تاريخ طويل من الصراعات العسكرية بين باكستان والهند، قد يتجدد خلال العصر الحالي، ما لم يتم التدخل الدولي بفعالية للتهدئة بين الجانبين المتحاربين
على مدى أكثر من 70 عامًا، لم تعرف الأزمة السياسية التاريخية بين الهند وباكستان، حلا نهائيا وجذريا يحول دون حدوث مزيد من الصدامات العسكرية، والتي بلغت ذروتها خلال الساعات القليلة الماضية بعد الانفجار الذي هز كشمير قبل أسبوعين تقريبًا.
ومنذ عام 1947، تجددت الصراعات والاشتباكات السياسية والعسكرية بين البلدين لأكثر من مرة، دون أن يستطيع المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة، التدخل بشكل فوري وسريع لإنهاء حالة الاحتقان التاريخية بين البلدين على مدى أكثر من سبعين عامًا.
وتجدد الصراع العسكري بين البلدين خلال الساعات القليلة الماضية، وتحديدًا في أعقاب قصف متبادل لمواقع بالدولتين، بالإضافة إلى إسقاط الهند لطائرة من طراز F-16 تابعة لباكستان، وأسر الأخيرة لأحد الطيارين الهنود أمس الأربعاء.
بداية الصراع
بدأ الصراع الهندي الباكستاني منذ تقسيم "الهند البريطانية" في عام 1947،
وتجدد الصراع العسكري بين البلدين خلال الساعات القليلة الماضية، وتحديدًا في أعقاب قصف متبادل لمواقع بالدولتين، بالإضافة إلى إسقاط الهند لطائرة من طراز F-16 تابعة لباكستان، وأسر الأخيرة لأحد الطيارين الهنود أمس الأربعاء.
بداية الصراع
بدأ الصراع الهندي الباكستاني منذ تقسيم "الهند البريطانية" في عام 1947، والتي حل مكانها دولتان حديثتان هما الهند وباكستان، ومنذ ذلك التاريخ انخرطت الدولتان في عدد من الحروب والصراعات والمواجهة العسكرية المتبادلة والتي استمرت حتى عامنا الحالي.
باكستان تحذر الهند من أي ضربات عبر الحدود
وبطبيعة الحال كانت للأزمات الحدودية التي عرفها العالم في القرن الماضي مكان كبير في الصراع بين الهند وباكستان، حيث كانت قضية كشمير السبب الرئيسي لجميع الحروب الكبرى بين البلدين.
تاريخ من الحروب
أول الصراعات العسكرية بين باكستان والهند كانت في أكتوبر من عام 1947، وتحديدًا في "حرب كشمير الأولى"، والتي بدأت بعد أن خشيت باكستان من أن ينضم مهراجا من ولايتي كشمير وجامو الأميرية إلى الهند، وذلك في الوقت الذي كانت تتنافس فيه البلدان لضم الولايات الأميرية، وبشكل خاص كشمير إلى أراضيهما.

وفي أعقاب عملية التقسيم التي تلت الحرب العالمية الثانية، قامت القوات القبلية بدعم من جيش باكستان بمهاجمة واحتلال أجزاء من الدولة الأميرية مما أجبر المهراجا على التوقيع على صك انضمام الدولة الأميرية لسلطنة الهند لتلقي المساعدات العسكرية من هناك، وانتهى الصراع بوقفف إطلاق النار عام 1949، بوضع يميل لصالح الهند التي سيطرت على ثلث الولاية، وهي وادي كشمير وجامو ولاداخ، في حين سيطرت باكستان على ثلث واحد من مساحة الدولة الأمريكية، من بينها أجزاء قليلة من كشمير تُعرف باسم "آزاد".
باكستان تدعو الهند للحوار حول هجوم كشمير
وكانت ثاني المواجهات في أعقاب عملية عسكرية لباكستان في جبل طارق 1965، وكانت بغرض تحريك المياه الساكنة مع الهند، وردت الأخيرة بشن هجوم عسكري واسع النطاق على غرب باكستان، وتسببت الحرب التي استمرت سبعة عشر يومًا في سقوط الآلاف من الضحايا من كلا الجانبين.
وكانت المعركة الثالثة بين الجانبين عام 1971 فريدة من نوعها، خاصة أنها لم تكن تتعلق بمسألة كشمير، بل كانت بالأحرى ناتجة عن الأزمة التي خلقتها الحرب السياسية في باكستان الشرقية "بنجلاديش حاليا"، بين الشيخ مجيب الرحمن زعيم باكستان الشرقية ويحيى. خان وذو الفقار علي بوتو قادة الجزء الغربي، وتم انتهاء ذلك بإعلان استقلال بنجلاديش عن باكستان.
مقتل 4 جنود هنود على أيدي القوات الباكستانية في كشمير
المعركة الرابعة والأخيرة، كانت معروفة باسم "حرب كارجيل"، فخلال أوائل عام 1999، تسللت قوات باكستانية عبر خط حدودي فاصل مع الأراضي الهندية، وردت نيودلهي بشن هجوم عسكري ودبلوماسي كبير لطرد المتسللين الباكستانيين، وانتهت هذه الجولة باستعادة الهند السيطرة على معظم التلال التي وصل إليها الباكستانيون.

وبدأ الصراع النووي بين البلدين المسلحين بالقنابل الذرية، في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وذلك بعد أن أصبحا أول دولتين من خارج الخمس الدائمة في مجلس الأمن، يملكون قنابل نووية جاهزة للاستخدام، الأمر الذي زاد من صعوبة الصراع العسكري بين البلدين.