أسسه منشقون عن حركة أوزباكستان الإسلامية في 2002.. يعتبر أبوليث الليبي القائد التاريخي للتنظيم والذي شكل مقتله نقطة تحول في مسار العمليات التي باتت تستهدف أوروبا
يظل تنظيم اتحاد الجهاد الإسلامي واحدا من أخطر الجماعات الإرهابية حول العالم، وذلك بالنظر لنوعية عملياته الإرهابية سواء داخل أوزبكستان أو في العديد من العواصم الأوروبية، خاصة داخل ألمانيا التي تحولت لمسرح لأغلب عمليات التنظيم في فترة زمنية قصيرة، ويحاول هذا التقرير التعرف على أبرز مؤسسي هذا التنظيم الذي تصدرت أخباره وكالات الأنباء العالمية، وشكلت عملياته تحولا نوعيا في ممارسته المحلية للعنف، ومن ثم التعرف على أسباب تحول ألمانيا لحضانة أساسية لأغلب أعضائه خلال سنوات قليلة.
قائد ليبي ومنشأ أوزباكستاني
ترجع أصول اتحاد الجهاد الإسلامي إلى دولة أوزبكستان، إذ أسس منشقون عن "حركة أوزبكستان الإسلامية" -أحد أبرز التنظيمات الإرهابية في التسعينيات- في عام 2002، التنظيم الجديد، وذلك بعدما شهدت "حركة أوزباكستان الإسلامية" خلافا تنظيميا حادا على مستوى القيادات.
رسم قادة التنظيم الجديد
قائد ليبي ومنشأ أوزباكستاني
ترجع أصول اتحاد الجهاد الإسلامي إلى دولة أوزبكستان، إذ أسس منشقون عن "حركة أوزبكستان الإسلامية" -أحد أبرز التنظيمات الإرهابية في التسعينيات- في عام 2002، التنظيم الجديد، وذلك بعدما شهدت "حركة أوزباكستان الإسلامية" خلافا تنظيميا حادا على مستوى القيادات.
رسم قادة التنظيم الجديد استراتيجيتهم التي حددت أفغانستان ميدانا رئيسيا للجهاد ووضعت دعم طالبان والقاعدة على قائمة أولويات التنظيم، وفي السنوات الأولى، شرعوا في تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية المتتابعة في أفغانستان كوسيلة للإعلان عن أنفسهم، فكانت البداية في شهر مارس 2008، حين نفذ أحد أعضاء التنظيم وهو تركي الجنسية ويدعى "جونيت جيفجي" هجوما انتحاريا على قاعدة عسكرية أمريكية في ولاية خوست الأفغانية، إذ أسفر الهجوم عن مقتل جنديين أمريكيين وشخصين أفغانيين.
وروج التنظيم لعملياته دوما من خلال نشر مقاطع مصورة تسرد قصة انضمام منفذ العملية للتنظيم مع التركيز على العوامل التي جذبته للانضمام، وذلك قبل أن يتم استعراض عملية إعداده للعملية وفي الأخير تنفيذها.
أما أصول أغلبية أعضاء التنظيم فتعود إلى أوزبكستان، التي شهدت هي الأخرى بعضا من عملياته، التي كان أبرزها تنفيذ سلسلة من التفجيرات والعمليات الانتحارية في أوزبكستان عام 2004، من بينها عمليات استهداف سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومبنى الإدعاء العام والتي راح ضحيتها حوالي 50 قتيلا.
ويعد أبو ليث الليبي بمثابة القائد التاريخي والعقل الاستراتيجي للتنظيم، خاصة أنه صاحب الفضل في تشبيك التنظيم من ناحية وبين القاعدة وطالبان من ناحية أخرى، وذلك قبل أن يُقتل في نهاية شهر يناير 2008 إثر غارة جوية أطلقت فيها طائرة أمريكية مقاتلة صاروخا على مكان وجوده في بلدة مير علي.
وفي أعقاب مقتل "أبو ليث الليبي"، رأى قادة التنظيم ضرورة نقل العمل المسلح خارج النطاق المحلي، وتحديدا في أوروبا، التي باتت هدفا مباشرا بالنسبة لهم، معتمدين في ذلك على الشباب الأوروبي والمهاجرين الراغبين في الانضمام للتنظيم أو تبني أيديولوجياته، ونجحت الاستراتيجية الجديدة للاتحاد في جذب مئات من الشباب الأوروبي والمهاجرين، إذ بدأوا في تأدية أدواراهم التنظيمية التي تنوعت ما بين تجنيد المزيد من الشباب أو الإعداد للعمليات الإرهابية داخل نطاق أوروبا.
ألمانيا.. كيف أصبحت حاضنة أساسية للتنظيم؟
بمرور الوقت، تحولت ألمانيا لحاضنة رئيسية لأغلب منفذي عمليات التنظيم، ومسرحا لأغلب عملياته الإرهابية داخل أوروبا، رغم التحركات الأمنية التي بذلتها أجهزة الأمن الألمانية للحيلولة دون تمكين التنظيم من توسعة نشاطه العملياتي، الذي وصل لحد محاولة استهداف القاعدة الجوية الأمريكية في مدينة رامشتاين الألمانية، واستهداف منشآت قنصلية أمريكية وأوزبيكية داخل ألمانيا.
شكلت قدرة التنظيم على تجنيد عشرات الألمان الشباب له عاملا مهما في تحول ألمانيا لحضانة رئيسية للتنظيم في أوروبا، وتراوحت أعمار الألمان المنتمين له بين العشرين والأربعين، وهو ما كان عاملا رئيسيا لإدراجه من جانب وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2005 ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية الأشد خطرا، فضلا عن بريطانيا كذلك التي صنفته ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، هذا في الوقت الذي رصدت أجهزة الأمن الألمانية اتصالات بين أعضاء التنظيم داخل ألمانيا وبعض كوادر تنظيم القاعدة، وذلك بحسب تصريحات رئيس جهاز الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية.