضرر الأكبر من رحيل المراقبين الدوليين، ففي محاولة لتأمين هؤلاء الصغار رافق شبان فلسطينيون أمس، أطفالا متوجهين إلى مدارس في الخليل، مشيرين إلى أن حمايتهم من المستوطنين باتت ضرورية بعد مغادرة المراقبين الدوليين.
وارتدى الشبان ضمن مجموعة أطلق عليها "شبان ضد الاستيطان" قمصان زرقاء كتب عليها باللغات العربية والعبرية والإنجليزية "مراقب حقوق إنسان".
وقال المسؤول في المجموعة عيسى عمرو: "بدأنا اليوم حملة محلية لتوثيق الانتهاكات، التي يتعرض لها الأطفال المتوجهون للمدارس في هذه المنطقة، التي دائما ما يكون فيها مستوطنون وجيش الاحتلال"، مضيفا "لن نحل محل المراقبين الدوليين، لكننا نحاول قدر استطاعتنا تأمين ذهاب الأطفال إلى المدارس"، وفقا لـ"فرانس برس".
احتلال الخليل
وحول تداعيات وقف عمل البعثة الدولية، رأى المحلل السياسي توفيق أبو شومر، أن هذه البعثة كانت تعمل بموافقة الفلسطينيين، وسلطات الاحتلال، حيث إن مهمتها الرئيسة هي تحقيق الأمن والهدوء للفلسطينيين.
إعادة «باراجواي» سفارتها إلى تل أبيب انتصار لفلسطين وصفعة للاحتلال
وأوضح أن من مهام البعثة كتابة ورصد تقارير عن الخروقات والأحداث في تقارير، ترسلها للفلسطينيين، و"الإسرائيليين"، والدول المشتركة في القوة، لافتا إلى أنه لا يُسمح لها بالتدخل في الأحداث.

وأفاد أبو شومر، بأن عدم موافقة نتنياهو على تجديد مهماتها، لا يخضع فقط لبرنامجه الانتخابي، ورغبته في الهروب من ملفات الفساد، بل إن غايته الرئيسة هي احتلال مدينة الخليل، بتهجير سكانها، وإغلاق مصانعها التي تنافس مصانع "إسرائيل"، وإجبار أصحاب رؤوس الأموال على الهجرة إلى البلاد العربية.