من المتوقع أن يواجه إرهابي نيوزيلندا برينتون تارانت عقوبة السجن المؤبد مدى الحياة، وذلك كون عقوبة الإعدام تم إيقافها في نيوزيلندا منذ عقود طويلة
ارتفعت الأصوات التي تنادي بالقصاص من الإرهابي برينتون تارانت، والذي فتح النيران بشكل عشوائي على المصلين في مسجدين بمدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا، عقابًا على جريمته التي أودت بحياة 50 شخصًا من الأبرياء.
وعلى الرغم من هذه المطالب، فلا يبدو أن نيوزيلندا تعتزم العمل على تغيير النمط السائد بشأن العقوبات التي من المفترض أن توقع على مرتكبي جرائم القتل، والتي لا تشمل عقوبات الإعدام التي تم إيقافها منذ عقود طويلة في نيوزيلندا بموجب قرار تم التصويت عليه في ستينيات القرن الماضي.
تاريخ الإعدام بنيوزيلندا
عرفت نيوزيلندا الإعدام كعقوبة رسمية تم تسجيلها في تاريخ البلاد عام 1842، وكانت لشخص يدعى ويريمو كينجي ماكيتو، حيث قام حينها بقتل عائلة كاملة، كان يعمل مزارعا لديها منذ فترة طويلة، وتم تنفيذ الحكم عليه في 7 مارس من ذلك العام.
نيوزيلندا عن «اعتداء المسجدين»: يوم أسود
تاريخ الإعدام بنيوزيلندا
عرفت نيوزيلندا الإعدام كعقوبة رسمية تم تسجيلها في تاريخ البلاد عام 1842، وكانت لشخص يدعى ويريمو كينجي ماكيتو، حيث قام حينها بقتل عائلة كاملة، كان يعمل مزارعا لديها منذ فترة طويلة، وتم تنفيذ الحكم عليه في 7 مارس من ذلك العام.
نيوزيلندا عن «اعتداء المسجدين»: يوم أسود في تاريخنا
ومنذ ذلك الحين نفذت نيوزيلندا حكم الإعداد 85 مرة، كان آخرها عام 1957، عندما أعدمت السلطات شخصا يدعى والتر جيمس بولتون بحكم قضائي، عقابًا على قتل زوجته بالسم، ليتم تنفيذ حكم الإعدام على هذا الشخص في 1957، ليكون بذلك آخر من يلقى هذا الحكم في البلاد.
وعلى الرغم من استمرار العمل بتلك العقوبة فيما بعد آخر حالة إعدام، فإنه في عام 1961 اتخذت البلاد قرارًا رسميا بإلغاء تلك العقوبة، وذلك في أعقاب تصويت على تعديل القانون.

وألغيت عقوبة الإعدام في عام 1961 بعد تصويت على تعديل قانون الجرائم والعقوبات، ومنذ ذلك الحين، تم الإبقاء على عقوبة الإعدام فقط في حالات الخيانة العظمى.
واستمر العمل بتلك التعديلات القانونية حتى صدور قانون إلغاء عقوبة الإعدام في عام 1989، والتي منعت بشكل قاطع توقيع تلك العقوبة بحكم قضائي تحت أي ظرف، حتى مع جرائم القتل العمد والخيانة العظمى.
إرهابي نيوزيلندا يمثل أمام المحكمة بتهمة القتل
السجن مدى الحياة
يعد السجن مدى الحياة هو العقوبة الأكثر توقعًا ضد منفذ الهجوم الإرهابي ضد المصلين يوم الجمعة، خاصة أن هذا القرار يكون في الغالب البديل الأمثل للأحكام القضائية عن توقيع عقوبة الإعدام.
وتم فرض عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة القتل في المواد من 102 إلى 104 من قانون إصدار الأحكام في نيوزيلندا لعام 2002.

وبموجب تلك المواد، يجب الحكم على الجاني المدان بارتكاب جريمة قتل بالسجن مدى الحياة، ما لم تكن عقوبة السجن مدى الحياة غير عادلة، بالنظر إلى ظروف الجريمة والجاني.
وفي حال لم تفرض المحكمة عقوبة بالسجن مدى الحياة على الجاني المدان بجريمة القتل، فيجب عليها تقديم أسباب مكتوبة لعدم القيام بذلك.
أطول فترة سجن في السجن المؤبد بتاريخ نيوزيلندا كانت 30 عامًا، ويقضيها حاليا وليام دوان بيل، وتم إدماج إمكانية الإفراج المشروط عنه بعدما تم الحكم عليه عام 2001.
ووفقًا للمواد التي جاءت لتحدد شروط فرض عقوبة السجن المؤبد، فإن هناك إمكانية لإدراج شرط الإفراج المقترن ببعض الحالات الخاصة للأشخاص الذين تم توقيع تلك العقوبة عليهم.
الكشف عن تفاصيل جديدة في هجوم نيوزيلندا
ووقعت عقوبة السجن مدى الحياة 15 مرة تقريبًا، بينما لم تقل مدة الحبس عن 20 عامًا، وذلك حسب تقدير المحكمة والسلطات للجريمة التي ارتكبها الجاني.
وتشمل الشروط إمكانية الإفراج عنهم بعد قضاء 10 سنوات من الحكم، وذلك بدوافع صحية أو أمنية أو إنسانية تقوم السلطات في نيوزيلندا بتقديرها، إلا أن السائد أنه لم يتم الحكم على أي شخص في البلاد بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط.
وتؤكد الشواهد أنه لا نية لتغيير القوانين في نيوزيلندا بعد هذا الحادث، وهو ما يشير إلى أن عقوبة السجن مدى الحياة الأكثر ترجيحًا كعقوبة لبرينتون تارانت.