ما زالت أزمة الانتخابات المحلية في تركيا مشتعلة، مع استمرار أعمال إعادة فرز الأصوات في انتخابات مدينة إسطنبول، بعد أن طعن حزب العدالة والتنمية الحاكم على نتائجها
أظهرت النتائج الأولية للانتخابات المحلية في تركيا، التي أجريت يوم الأحد الماضي، أن حزب الشعب الجمهوري المعارض سيطر بصعوبة على أكبر مدينتين في تركيا، وهما مدينتا إسطنبول وأنقرة، الأمر الذي مثل ضربة هائلة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أنه من الواضح أن حزب العدالة والتنمية الحاكم، رفض الهزيمة، حيث تقدم بطعن للجنة المنظمة للانتخابات، وشكك في نتائج الانتخابات في أنقرة وإسطنبول التي خسر فيها مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم، رئيس الوزراء السابق، أمام إكرام إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري.
وقال مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية، اليوم الخميس، إن أكثر من 11 ألف صوت احتسبت لصالح الحزب الحاكم، بعد إعادة فرز 530 صندوق اقتراع في إسطنبول، وفقا لوكالة "الأناضول".
وقال علي إحسان يافوز، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، في مؤتمر صحفي في مقر الحزب في إسطنبول: "منذ الأول من أبريل، بلغ عدد الأصوات
وقال مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية، اليوم الخميس، إن أكثر من 11 ألف صوت احتسبت لصالح الحزب الحاكم، بعد إعادة فرز 530 صندوق اقتراع في إسطنبول، وفقا لوكالة "الأناضول".
وقال علي إحسان يافوز، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، في مؤتمر صحفي في مقر الحزب في إسطنبول: "منذ الأول من أبريل، بلغ عدد الأصوات التي تم تصحيحها لصالح حزب العدالة والتنمية 11109 أصوات بعد إعادة فرز 530 صندوق اقتراع".
وأضاف يافوز أن إعادة فرز الأصوات التي اعتبرت لاغية سابقًا، مستمرة، وأن نحو 1661 من الأصوات غير الصحيحة في 5857 صندوقًا كانت لصالح حزب العدالة والتنمية.
كان المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا قد قرر أمس الأربعاء، إعادة فرز الأصوات في 18 مقاطعة من مقاطعات إسطنبول الـ39، استجابةً لطعن قدمه حزب العدالة والتنمية.
ووفقًا للنتائج التي صدرت عقب الانتخابات، يتصدر إكرام إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، السباق في إسطنبول بنحو 48.79% من الأصوات، فيما حل بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية في المركز الثاني بحصوله على 48.51% من الأصوات.
إمام أوغلو.. المنافس الأول لأردوغان في انتخابات 2023

إلا أن حزب العدالة والتنمية الحاكم أكد أن إعادة فرز الأصوات قد تٌغير هذه النتائج، حيث أشار يافوز إلى أن الفارق في الأصوات بين إمام أوغلو ويلدريم انخفض إلى 19 ألف صوت.
لم يطعن الحزب الحاكم على نتائج الانتخابات في إسطنبول فقط، إلا أنه قدم طعنا على نتائج الانتخابات في 11 مقاطعة في العاصمة أنقرة، والتي حصد فيها منصور يافاش مرشح حزب الشعب الجمهوري 50.91% من الأصوات، مقابل 47.1% حصل عليها محمد أوز هاسكي مرشح حزب العدالة والتنمية.
وصرح فاتح شاهين، أمين عام حزب العدالة والتنمية، للصحفيين يوم الخميس، أن الحزب غير راضٍ عن إعادة فرز الأصوات في أنقرة، والتي تؤكد فوز المعارضة، وسيطلب الحزب إعادة فرز جميع النتائج في العاصمة.
في المقابل أكد إمام أوغلو، في تصريحات لوكالة "رويترز" أنه ما زال في الصدارة بعد إعادة فرز أكثر من نصف الأصوات في الانتخابات المحلية.
انتخابات تركيا.. 3 هزائم مذلة لأردوغان

وقال مرشح حزب الشعب الجمهوري للصحفيين إنه ما زال يتصدر السباق، على الرغم من أن الفارق في الأصوات قد تقلص إلى 19552 صوتًا، بعدما كان 25 ألف صوت في البداية، وهو هامش ضئيل جدًا في مدينة يقطنها نحو 15 مليون شخص، إلا أنه أكد أنه لا يزال واثقًا في الفوز بمنصب عمدة إسطنبول.
وصرح إمام أوغلو أن "النتائج لن تتغير"، مضيفا أن "الوقت يمر وإسطنبول تنتظرنا، لذلك نريد فقط البدء في العمل في أسرع وقت ممكن".
في الوقت نفسه نقلت "رويترز" عن رجب أوزيل ممثل حزب العدالة والتنمية في المجلس الأعلى للانتخابات، قوله إن فارق الأصوات يتقلص، وإن مرشح الحزب، رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، سيفوز بعمودية المركز التجاري لتركيا.
وستكون الهزيمة لحزب أردوغان ذي الجذور الإسلامية في إسطنبول، حيث بدأ مسيرته السياسية وشغل منصب رئيس البلدية في التسعينيات، بمثابة ضربة قوية للرئيس.
بعد الانتخابات.. الاقتصاد التركي عدو أردوغان الأول

وأدت حالة عدم اليقين حول نتائج الانتخابات المحلية إلى زيادة التقلبات في قيمة العملة التركية، والتي انخفضت بشكل حاد منذ ما يقرب من أسبوعين، ما يعكس تراجع الثقة بين كل من المستثمرين الأتراك والأجانب، حيث وصل سعر الدولار إلى 5.6139 ليرة تركية.