لا يمر فيليب كوتنيو بأفضل أيامه في الوقت الحالي مع برشلونة، فخليفة أندريس إنيستا المنتظر الذي قاتل للرحيل إلى برشلونة بات قريبًا من المغادرة بعد موسم ونصف فقط
أنفق برشلونة 146 مليون جنيه إسترليني للظفر بخدمات النجم البرازيلي فيليب كوتينيو من صفوف ليفربول في شهر يناير من العام الماضي، ولكن لم يقدم البرازيلي الأداء المنتظر منه في موسمه الأول في صفوف العملاق الكتالوني، ليبقى التساؤل ما هو القادم بالنسبة له؟ فما تبقى من الموسم الحالي سيكون حاسمًا لمستقبله، ومع إصابة عثمان ديمبلي، رحل البرسا لمواجهة ريال بيتيس، في مباراة بدت كما لو كانت الفرصة أمام كوتينيو للتألق، ولكن لسوء حظه، لم تسر معه الأمور على أفضل ما يرام، وجلس متفرجًا أمام إبداع ميسي الذي سجل الهاتريك.
لم يشارك كوتينيو في تلك المباراة إلا بديلًا في الدقيقة 89 بسبب إصابة لويس سواريز، ويبقى استبعاده أكبر مؤشر لما يمر به هذا الموسم.
بدأ كوتينيو بصورة واحدة مع برشلونة بعد انضمامه من ليفربول، إلا أن مستواه انخفض بشدة هذا الموسم، فلم يسجل أي هدف في الدوري الإسباني منذ شهر أكتوبر الماضي، ولم يصنع سوى هدف
لم يشارك كوتينيو في تلك المباراة إلا بديلًا في الدقيقة 89 بسبب إصابة لويس سواريز، ويبقى استبعاده أكبر مؤشر لما يمر به هذا الموسم.
بدأ
كوتينيو بصورة واحدة مع برشلونة بعد انضمامه من ليفربول، إلا أن مستواه انخفض بشدة هذا الموسم، فلم يسجل أي هدف في الدوري الإسباني منذ شهر أكتوبر الماضي، ولم يصنع سوى هدف وحيد في آخر 16 مباراة خاضها في الليجا.
ظهرت بعض ملامح التطور في مستواه في مباراة ليون بدوري أبطال أوروبا، حيث سجل هدف البرسا الثاني، ولكن كوتينو ليس العلامة الفارقة مع برشلونة كما كان متوقعًا، حيث لم يشارك في أي من مباراتي العملاق الكتالوني أمام ريال مدريد مؤخرًا، وتعرض لصافرات الاستهجان من قبل جماهير البرسا في الفوز على رايو فاليكانو بنتيجة 3-1.
"من الواضح أنه في المباريات الأخيرة لم أظهر بصورة جيدة، ولكني لم أفقد الرغبة في التطور والتعلم، وبتلك الكيفية سأواصل العمل"، فيليب كوتينيو عن مستوياته الأخيرة.
ويبدو أن التحدي الأكبر الذي يواجهه
كوتينيو في الوقت الحالي هو استعادة الثقة، فاللاعب البرازيلي بنى لنفسه سمعة جيدة مع ليفربول، حيث كان يتألق في كل مرة احتاجه ليفربول فيها، وكان قادرًا دائمًا على صناعة الفارق، إلا أنه واجه سقف تطلعات أعلى بكثير في برشلونة، وهو الأمر الذي تسبب في انخفاض مستواه.
الأمر لم يمر مرور الكرام على مدرب الفريق إيرنيستو فالفيردي، والذي أشار في أكثر من مؤتمر صحفي إلى افتقاد كوتينيو للثقة، ويشعر زملاؤه في البرسا بنفس الأمر، حتى إن ليونيل ميسي كرر ترك ركلة جزاء كي يسددها كوتينيو في كأس ملك إسبانيا أمام إشبيلية في شهر يناير الماضي لمساعدته في استعادة الثقة.
نجح كوتينيو في تسجيل تلك الركلة، ولكن مستواه ظل كما هو، ويظهر انعدام الثقة في الإحصائيات، فمعدل مراوغات كوتينيو في كل مباراة هذا الموسم، أقل من معدله في المواسم الخمسة السابقة، والحال نفسه مع التسديدات وخلق الفرص.
نجح كوتينيو في تسجيل 20 هدفًا وصناعة 13 هدفا أخرى في الدوري ودوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، قبل أن تنخفض تلك الأرقام إلى 5 و6 على الترتيب هذاا الموسم.
وربما من الأسباب التي تفسر انخفاض مستوى كوتينيو، هو عدم لعبه في مركز ثابت على مدار الموسم، فسبق وأن وصفه المدير الرياضي السابق لبرشلونة روبرتو فيرنانديز الموسم الماضي، بأنه البديل المثالي لأندريس إنيستا، لكن يبدو أن فالفيردي لا يرى مستقبله في هذا المركز.
ففي حقيقة الأمر، لم يعتمد فالفيردي على كوتينو كمتوسط ميدان صريح منذ الأسابيع الأولى للموسم الجاري، حيث يعتمد بصورة أكبر على كل من أرتورو فيدال وأرثر في هذا المركز إلى جانب كل من إيفان راكيتيتش وسيرجيو بوسكيتس، الأمر الذي لم يترك المجال أمام النجم البرازيلي سوى القتال على التواجد في خط الهجوم إلى جانب كل من ميسي
وسواريز.
ودائمًا ما يفضل فالفيردي الاعتماد على عثمان ديمبلي لاستغلال سرعته ولعبه المباشرة، وعلى الرغم من معاناة اللاعب الفرنسي منذ انضمامه إلى البرسا قادمًا من بروسيا دورتموند في صيف 2017، إلا أنه يملك أهمية خاصة عند المدرب الإسباني، وهو ما ظهر في مشاركته في مباراة ليون على الرغم من إصابته، ووصف قراره حينها بأنه لم يرغب في المغامرة في مباراة حاسمة.
ينتظر برشلونة مجموعة من المباريات عقب انتهاء فترة التوقف الدولية، حيث سيواجه كل من إسبانيول وفياريال وأتلتيكو مدريد في الدوري، قبل مواجهة مانشستر يونايتد في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا يوم 10 أبريل المقبل.
ومن المفترض أن يحصل كوتينيو على الفرصة في تلك المباريات في ظل إصابة ديمبلي، لكن إذا استمر بنفس المستوى، فسيفكر البرسا في بيعه في الصيف، خاصة أن العملاق الكتالوني تعاقد بالفعل مع جوهرة أياكس فرينكي دي يونج، والذي سيحجز مكانا له في وسط ميدان البرسا، وسيصعب الأمور أكثر على كوتينيو.
كما تشير التقارير الواردة من إسبانيا إلى رغبة برشلونة في توفير سيولة مالية للتعاقد مع مهاجم جديد كي يكون خليفة للويس سواريز، وهي الأموال التي ستتوفر ببيع كوتينيو.
دائمًا ما عاش كوتينيو مرحلة الشك، فهو دائم القول بأنه لا أحد يعرف ماذا سيحمل له المستقبل، ولكن المؤكد أن لاعب بقدرات كوتينيو سيحظى بإهتمام كبرى الأندية الأوروبية، وربما يتحرك ليفربول لاستعادة خدماته من جديد.
كما يبحث مانشستر يونايتد عن لاعب يملك حلول إبداعية، ومن المنتظر أن يدخل الفريق الفرنسي باريس سان جيرمان على خط التعاقدات أيضًا، في ظل خيبة الأمل الكبيرة التي ضربت الفريق هذا الموسم بتوديع دوري أبطال أوروبا للموسم الثالث على التوالي من دور الـ16، على الرغم من كون لقب البطولة الأعرق على صعيد القارة العجوز، هي الهدف الأساسي للفريق قبل بداية الموسم.
وبالتالي، يواجه كوتينيو فترة حاسمة في مستقبله مع برشلونة حاليًا، فهل يتمكن من نسيان معاناته وإظهار جودته وإقناع الفريق الكتالوني بالتواجد في التشكيل الأساسي؟ أم هل بات كوتينيو مستعدًا للرحيل؟ الآن، ومع تبقي شهرين على نهاية الموسم، ستتضح الصورة بشكل جيد في الأيام المقبلة.