بذلت إيرين جهدا كبيرا لابتكار نموذج أولي يكشف عن الأعراض الأولية للشلل الرعاش من خلال لقطات الفيديو بتقنية التعرف على الوجه المماثلة لمسح صور الدوائر التليفزيونية المغلقة
المرض ليس عائقا أمام الأشخاص لتحقيق أحلامهم، وإظهار مواهبهم الدفينة، فهناك الكثير من المشاهير والفنانين الناجحين قدموا أعمالا عظيمة للجمهور وللبلدان التي يعيشون فيها، ولكن هناك بعض الصعوبات التي تواجه هؤلاء المصابين بالتوحد أو باركنسون، فما يواجهه الممثلون تعبيرات الوجه التي لا تظهر بالشكل المثالي ولا تكشف المشاعر الحقيقية.
ومايكل جيه فوكس ممثل أمريكي وبطل سلسلة الأفلام الثلاثية «العودة إلى المستقبل» من المشاهير المعروفين بإصابتهم بمرض باركنسون منذ عام 1991، وفي عام 2000 أنشأ مؤسسة أبحاث للمرض وهي «مؤسسة مايكل جاي فوكس لأبحاث مرض باركنسون».
وهناك فتاة في الـ 19 من عمرها، من المتابعين بشدة للممثل الشهير مايكل باركس، وتعاطفت تماما معه ومع جميع المصابين بمرض الشلل الرعاشي، لذا حاولت تطوير برنامج كمبيوتر يمكنه اكتشاف مرض باركنسون.
كانت إرين سميث في الخامسة عشرة من عمرها عندما تفاعلت كثيرا مع الأشخاص الذين لديهم اضطرابات والتقنيات المستخدمة
وهناك فتاة في الـ 19 من عمرها، من المتابعين بشدة للممثل الشهير مايكل باركس، وتعاطفت تماما معه ومع جميع المصابين بمرض الشلل الرعاشي، لذا حاولت تطوير برنامج كمبيوتر يمكنه اكتشاف مرض باركنسون.
كانت إرين سميث في الخامسة عشرة من عمرها عندما تفاعلت كثيرا مع الأشخاص الذين لديهم اضطرابات والتقنيات المستخدمة للعلاج، حيث كانت تشاهد وقتها المسلسل الأمريكي الشهير «يوريكا» الذي تدور أحداثه في بلدة خيالية اسمها يوريكا في ولاية أوريجون الأمريكية ويسكنها العباقرة والعلماء، وتقريبا كل شخص في هذه البلدة يعمل في مؤسسة جلوبال دايناميك، وهي مؤسسة أبحاث ضخمة مسؤولة عن اختراع وتطوير التقنيات في الـ 50 سنة الماضية.

رأت إيرين سميث كيف أن تعبيرات فوكس في الوجه كانت تنقصها العاطفة بسبب المرض المؤثر على الأعصاب، مثل غيره من المصابين، حيث كان لديه أيضًا ابتسامة مقلوبة وحاجب مقلوب، وبالنظر إلى أعمال فوكس، رأت إيرين كيف بدأت تعبيراته تتغير حتى قبل تشخيصه في عام 1991 - بعد ست سنوات من أول فيلم في السلسلة.
بذلت إيرين جهدا كبيرا لابتكار نموذج أولي يستطيع الكشف عن الأعراض الأولية للشلل الرعاش من خلال لقطات الفيديو، حيث تُستخدم تقنية التعرف على الوجه المماثلة لمسح صور الدوائر التليفزيونية المغلقة بحثا عن وجوه المجرمين المعروفين، لكن برنامج إيرين يتمتع بقدرة «التعلم الآلي» على التحسن المستمر في اكتشاف علامات باركنسون.
موّلت مؤسسة مايكل جيه فوكس، التي تدعم الأبحاث لإيجاد علاج لهذا المرض، دراستين رائدتين خلصتا إلى أن برنامج إيرين كان دقيقًا بنسبة 88% في التمييز بين المصابين بمرض باركنسون والأشخاص الأصحاء.

أوضحت الفتاة البالغة من العمر 19 عاما لـ"الديلي ميل": «كنت معجبة كثيرا بسلسلة أفلام العودة إلى المستقبل، وبعد أن امتلكت الفكرة الأولية، تمكنت من إلقاء نظرة على لقطات قديمة لمعرفة متى حدثت اختلافات مايكل في الوجه، وعندما بحثت في أوراق طبية سابقة، وجدت أن أجزاء الدماغ التي تعاني من التغيرات المبكرة في مرض باركنسون هي نفس الأجزاء المتورطة في تكوين تعبير الوجه».
كما أشارت إلى أن العلامات الرئيسية مثل الهزة وصعوبة المشي لا تحدث إلا بعد مرور 20 عامًا على ظهور المرض، لذا تخطط سميث، من ولاية كانساس لتحسين البرنامج، كما تدعمها جامعة ستانفورد، حيث حصلت على مكان لدراسة علوم الكمبيوتر وعلم الأعصاب.
ومن ناحية أخرى، قال البروفيسور ديفيد ديكستر، من جمعية باركنسون الخيرية في المملكة المتحدة: «إن الاكتشاف المبكر لن يمكن الأشخاص من السيطرة فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى تطوير علاجات جديدة وأفضل».
وفي بدايات هذا العام، اعترف الباحثون، بقيادة خبراء في جامعة بريستول، بأنهم فشلوا في إثبات أن جهاز GDNF قد أدى بالفعل إلى تحسين أعراض مريض الشلل الرعاش، لكن عمليات المسح أظهرت أنه عالج ستة أعوام من الضرر في أجزاء رئيسية من الدماغ.
ويعتقد الباحثون أن تناول جرعة أقوى من الدواء، وجهازا مصمما بطريقة مختلفة، يمكن أن يبرهن على أن هذا الدواء سيحدث اختلافًا كبيرًا في حياة الناس، فهناك نحو 145.000 شخص في المملكة المتحدة مصابون بـالشلل الرعاش باركنسون، والذي يسبب الهزات والحركات البطيئة والتصلب العضلي، ومن المرجح أن يصل أكثر من مليون شخص على قيد الحياة اليوم لهذه الحالة في وقت لاحق، وعلى الرغم من سنوات من التجارب، لا يوجد حاليا أي علاج ولا وسيلة لوقف تطور المرض.
وبهذا فإن البرنامج الجديد الذي حاولت الفتاة المراهقة الوصول إليه سيكون له دور كبير في معرفة أعراض المرض.