في ثاني أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، كانت حاضرة قصص مآسي العرب التي نعيشها اليوم، من القضية الفلسطينية التي لا تجد حلًا، إلى معاناة سوريا والعراق
ثلاثة عشر فيلما عرضها مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، كعرض مهرجاني أول في مصر، في اليوم الثاني من فعاليات الدورة الخامسة، التي تقام في الفترة من 3 إلى 8 أبريل الجاري، في سينما "فريال" العريقة بمنطقة محطة الرمل. وشهدت العروض حضورا جماهيريا جيدا من شباب عروس البحر المتوسط، بالإضافة لوجود العديد من صناع السينما البديلة في مصر وبلدان عربية أخرى. وبدأت العروض في الثالثة عصر اليوم الجمعة بـ5 أفلام بانوراما، هي: "خوذوا عيني" من تونس لأنيسة داوود وأبو ذر أميني.
وبعدها عرض فيلم "رقصة أمل" من لبنان لرامي الرابح، ثم "تقييم ذاتي" من الجزائر لزعفون سيد، ثم "بونبونه" من فلسطين لركان مياسي، وأخيرًا فيلم "مصاصة" من السعودية لهناء صالح. (اقرأ أيضًا.. أول أيام مهرجان الإسكندرية.. البداية بزواج القاصرات)
"خذوا عيني" يحكي قصة عائلة يتخللها سوء الفهم ذات مساء لتفترق عى
وبعدها عرض فيلم "رقصة أمل" من لبنان لرامي الرابح، ثم "تقييم ذاتي" من الجزائر لزعفون سيد، ثم "بونبونه" من فلسطين لركان مياسي، وأخيرًا فيلم "مصاصة" من السعودية لهناء صالح. (اقرأ أيضًا.. أول أيام مهرجان الإسكندرية.. البداية بزواج القاصرات)
"خذوا عيني" يحكي قصة عائلة يتخللها سوء الفهم ذات مساء لتفترق عى أربع وجهات نظر، بينما "رقصة أمل" يتحدث عن "أمل" التي أجبرت على مغادرة منزلها، فتروي قصتها من خلال الرقص الشرقي عن طريق تصوير تجاربها من خلال الحركة، و"تقييم ذاتي" يروي حياة موظف بائس في منتصف العمر يراقب باستمرار عبء رئيسه فيقرر تقييم مردوده في العمل، "بونبونة" يحكي قصة أسير فلسطيني تزوره زوجته في المعتقل وتقوم بإجراء عملية مبتكرة تشبع بها رغبتها السرية، و"مصاصة" يروي قصة جريئة تُظهر أزمة هوية حول فتاة سعودية قررت أن تخفي أمر بلوغها عن عائلتها لكي لا ترتدي النقاب الأسود.
وبعد عرض الأفلام الأربعة نال الجمهور الحاضر قسطا من الراحة قبل أن يعودوا وبعدد أكبر لحضور أفلام المسابقات الرسمية الثلاث "روائية وتسجيلية وطلبة" بدءًا من السادسة مساءً.
بداية العروض كانت بفيلم "تشرد" الذي ينافس ضمن أفلام المسابقة التسجيلية، للمخرج الفلسطيني أحمد البظ، وتدور أحداثه عندما كان "ويليام" في الخامسة والثلاثين، حيث خسر وظيفته وزوجته ومنزله، ما يدفعه للاعتزال والخلوة، الأمر الذي يسبب تغيرًا جذريًا في مفاهيمه. (اقرأ أيضًا.. افتتاح الإسكندرية للفيلم القصير..العدل يهاجم المحافظ)
ومن الأفلام التسجيلية عُرض أيضًا "أنجيل" من المغرب لمراد خلو، وتبدأ قصته حينما تقذف الرياح ببالون أبيض في قرية "أنجيل" المهجورة، فتخرج الجدران عن نفسها.
وضمن المسابقة الروائية، عُرض "زهراء" من العراق لباقر الربيع، وتدور قصته حول فتاة في سن الثالثة عشرة، وفي يوم تذهب للمسجد لتتعلم قراءة القرآن فتصل إلى نضجها كأنثى.
كما عُرض "الأنفاس الأخيرة" من العراق لمهند حسن، وتدور أحداثه حول جندي يساعد امرأة على العثور على ابنها المختطف من قِبل "داعش" بمدينة الموصل التي مزّقتها نيران الحرب.
وأيضًا فيلم "أسترا" من تونس لنضال غيغا، وتدور أحداثه حول "دالي" الذي يعتني بابنته المصابة بمتلازمة "داون"، وذات يوم يصطحبها إلى منتزه "أسترا" فينكشف لهما عالم مليء بالمفاجآت.
وكذلك فيلم "اليقظة" من سوريا لعمرو علي، وتدور أحداثه في ظل الحرب السورية، حيث تترك "هالة" منزلها بعد أن يبيع زوجها فستان عرسها لتأمين تكاليف زواجه من أخرى.
أما في مسابقة الطلبة، فُعرض "جنوبية" لسارة عماد من الجامعة الفرنسية، ويدور حول فتاة من جنوب السودان جاءت لمصر منذ الصغر، ولديها أحلام تحاول تحقيقها لكنها تتعرض لصعوبات وعنصرية، حتى إنها تتعرض للاغتصاب.
وأيضًا فيلم "الجوهرة" لسلمى أسامة من جامعة فاروس، وتدور قصته حول فتاة أسقطت جواهرها الثمينة في النهر وتحاول استرجاعها.
مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، هو احتفالية سينمائية تُقام في شهر أبريل من كل عام بمدينة الإسكندرية، كما ينظم المهرجان ورشًا وندوات فنية مجانية على مدى العام، وتُقام دورته الخامسة هذا العام في الفترة من 3 وحتى 8 من شهر أبريل الجاري، بحضور عدد من صناع الأفلام من مصر والوطن العربي والتى تقام في سينما "فريال" العريقة بمنطقة محطة الرمل، تحت رعاية وتنظيم جمعية "دائرة الفن"، تحت رئاسة المخرج محمد محمود، والرئاسة الشرفية للدكتور محمد العدل، والمدير محمد سعدون، والمدير الفني موني محمود.
مناقشات الأفلام
وبعد الانتهاء من عرض الأفلام، أجريت ندوات لمناقشتها، حيث قال المخرج الفلسطيني أحمد البظ إن تصوير فيلمه "تشرد" استغرق نحو شهر ونصف، بالإضافة لقضائه عدة أيام مع بطل العمل، حتى يستطيع أن يقدم كل ما لديه على الشاشة.
أما مخرجة "جنوبية" سارة عماد، فقالت إن هدفها من الفيلم هو تسليط الضوء على أقصى درجات العنصرية التي يواجهها السود من الجنسيات المختلفة في مصر، وتحديدا لفتيات دولة السودان الشقيق، لافتة إلى أن محاولتها تقديم عمل روائي بشكل واقعي هو الأمر الذي جعل المشاهد يشعر وأنه أمام عمل تسجيلي، موضحة أنها التقت بأكثر من حالة سودانية تعرضت للاغتصاب في مصر.
ومن جانبه، حضر نائب السفير السوداني بمصر عرض "جنوبية"، وأكد أن الفيلم عكس واقع يعيشه كثير من السود من عنصرية واضطهاد من قبل الكثيرين، مشددا على أن مصر ستظل الأرض الرحبة التي تسع الجميع، كما ستظل قبلة تحقيق الأحلام لكل أبناء الجنوب، موجها الشكر لمخرجة العمل.