زيادة سكانية كبيرة تشهدها مصر سنويًا، مع زيادات سنوية تتجاوز 170 ألف سيارة، رغم الانخفاض الكبير في أعداد ساحات انتظار السيارات، وسيطرة البلطجية على الشارع
كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة «فيزا» بالتعاون مع جامعة ستانفورد، أن 55% من المصريين الذين يملكون سيارات شخصية، يرون أن العثور على مكان لصف -ركن- السيارات من أكثر المشاكل التي تواجههم، وهو أكبر جانب مزعج للقيادة، كما يرى 48% من المشاركين أن الوقت الذي يستغرقونه للتنقل يزداد، وتوقع 51% من هؤلاء المشاركين زيادة في الوقت المستهلك في التنقل على مدى السنوات الخمس المقبلة.
فما أسباب معاناة أكثر من نصف مالكي السيارات في مصر لركن سياراتهم؟ ومن المسئول عن حل تلك المشكلة؟ وكيف يتم حلها؟
قانون المرور الجديد: غرامة تصل لـ400 جنيه
قسّم قانون المرور الجديد فى المادة 77، مخالفات الشريحة الثانية والتي يتم معاقبة المخالف بخصم نقطتين، وغرامة لا تقل عن 200 جنيه ولا تزيد على 400 جنيه، ومن تلك المخالفات الانتظار أو الوقوف فى الممنوع، أي الأماكن غير المخصصة لوقوف السيارات بها.
اقرأ أيضًا استجابة
قانون المرور الجديد: غرامة تصل لـ400 جنيه
قسّم قانون المرور الجديد فى المادة 77، مخالفات الشريحة الثانية والتي يتم معاقبة المخالف بخصم نقطتين، وغرامة لا تقل عن 200 جنيه ولا تزيد على 400 جنيه، ومن تلك المخالفات الانتظار أو الوقوف فى الممنوع، أي الأماكن غير المخصصة لوقوف السيارات بها.
اقرأ أيضًا استجابة لخليها تصدي.. تخفيضات جديدة لـBYD وجرانتا
عدم الالتزام بكود البناء.. السبب
أكد الدكتور سامح العلايلي، عميد كلية التخطيط العمراني بجامعة القاهرة الأسبق، أن السبب الرئيسي في مشكلة قلة توافر أماكن لركن السيارات، هو عدم الالتزام بالكود المصري في البناء، باشتراط وجود جراجات أسفل العمارات التي يتم بناؤها، بخلاف الزيادة الكبيرة في أعداد السيارات، سواء كان ذلك في العاصمة -القاهرة- أو عواصم والمدن الرئيسية في المحافظات المختلفة.
وأوضح الدكتور سامح العلايلي لـ«التحرير»، أنه في اليابان يشترط قبل السماح لأي شخص بشراء سيارة جديدة، توفير مكان لركن وانتظار هذه السيارة، كما أنهم يلتزمون تمامًا بالأكواد الخاصة بالبناء، وهو الأمر الذي ينظم حياتهم بشكل دقيق في هذه الجزئية، فالتخطيط الجيد يؤدي حتمًا إلى نتائج جيدة.
اقرأ أيضًا «قانون السايس».. هل يقضي على بلطجة «الركين»؟
قلة ساحات الانتظار
أكد صبري الجندي، مستشار وزير التنمية المحلية السابق، أن السبب الرئيس في المشكلة هو انخفاض أعداد الساحات الرسمية، بخلاف أن غالبية الموظفين القائمين على ساحات الانتظار الحكومية يسرقون عوائدها المالية، موضحًا ساحات الانتظار، نوعان: منها ما يتبع الأحياء، ومنها ساحات انتظار خاصة بأفراد أو شركات.
وأضاف مستشار وزير التنمية المحلية السابق، أنه من المفترض ألا يتم اعتماد الشوارع على أنها ساحات انتظار، فالشوارع غير مخصصة لذلك، ولكن نظرًا لكثرة أعداد السيارات الذي يزيد بشكل سنوي بنحو 150 ألف سيارة، في المقابل نجد قلة في أعداد ساحات انتظار السيارات يتم استخدامها في هذا الغرض.
اقرأ أيضًا بعد اقتراب انتهاء البرلمان من القانون.. ما هي شروط عمل السايس؟
«الركين».. غرامة مالية أو بلطجة
خرجت وظيفة «ركين السيارات» من رحم الزحام الخانق لشوارع القاهرة وعواصم المحافظات، وعدم توافر أماكن للانتظار، فأصحاب السيارات يستمرون في البحث والبحث عن مكان شاغر، لكن النقص الكبير في أماكن الانتظار يحول دون ذلك.
وفجأة يظهر شخص يحمل "فوطة" برتقالية فوق كتفه وصفارة، يرشدك لمكان يركن به سيارته، كان مغلقا إما بقوالب من الطوب وإما بكاوتش السيارات القديم، وسرعان ما يطلب أجره مقابل ذلك، وحينئذ إما الدفع، وإما تكتشف كسر زجاج السيارة، أو ثقب الكاوتش، أو تجريح الصاج.
و«السايس» هو مصطلح تقليدي قديم، عن عامل كان في الأصل مسئولا عن رعاية الحمير والأحصنة، ثم امتد ليشمل حارسا مكلفا بإرسال الرسائل أو جلب الحاجات. وفي العصر الحديث أصبح يقصد به شخص يدل على أماكن مواقف السيارات ويعتني بها ويحرسها، مقابل أجر.
اقرأ أيضًا كورولا وجولف.. سيارات شعبية مستعملة انخفضت أسعارها
حلول تكنولوجية
ظهرت في الآونة الأخيرة عدد من التطبيقات الخاصة بتوفير أماكن الانتظار في جراجات السيارات، ومنهم تطبيق «اركنلي» والذي بدأ في الإسكندرية، دشنه عدد من الشباب السكندري، للمساهمة في حل أزمة الركنات في شوارع الإسكندرية، إلا أن التطبيق لم ينتشر بالشكل المتوقع، فهل تشهد الفترة المقبلة توسع في استخدام التكنولوجيا لحل الأزمة، أم تفشل؟