صورة الشاب الذي يلتقط سيلفي في محطة مصر أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.. وتسببت في موجة من الهجوم على المصور الصحفي الذي التقطها وصلت لحد التهديد بالقتل
تحرير:فاطمة واصل٢٨ فبراير ٢٠١٩ - ١٢:٥٧ م
الشاب صاحب سيلفي حادث محطة مصر
صورة نشرها الزميل المصور الصحفي أشرف العمدة، عبر حسابه الشخصي على موقع «فيسبوك»، كانت كفيلة بفتح النيران عليه، ووصل الأمر إلى حد تهديده بالقتل، وهو الأمر الذي أعلنه الزميل عبر حسابه، كانت الصورة لشاب يلتقط لنفسه صورة «سيلفي»، وسط آثار حادث حريق قطار محطة مصر في منطقة رمسيس، صباح أمس الأربعاء، الذي راح ضحيته 20 حالة وفاة، و40 مصابا (14 ذكرا، 4 إناث، طفلتين)، وخرج منهم حتى الآن 15 مصابا، وذلك بحسب ما أعلنه الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة.
البداية كانت بنشر الزميل، صورة الشاب، واكتفى بالتعليق عليها قائلا: «من حادث قطار محطة مصر!»، لينهال عليه سيل الشتائم والسب، متهمين إياه بعدم المهنية وأن الصورة «فوتوشوب»، وأنه لم يلتقط الصورة، بل وصل الأمر بالبعض بادعاء أن هذا الشاب توفي متأثرا بحروقه في الحادث، وأن أصدقاءه هم
البداية كانت بنشر الزميل، صورة الشاب، واكتفى بالتعليق عليها قائلا: «من حادث قطار محطة مصر!»، لينهال عليه سيل الشتائم والسب، متهمين إياه بعدم المهنية وأن الصورة «فوتوشوب»، وأنه لم يلتقط الصورة، بل وصل الأمر بالبعض بادعاء أن هذا الشاب توفي متأثرا بحروقه في الحادث، وأن أصدقاءه هم من نشروا هذه الصورة، على سبيل التقدير للشاب الراحل.
مرة أخرى نشر «العمدة»، نفس الصورة للشاب، لكن دون أي تعديل عليها ليثبت أنها حقيقية، وأنه من التقطها من قلب الحادث، وكتب عبر حسابه: «أنا أشرف العمدة مصور صحفي صاحب صورة الشخص اللي كان بيتصور سيلفي وهو فرحان على رفاة ضحايا قطار رمسيس، أولا: أنا حابب بس أوضح حاجة في ناس كتير بتقول إن الصورة فوتوشوب، أنا باكذب الكلام دا لأن أنا باحترم مهنتي جدا ومستحيل أعمل كدا، ودي صورة كاملة من غير الكروب، دليل على أن الصورة حقيقية ومافيهاش أي لعب أو فوتوشوب، ثانيا: الصورة خاصة بموقع صدى البلد».
لكن الاتهامات لم تتوقف، ما دفع الزميل لنشر صورة أخرى للشاب من زاوية أخرى، معلقا: «هي الناس ليه بتكذبني وداخلة تشتمني على الخاص! حقيقي إيه كمية الشتايم والتهديدات دي، أنا هستفاد إيه لما اعمل فوتوشوب للصورة! دي صورة للشخص بتاع السيلفي من زاوية تانية أنا اللي مصورها».
أما الشاب الذي ادعى البعض أنه توفي في الحادث متأثر بجراحه فخرج بفيديو يثبت فيه أنه ما زال على قيد الحياة، مبررا لنفسه التقاط صورة وسط آثار الحادث قائلا: «أنا كنت راجع من المعهد وطالع من المترو لقيت الحريقة ولقيت الإسعاف، وجريت على محطة المترو، ولقيت ناس بتولع، فأنا نزلت وجريت أبص على الناس، ووالدي كان بيكلمني أول مرة ماردتش عليه، كلمني تاني قمت رادد عليه بيقولي إنت فين، قولتله أنا في محطة مصر، قالي إنت بتتكلم جد هو إنت فيك حاجة، قولتله لأ وقمت باعت له الصورة».
الأمر لم يتوقف عند حد السباب والشتائم التي انهالت على الزميل أشرف العمدة، لكن وصلت إلى حد التهديد بالقتل من أهل الشاب، وكتب الزميل عبر حسابه بـ«فيسبوك»: «رسالتي الأولى ولا أعلم لعلها تكون الأخيرة! أولا: أتعرض لتهديدات بالخطف والقتل، من أسرة وأصدقاء الشاب الذي التقطت له صورة في حادث محطة مصر وهو يأخذ سيلفي من أمام القطار المنكوب، وتعرض حسابي عبر فيسبوك لحملة ممنهجة من الريبورتات والشتائم والسباب، ثانيا: هناك أشخاص يحاولون الوصول لمحل سكني للانتقام مني، فبدلا من أن يوبخوا نجلهم، ويعيدوا النظر في تربيته، أو عرضه على طبيب نفسي، نظرا للتصرف الأحمق غير الإنساني الذي قام به، قرروا ملاحقتي وقتلي!».
وأضاف «العمدة»: «ثالثا: أحمل الأجهزة الأمنية في مصر مسئولية سلامتي، وأمني، وأؤكد أنني عاجز أمام هذه الأساليب البلطجية، فأنا لا أملك سوى سلاحي (كاميرتي وعدستي)، ولا أملك سلاحا آخر سواه، رابعا: هل يعاقبني المجتمع على مهنتي، وعلى مهنيتي! أنا لم أرتكب جرما، والشاب التقط السيلفي على مرأى ومسمع من الجميع، وكان يرى أكثر من 20 مصورا صحفيا على أرصفة المحطة».
وتابع: «خامسا: لمن يدعون عدم مهنية الصورة، التي أصبحت حديث السوشيال ميديا، أود أن أوضح أن إنسانا عض كلبا، أم كلبا عض إنسانا؟ أيهما يجذب مسامعك أكثر، نعم الإنسان الذي عض الكلب لأنه أمر غير معتاد، هذا ما فعله الشاب أمر غير معتاد، أن يلتقط سيلفي مبتسما وهو على ركام الدمار وعلى قمة البركان ومن حوله دماء الضحايا والجثث، سادسا: لله الحمد أمارس مهنة التصوير الصحفي، بمنتهى الأمانة والحيادية، وأراعي الله وضميري في أخلاقيات المهنة، بشهادة كل من حولي. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه».