اعتماد الجماعات الإرهابية على الأطفال ينتشر في إفريقيا بواسطة تنظيمي داعش وشباب المجاهدين.. وأوروبا لم تسلم من الأمر وبلجيكا الأكثر تصديرا للإرهابيين القصر
هجوم إرهابي جديد نفذه تنظيم أنصار بيت المقدس بسيناء، أسفر عن استشهاد ضابطين، واثنين من أفراد الشرطة، و3 مواطنين آخرين، ورغم أن وقوع حادث إرهابي وإذاعة الأخبار الخاصة به لم يعد بالجديد أو المستغرب بالنسبة للمصريين، إلا أن ما أثار الاندهاش هذه المرة هو المرحلة العمرية لمنفذ هذا الهجوم الإنتحاري والذي لم يتجاوز عمره الخامسة عشر، حتى أن إطلاق لقب "أبو هاجر المصري" جاء مستغربا هذه المرة، بعدما وصف به شخص ما زال يعيش سنوات الطفولة، وبعيدا عن تحليل الاسم ودلالاته يحاول هذا التقرير رصد أبرز الحوادث الإرهابية التي تم تنفيذها بواسطة أطفال أو مراهقين.
44 عملية انتحارية لأطفال بوكو حرامتاريخ داعش الإرهابي مليء باستخدام واستغلال الأطفال في الأعمال الانتحارية والتفجيرية، ولم يقف استخدامهم للأطفال الذكور فقط، ففي عام 2015، استغل تنظيم بوكو حرام الذي بايع تنظيم داعش، والمنتشر في دول نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر، فتاة صغيرة لم يتعد عمرها 12 عاما، إذ
44 عملية انتحارية لأطفال بوكو حرام
تاريخ داعش الإرهابي مليء باستخدام واستغلال الأطفال في الأعمال الانتحارية والتفجيرية، ولم يقف استخدامهم للأطفال الذكور فقط، ففي عام 2015، استغل تنظيم بوكو حرام الذي بايع تنظيم داعش، والمنتشر في دول نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر، فتاة صغيرة لم يتعد عمرها 12 عاما، إذ نفذت تفجيرا بنفس الآلية التي نفذ بها طفل سيناء عمليته الانتحارية، فقد فجرت نفسها في سوق مزدحم بين التجار والزبائن بالرواد ببلدة غوجبا شمال شرقي نيجيريا، وقتل حينها 10 أشخاص وأصيب 30 أخرين، وذلك قبل أن تقوم فتاتان في السابعة والثامنة من عمرهما بعملية انتحارية مشابهة بمدينة ميدوغوري بنيجيريا، حيث اتجهتا إلى أحد المباني التي تضم العديد من المحلات التجارية.
اقرأ أيضا| هنا تغتال البراءة.. تجنيد 9018 طفلا في 14 بلدا
ووفقا لمنظمة اليونيسيف تضاعف العدد الذي استخدم فيه الأطفال في عمليات انتحارية من قبل "بوكو حرام" من 4 عمليات انتحارية في عام 2014، إلى 44 عملية في عام 2015. وكان أكثر هذه العمليات في الكاميرون حيث الانتشار الأكبر لبوكو حرام المتطرف وسجل 21 عملية انتحارية، ثم في نيجيريا 17 عملية، كما أشار اليونيسيف إلى أن واحدة من كل 5 هجمات انتحارية تتبناها الجماعة المسلحة في نيجيريا والكاميرون وتشاد، ينفذها أطفال.
بينما أوضح مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، في تقرير له، تنامي ظاهرة أشبال الخلافة خاصة في إفريقيا، مشيرا إلى تجنيد ما يقرب من 200 طفل كل شهر على الأقل، خاصة من قبل حركة "الشباب" الصومالية وتنظيم "داعش"، كما أن بعض التنظيمات الإرهابية في إفريقيا تختطف أطفال الأسر المسيحية وتستخدمهم في العمليات الانتحارية من خلال القنابل والأحزمة الناسفة وإجبارهم على تنفيذ هذه العمليات في حال رفضهم، ووصفت هذه الظاهرة بـ"الطفل المفخخ".
اقرأ أيضا| اليمن و«يونيسيف» توقعان خارطة منع تجنيد الأطفال
تفجير سوق لعيد الميلاد بألمانيا
طفل ألماني من أصل عراقي لم يتعد عمره 12 عاما وُلد في لودفيجسهافن، جنده تنظيم داعش من خلال تطبيق الرسائل "التليجرام"، ومن خلال قنبلة تحتوي على مواد متفجرة ومسامير صنعها في المنزل وضعها الصغير في حقيبته على ظهره، أراد من خلالها بعدما تشبع بالفكر الداعشي تفجير سوق لأعياد الميلاد في إحدى المدن الألمانية لكنه فشل في تنفيذ مهمته الإرهابية.
تفجير حفل زفاف
العمليات الانتحارية التي ينفذها داعش تتجاوز مناطق تواجدهم، إلى الدول المجاورة، ففي مدينة غازي عنتاب بتركيا، فجر طفل، لم يتجاوز 12 عاما، نفسه في أثناء حفل زفاف لأحد أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، وأسفر عن مقتل ما يقرب من 51 شخصا، وإصابة حوالي 70 أخرين، أما في مدينة كركوك بشمال بغداد، فقد ظهر طفل عراقي من الموصل وهو يبكي، بعدما ألقت الشرطة القبض عليه، في أثناء محاولته تفجير نفسه، ونجاحها في تجريده من المتفجرات التي زرعها حول خصره النحيل.
اقرأ أيضا| «قوات الشعب».. من هنا ينطلق تجنيد الأطفال في سوريا
بلجيكا وتجنيد القصر للتنظيم
وفي بلجيكا التي وصل عدد أطفالها ومراهقيها بين صفوف داعش بسوريا والعراق إلى نحو 450 شخصا، فجر طفل في عمر الـ12 عاما بتفجير نفسه في إحدى الأسواق البلجيكية، بينما أودعت السلطات البلجيكية 10 أطفال آخرين في دور الرعاية بعدما ثبتت التحقيقات بتورطهم وتجنديهم من تنظيم داعش، كما خضعوا للتحقيقات بسبب تورطهم في أعمال قتالية وإرهابية، وأثبتت التحقيقات مع الأطفال بأن التنظيم زودهم بمعلومات عن كيفية القتل وإعداد القنابل اليدوية بدائية الصنع، لتنفيذ عمليات انتحارية.
تجنيد داعش للأطفال
الجماعات الإرهابية استحدثت فكرة استخدام الأطفال في صفوفها لتحقيق أهدافها وتأمين مستقبلها، وأن الأطفال هم الأداة الضعيفة التي يستغلها الإرهابيون لتنفيذ أهدافهم كما تؤكد دراسة أعدها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بعنوان "الأطفال في صفوف داعش". وتأتي دوافع الجماعات الإرهابية لتجنيد الأطفال كما تشير الدراسة، بأنهم لا يظهرون أي مقاومة وعدم إثارتهم للشبهات، كما أن الطفل الجندي لا يكلفهم الأموال الطائلة كما للجندي البالغ، ولضمان استمرار انتشار أفكاره هذه الجماعات عبر الأجيال المختلفة.
اقرأ أيضا| السودان ينفي شراء السعودية أطفال للقتال في اليمن
وأوضحت أن أبرز الأساليب لتجنيد الأطفال واستغلالهم في العمليات الإرهابية والانتحارية، هي التطبيقات والألعاب الألكترونية ومواقع الإنترنت المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، وأفراد العائلة من أبناء المقاتلين في صفوف تنظيم داعش أو الخطف والإكراه على انتهاج التطرف كما حدث مع فتيات نيجيريا من قبل بوكو حرام وإجبراهم على تنفيذ عمليات انتحارية.
كما ينظمون الحفلات والمهرجانات والمسابقات سرا لكسر الحاجز النفسي للأطفال، وتعليم الأطفال في مدارس داعش ومناهجها الدراسية باعتبارها ميدان من الممكن أن ينتشر فيه الفكر المتطرف، كما يعتمدون على فكرة الجهاد من خلال مفاهيم مغلوطة وإقامة الدولة وإيجاد هوية وهدف للحياة منذ الصغر، خاصة الأطفال الذين يعانون من الصراعات، بجانب استغلالهم تردي الأوضاع الاقتصادية والظروف الاجتماعية الصعبة التي ينشأ فيها قطاع كبير من الأطفال، خاصة في أفريقيا ومناطق النزاع، ويستدرجونهم بالمال.
اقرأ أيضا| صليل الصوارم.. داعش يدرب أتباعه بالألعاب الإلكترونية
250 ألف طفل مجند في العالم من قبل الجماعات الإرهابية أغلبهم متواجد في قارة إفريقيا وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، كما أن بلدان إفريقيا تعد موطنا لنحو 75% من إجمالي عدد الأطفال الذين يعيشون في الدول التي تعاني من الحرب على الإرهاب، وهذا يعني أن غالبية الأطفال المتضررين من تلك الحرب في العالم هم من الأفارقة.