التعليم: المديريات ستوفر أجهزة التابلت لطلاب المنازل على سبيل العهدة.. نصر: القرار متأخر للغاية ويعكس التخبط والارتباك فى القرارات.. ومغيث: هناك مجموعة من العقبات
أصدر الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، خطابًا موجهًا إلى المديريات التعليمية بشأن الإجراءات الخاصة بالاختبارات الإلكترونية للصف الأول الثانوي، للعام الدراسي 2018- 2019، يطالب فيه المديريات التعليمية بتوفير أجهزة التابلت لطلاب المنازل وتوزيعها على الطلاب عند بدء الاختبار يوميا، ثم جمعها عقب انتهاء الاختبار، وذلك على سبيل العهدة، مع اتخاذ التدابير اللازمة لذلك.
الخطاب أثار حالة كبيرة من الجدل بين الطلاب وأولياء الأمور وخبراء التعليم، لأن نص الخطاب الصادر من رئيس قطاع التعليم العام يتعارض مع قرارات الوزارة السابقة.
تناقد التصريحات
في وقت سابق أكدت المتحدثة باسم وزارة التربية والتعليم أمينة خيري، فى تصريحات خاصة لـ"التحرير"، أن "الوزارة لن تقوم بتسليم طلاب المنازل التابلت، وذلك لأن توزيع تابلت عليهم يتطلب
التواصل معهم لتدريبهم على كيفية استخدامه
بما يخدم العملية التعليمية بشكل عام، سواء بالنسبة للطالب أو
تناقد التصريحات
في وقت سابق أكدت المتحدثة باسم وزارة التربية والتعليم أمينة خيري، فى تصريحات خاصة لـ"التحرير"، أن "الوزارة لن تقوم بتسليم طلاب المنازل التابلت، وذلك لأن توزيع تابلت عليهم يتطلب
التواصل معهم لتدريبهم على كيفية استخدامه
بما يخدم العملية التعليمية بشكل عام، سواء بالنسبة للطالب أو المدرسة، الأمر الذى
يتعذر مع حالة طلاب المنازل بحكم دراستهم
فى منازلهم".
وقالت خيرى إن "طالب
المنازل لن يتسلم التابلت، وبالتالى لن يخضع لما سيخضع له الطالب العادى من العملية التعليمية بنظام التابلت"، مشددة
على أن الوزارة تدرس حاليا الطرق المناسبة
لإقرار طرق ونماذج امتحانات تتماشى مع
مقتضيات وظروف الدراسة لطالب المنازل،
وبالتالى لن يخضع الأخير لما سيطبق على
منظومة التابلت لحين إقرار نظام خاص به،
وأن هناك لجانا تعكف على إقرار نظام يلبي
احتياجات طلاب المنازل، وفى الوقت ذاته
يخدم العملية التعليمية ويتواكب مع عصر
التكنولوجيا والمعلومات.
ما
يحدث مع طلاب المنازل يعكس عدم وجود خطة واضحة بشأنهم، وأن الوزارة لا تعلم حتى وقتنا
هذا، الطريقة التى سيؤدي بها هؤلاء الطلاب
الامتحانات، فعلى الرغم من تأكيد الوزارة فى التصريحات السابقة أن الطلاب سيؤدون الامتحان ورقيا، فإن هذه التصريحات ينفيها تصريح
رئيس قطاع التعليم فى الوزارة الدكتور رضا
حجازي، الذي أكد أنهم سوف يؤدون
الامتحانات إلكترونيا.

ومع استمرار حالة الجدل يبقى السؤال الأهم، كيف سيؤدى طلاب المنازل
الامتحان إلكترونيا فى ظل عدم استلامهم
أجهزة التابلت مثل زملائهم، أو التدرب
عليها من قبل؟ ما يعني أن طريقة الأسئلة
والإجابة ستكون غير مألوفة لديهم. (اقرأ أيضا: التعليم: جاهزية التابلت للاختبارات مسؤولية الطلاب)
قرارات متأخرة
ماجدة
نصر، عضو لجنة التعليم والبحث
العلمي بالبرلمان، أكدت أن هذا القرار
جاء متأخرا للغاية؛ لأن طلاب المنازل لم
يحصلوا على التابلت مثل زملائهم،
كما أن أعداد التابلت محدودة للغاية
وتقتصر على الطلاب والمدرسين فقط، بالإضافة
إلى أن لجنة التعليم وجدت من خلال الجولات
الميدانية التى قامت بها أن عددا من المدرسين
لم يحصلوا عليه حتى الآن، وبذلك يكون
التابلت غير متوفر بالشكل الكافي بحيث «يقولون وفروا يبقى المديريات توفر».
وأوضحت "نصر" فى تصريحات خاصة لـ"التحرير": "طلاب
المنازل لهم طبيعة خاصة تختلف بشكل أكبر عن
بقية الطلاب، لأن الاعتماد يكون بشكل
أكبر على المجهود الذاتي؛ لأنهم يلتزمون بالقرارات
الدراسية فقط، ولا تكون لديهم
الفرصة الكاملة والنظم التعليمية المتعددة مثل
بقية الطلاب"، مشيرة إلى أن "مفاجأة الطلاب
بأن الامتحان إلكتروني، على الرغم من
التأكيد المسبق أن الامتحان سيكون
بالطريقة التقليدية، تعكس تخبطا وارتباكا كبيرا فى قرارات الوزارة".
وتساءلت "نصر": "هل
لدى وزارة التربية والتعليم خطة واضحة
أو جدول زمنى لتدريب طلاب المنازل على
التابلت قبل الامتحان فى ظل ضيق الوقت
وعدم توافر الأجهزة؟"، وقالت: "لا أعتقد أن
هذا سيحدث؛ لذلك فإن قرار الوزارة
متأخر وغير مدروس". (اقرأ أيضا: «تعليم النواب»: مفاجآت رئيس جامعة القاهرة «مهزلة»

عقبات تحول دون التنفيذ
اتفق
مع الرأى السابق الخبير التربوي الدكتور كمال
مغيث، إذ قال إن قرار الدكتور رضا حجازي
صائب، لأنه قائم على مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة،
فيجب أن تتوافر الفرص لجميع الطلاب، ولكن
هناك مجموعة من التساؤلات
المشروعة بحاجة إلى الإجابة عنها من
قبَل القائم على المنظومة التعليمية، لعل
أهمها إذا كانت الوزارة تنوى إجراء الامتحان
إلكترونيا لطلاب المنازل، فلماذا لم يتم
تسليمهم التابلت مثل زملائهم من البداية؟
وكيف سيؤدي الطلاب الامتحان عبر جهاز لم
يتعاملوا معه من قبل ولا يعلمون شيئا
عنه؟ هل تستطيع المديريات توفير التابلت
لجميع طلاب المنازل؟
وعن
تأدية طلاب المنازل الامتحان على التابلت
دون التدريب عليه، قال مغيث:
"ليست
هذه المشكلة الوحيدة للأسف، لكن الكارثة
الحقيقية أنه لا توجد مادة تعليمية مناسبة
للتابلت"، مردفا: "المشكلات
التي تسبب فيها التابلت أكثر من الحلول، والإيجابيات أقل بكثير من حجم الإمكانيات
التى تم توجيهها له، فبعض الأجهزة لا
تعمل، كما أن بنك الأسئلة غير مُفعل، والطلاب يدخلون الامتحان فينقلب فوضى".
وتابع
الخبير التربوي: "قبل
توزيع أجهزة التابلت، كان يجب التأكد من
إجادة استخدام المعلمين له، بالإضافة
إلى إعداد مواد تعليمية، وليس مجرد كتاب
مدرسي، وتدريب الطلاب على فترات طويلة
لمدة 6 شهور
على الأقل، على كيفية استخدامه في المذاكرة
وحل الامتحانات، لكن ما حدث في الامتحان
التجريبي في مارس الماضي عبث، فإذا كان هناك الكثير من العوائق، فكيف نؤكد نجاح التجربة؟!".
وتابع مغيث: "إذا فشل طلاب المنازل في أداء الامتحان إلكترونيا، فسيصدر الوزير قرارًا بالعودة للامتحان
الورقي، فكل مديرية تضع امتحانا خاصا بها، يصححه المعلمون، وهذه مخاطر تجربة جديدة
مثل تجربة التابلت، ومع ذلك يؤكد الوزير
نجاحها". (اقرأ أيضا: كيفية استخدام بنك المعرفة.. وزير التعليم يجيب)
