المتهم تعرف على الصديقين بسبب عملهما في مطعم واحد.. استولى على 400 جنيه ورفض إعادتها فحدثت بينهم مشادة كلامية.. استل أحدهما سكينا فأخذه منه وطعنهما حتى الموت
باع العشرة وخان العيش والملح، وقرر سرقة صديقيه، بعد شهور من اقتسام اللقمة معا، حيث تعرف عليهما المتهم وارتبطوا بصداقة قوية، دفعتهم جميعا إلى العيش في شقة واحدة، إلا أن شيطانه أغواه، وسول له الاستيلاء على أموالهما التي كان يعرف مكانها، وعندما اكتشفا الواقعة طالباه برد المبلغ الذي سرقه، واتهماه بالخيانة، فحدثت بينهم مشادة كلامية، استل على أثرها أحد المجني عليهما سكينا قاصدا تهديد المتهم لاسترجاع أموالهما، فتمكن الأخير من انتزاع السلاح الأبيض من يد الضحية، وطعنه بها كما سدد طعنات مميتة لصديقه الآخر توفي على أثرها الاثنان.
كانت الحياة تسير بوتيرتها الهادئة، داخل إحدى قرى مركز مطاي بمحافظة المنيا، حيث جلس الصديقان يتسامران معا، ويقص كل منهما للآخر أحلامه وطموحاته، وسعيه لتكوين أسرة، والعيش حياة رغدة، ويطرح كل منهما همومه للآخر لعل هناك حلا.
على هذه الحال استمرت الحياة، حتى جاء اليوم الذي قرر أحدهما ترك القرية للبحث عن
كانت الحياة تسير بوتيرتها الهادئة، داخل إحدى قرى مركز مطاي بمحافظة المنيا، حيث جلس الصديقان يتسامران معا، ويقص كل منهما للآخر أحلامه وطموحاته، وسعيه لتكوين أسرة، والعيش حياة رغدة، ويطرح كل منهما همومه للآخر لعل هناك حلا.
على هذه الحال استمرت الحياة، حتى جاء اليوم الذي قرر أحدهما ترك القرية للبحث عن فرصة عمل بالقاهرة: "بيقولوا فلوسها حلوة، وهنعيش عيشة فل"، هكذا أخبر أحدهما الآخر، الذي قرر أن يتجه مع صديقه إلى القاهرة لتحقيق أحلامهما.
انتهى كل منهما من تجهيز نفسه، ودع كل منهما الأهل والأقارب والأصحاب، حملا حقائبهما التي لا تحوي سوى القليل من الملابس وبعض الطعام ليقتاتا به خلال الرحلة التي ستدوم ساعات، وتوجها إلى محطة القطار وكل منهما يبدأ في حمل ذكرياته معه لتؤنس وحشة الغربة، فقد قررا ألا يعودا إلى موطنهما قبل أن يجمعا الكثير من المال.
مرت الأيام على عكس المتوقع، فقد ساءت أحوالهما وفقدا الأمل في العثور على مكان للعمل، حتى قادتهما الصدف إلى منطقة الشرابية، بالعاصمة، وخلال رحلة البحث عرضا خدماتهما على صاحب مطعم بالمنطقة، ولحاجته لعمال رحب بهما، وطلب منهما تسلم عملهما في اليوم التالي.
لم يكذب الصديقان خبرًا، بل لم يناما ليلتهما من الفرحة، فقد عثرا أخيرا على باب رزق، لعله يحقق لهما ما تمنياه، وما تركا كل غال ورخيص من أجله، وفي الفجر لملم كل منهما بعض الملابس، وتوجها إلى المطعم، حيث رحلة الكفاح.
كانت الأمور تسير بشكل جيد، حتى تعرف الصديقان على عامل معهما بالمطعم، وبدأت تربطهما جميعا قصة صداقة، وعرض عليهما المبيت عندهما لأيام، حتى عرض عليهما مقاسمتهما الإيجار، والسكن معهما بذات الشقة.
رحب الصديقان بالفكرة، فقد كانت علاقتهما جيدة بـ"محمد.م" صاحب الـ24 عاما، وخلال زيارته لهما بغرفتهما قام بمغافلتهما واستولى على 400 جنيه، ليكتشف الصديقان اختفاء المبلغ، وبعد البحث والتفكير، تذكرا أن الصديق الجديد هو آخر من زارهما، فعاتباه على ما فعل وطلبا منه استرداد المبلغ المالي، لكنه رفض.
نتيجة لرفض المتهم رد الأموال، دارت مشادة كلامية بينه وبين المجني عليهما "صديقيه" تطورت إلى تشابك بالأيدي، قام على أثره أحدهما بإحضار سكين لتهديده، لكنه تمكن من انتزاع السكين من بين يديه وطعنه بها عدة طعنات حتى خارت قواه، وعندما بدأ صديقه في الدفاع عنه تلقى بدوره عدة طعنات قاتلة، فاستولى المتهم على هواتفهما ولاذ بالفرار.
جثتان وشورت وخرطوم.. ماذا جرى في شارع «ستة»؟
وبسبب غيابهما عن العمل حاول صاحب المطعم الوصول إليهما ليكتشف الجريمة، بمساعدة الأهالي، فتم إبلاغ قسم شرطة الشرابية بالعثور على جثتي العاملين (16 – 18) سنة، ومقيمان بدائرة مركز شرطة مطاي بالمنيا، بالغرفة سكنهما بأحد العقارات -بمنطقة الغريانى بدائرة القسم- وبهما طعنات متفرقة.
«الجريمة اللغز».. العثور على شابين مذبوحين بالشرابية
وأسفرت جهود فريق البحث الجنائي بالمديرية بالاشتراك مع قطاع الأمن العام عن تحديد مرتكب الحادث، حيث تبين أنه صديق المجني عليهما "محمد.م.ع"، 24 سنة، "عامل" بذات المطعم، ومقيم بدائرة مركز شرطة بدر بمحافظة البحيرة.
وبإعداد الأكمنة اللازمة تم القبض عليه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.