يواجه رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو دعوات لتقديم استقالته، عقب فضيحة فساد ضربت إدارته، كشفت عنها شهادة أدلت بها وزيرة العدل السابقة أمام البرلمان الكندي
رفض رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو الدعوات المطالبة باستقالته، بسبب فضيحة فساد، قائلا إنه وأعضاء حكومته تصرفوا بشكل لائق، وإن الكنديين يجب أن يقولوا كلمتهم في هذا الشأن عبر الانتخابات، أكتوبر المقبل، وتأتي تصريحات ترودو في أعقاب شهادة جودي ويلسون رايبولد وزيرة العدل السابقة، التي فصلت فيها الجهود التي قام بها مسئولون مقربون من ترودو لإجبارها على وقف التحقيق مع شركة كندية متهمة بالرشوة، وكانت حكومة ترودو تواجه انتقادات عدة بعد كشف صحف كندية تورط ترودو وموظفيه في الضغط على رايبولد لوقف التحقيق مع الشركة في تهم فساد بسبب مشروعات حكومية في ليبيا.
وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن رايبولد قالت في شهادة نارية أمام لجنة القضاء في البرلمان الكندي، أمس الأربعاء، إن الضغط الذي مورس عليها، شمل "تهديدات غير مباشرة"، إذا لم تنصع لطلباتهم.
وصرحت في بداية شهادتها "لقد تعرضت لجهود مستمرة وحثيثة من بعض المسئولين في الحكومة، سعوا للتدخل سياسيا في
وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن رايبولد قالت في شهادة نارية أمام لجنة القضاء في البرلمان الكندي، أمس الأربعاء، إن الضغط الذي مورس عليها، شمل "تهديدات غير مباشرة"، إذا لم تنصع لطلباتهم.
وصرحت في بداية شهادتها "لقد تعرضت لجهود مستمرة وحثيثة من بعض المسئولين في الحكومة، سعوا للتدخل سياسيا في مهام عملي كنائب عام للبلاد، بشكل غير ملائم".
وتمثل شهادة رايبولد أمام البرلمان، أول تعليق علني على الفضيحة، التي تمثل أكبر أزمة تواجه حكومة ترودو، ففي أوائل فبراير الجاري، كشفت صحيفة "ذا جلوب آند ميل" الكندية، أن مسئولين مقربين من رئيس الوزراء ضغطوا على رايبولد للتخلي عن خططها للتحقيق في تورط شركة "إس إن سي لافالين" في دفع رشاوي، وقبول التصالح معها، مقابل قيام الشركة التي تتخذ من مقاطعة "كيبيك" مقرا لها بدفع غرامة.
وقالت الوزيرة السابقة إنه تمت مطاردتها والضغط عليها من قبل أفراد في الحكومة، وفقا لعدد من الملاحظات التي سجلتها بعد كل لقاء، حيث أشارت إلى أنها تلقت نحو 10 مكالمات، وحضرت 10 اجتماعات بخصوص هذا الشأن.
كيف عاقبت السعودية «كندا» على التدخل في شئونها؟

بالإضافة لذلك ذكرت رايبولد في شهادتها، تفاصيل اجتماعها مع ترودو، والذي قال فيه رئيس الوزراء، إنه بصفته عضوا للبرلمان عن "كيبيك"، يشعر بالقلق من تأثير قضية "إس إن سي لافالين" على فرض العمل في المقاطعة، وطلب منها المساعدة في حل هذه القضية.
وأضافت أنها تتذكر ردها على ترودو آنذاك بالقول "هل تحاول التدخل سياسيا في عملي كنائب عام؟ أنصحك بشدة ألا تقوم بذلك"، ليجيب ترودو وفقا لشهادتها "لا، لكننا نريد أن نصل إلى حل".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ترودو صرح، مساء الأربعاء: "لقد كانت أسابيع عصيبة" بسبب الخلاف داخل الحزب الحاكم، إلا أنه رفض دعوات المعارضة المطالبة باستقالته.
وأضاف أنه لا يوافق تماما على ما صرحت به رايبولد، مؤكدا أن القرار لوقف التحقيق مع "إس إن سي لافالين" كان قرارها وحدها.
رئيس وزراء كندا يدافع عن النقاب

وذكرت رايبولد في شهادتها تفاصيل محادثتها مع مايكل فيرنيك كبير الموظفين الحكوميين في حكومة ترودو، والذي أخبرها أن رئيس الوزراء يريد "التوصل لحل بطريقة أو بأخرى" لهذه القضية.
ورفضت رايبولد وقف التحقيق، إلا أنه تم تخفيض منصبها بشكل مفاجئ بعد أربعة أشهر، لتشغل منصب وزير شؤون المحاربين القدامى، وقالت للجنة "لا يسعني إلا أن أعتقد أن هذا التخفيض له علاقة بتمسكي بالتحقيق".
وتظهر استطلاعات الرأي أن الادعاءات بدأت تؤذي حزب ترودو، قبل الانتخابات الفيدرالية التي ستشهد معركة حامية ضد حزب المحافظين المعارض في أكتوبر المقبل.
حيث يتهم نواب المعارضة ترودو بمحاولة التستر على مسئولين عملوا على مساعدة شركة "إس إن سي لافالين"، والتي يمكن أن تحرم من المشاركة في المناقصات الحكومية لمدة عشر سنوات في حال إدانتها.
معارضة كندية: الحكومة فشلت في التعامل مع اللاجئين الإيزيديين

ونقلت "الجارديان" عن أندرو شير زعيم حزب المحافظين قوله إن "جاستين ترودو لم يعد بإمكانه إنكار حقيقة أنه كان يحاول التدخل في تحقيق جنائي".
ودعا شير ترودو إلى الاستقالة، وطالب الشرطة بفتح تحقيق في هذه الادعاءات، مشيرا إلى "أنه لم يعد باستطاعته الاستمرار في قيادة هذه الأمة".
وتسببت الفضيحة في استقالة جيرالد بوتس مستشار ترودو الأقرب، الذي استقال في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه نفى أنه ضغط على رايبولد بسبب هذه القضية.