المجني عليها كانت تنفق على أيتام وتعطف على قاتليها اللذين اشتريا بأموالها ملابس جديدة أثارت ريبة بائع خردة فأقرا له بجريمتهما ومنحاه 50 جنيها لكن فضحهما لزوج المجني عليها
خلا ميدان التحرير من إحدى بائعات المناديل بالشارع، إذ رحلت عنه وعن الدنيا كلها عالية موسى، صاحبة الـ84 سنة على يد شابين اعتادت العطف عليهما ومنحهما المال والطعام، لكنهما قابلا إحسانها بالتخطيط لقتلها فى وضح النهار، أمام الجميع دون أن يكشف أحد جريمتهما، وهو ما كادا ينجحان فيه، لولا تجمع أدلة قادت المباحث للإيقاع بهما، بدأت ببلطجة جامع خردة، ومحاولة شراء صمته بمبلغ 50 جنيها، ثم كارتونة شوهد المتهمان يحملانها، وأخيرًا صندوق قمامة داخل الميدان كان فى قاعه حقيبة قماش متسخة.
الطريقة الشيطانية في قتل "عالية" تركت غصة فى قلب "أم زياد" زميلتها فى بيع المناديل واللبان وحبات الليمون بميدان التحرير، التى تمكنت أخيرًا من ربط التسكع والحركة الغريبة بالمكان للعاطلين "صدام وحسن" بارتكاب جريمة قتل، وتقول البائعة: "خلاص الدنيا مبقاش فيها أمان، راحوا جابولها كوباية عصير، شربتها ماتت،
الطريقة الشيطانية في قتل "عالية" تركت غصة فى قلب "أم زياد" زميلتها فى بيع المناديل واللبان وحبات الليمون بميدان التحرير، التى تمكنت أخيرًا من ربط التسكع والحركة الغريبة بالمكان للعاطلين "صدام وحسن" بارتكاب جريمة قتل، وتقول البائعة: "خلاص الدنيا مبقاش فيها أمان، راحوا جابولها كوباية عصير، شربتها ماتت، دلوقتى اللى يديني حاجة أشربها باترعب منه، كفاية الجنيه بتاع المناديل بدل ما عمر الواحد يضيع هدر".

وتحكي عن المتهمين أنهما متشردان، ورغم بؤس حال المجني عليها "عالية" فإنها كانت تعطف عليهما، وتمنحهما أموالا لشراء أكل بها، لكنهما طمعا فى تحويشة عمرها التى كانت تدخرها لشراء كفنها، وتبين أنهما وضعا لها مخدرا بكوب عصير، شربته فأصابتها جلطة وتم نقلها إلى المستشفى لكنها ماتت، وكانت تخبر المجني عليها زميلتها فى بيع المناديل بأنها تنفق على أولاد نجلها، الذى توفى وترك صغاره يتامى، كانوا يقيمون مع والدتهم، وتعمل المجني عليها فى بيع المناديل وحبات الليمون لتوفير أموال لهم.
التخدير بغرض السرقة.. جريمة قديمة طُرقها معروفة وما زال لها ضحايا
وذكرت أن المتهمين يوم الواقعة كانا يقفان على ناصية قريبة من المجني عليها، وقدما لها كوب عصير، وبعد ذلك شاهدتهما يحملان كارتونة، وبعدها علمت بالقبض عليهما لقتلهما زميلتها، ولم تكن بائعة المناديل المرتعبة من تقديم مشروبات لها، تدرك سير الجريمة على هذا النحو، لولا "الصعيدي الخردواتي"، الرجل الذى اعتاد جمع عبوات المياه وزجاجات وصفائح المياه الغازية، والأكواب وأى متعلقات بلاستيكية من الميدان، وما ذكره لزوج "عالية"، بائع الخردة "محمد أحمد".

كشفت أوراق التحقيق أنه بعد وفاة المجني عليها، توجه زوجها إلى قسم الشرطة ليبلغ عن قتلها وليس وفاتها قضاء وقدرًا، وشرح أن العاطلين "صدام وحسن" وضعا لها أقراصا مخدرة فى كوب عصير، مما أصابها بجلطة فى المخ جراء معاناتها من مرضي القلب والسكر.
في المستشفى رجع الأطباء الوفاة إلى تعاطي جرعة زائدة من عقاقير طبية، وهو ما يثبت أن الأمر به "كمياء" ويتفق مع حديث "الصعيدي الخردواتي"، وشرح الزوج أن زميله فى جمع الخردوات قابله، وقدم له العزاء فى وفاة زوجته، وأخبره أن "صدام وحسن" قتلاها، وأخبره أنه شاهدهما يرتديان ملابس جديدة وينفقان أموالا، فأمسك بهما وسألهما: "جبتوا الفلوس منين يا واد إنت وهو؟"، وأخبراه أنهما سرقا حقيبة "عالية"، وحينما ضيق الخناق عليهما أقرا له بدس أقراص مخدرة لها فى كوب العصير، ففقدت الوعي، وسرقا حقيبتها والأغراض التى تبيعها، ووضعا المسروقات فى كارتونة وهربا من المكان حتى تم نقل المجني عليها بالإسعاف إلى المستشفى.
ممكن توصيلة.. عصابات لسرقة التكاتك والقتل فوق البيعة
وبناء على بلاغ الزوج تم القبض على المتهمين، وأقرا حال ضبطهما بالتفاصيل الكاملة للجريمة، وأكدا أنهما طمعا فى أموال المجني عليها، وأنها تجمع أموالا كثيرة من المارة دون عناء منها، ولأنها كانت تعطف عليهما فكرا فى حيلة لسرقتها دون إيذائها، ووضعا لها الأقراص مخدرة لتنام وسرقا حقيبة بها 1000 جنيه والأغراض التى تبيعها، وانشغل الأهالي بنقلها لإسعافها دون الانتباه لأغراضها، وعلموا فيما بعد أنها ماتت، وأيقنوا أنها لم تتحمل جرعة المخدرات بسبب سنها، وأرشد المتهمان عن سلة قمامة وضعا بها حقيبة المجني عليها بعد أخذ الأموال منها، وكانت بالية متسخة، وبها أوراق تخص المجني عليها، بخلاف المبلغ المالي المسروق، وتمت إحالة المتهمين إلى النيابة العامة، والتحفظ على الحقيبة المستخرجة من سلة القمامة.