الطيب أصدر قرارا بتعيين قائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر ووكيل الأزهر ورئيس قطاع المعاهد الأزهرية.. ويتجنب تعيين قيادات الأزهر مباشرة..حامد أبو طالب: نخشى تمكين غير المؤهلين
«قائم بأعمال»، بهذا المصطلح تدار أغلب المناصب القيادية بالجهات والهيئات التابعة للأزهر الشريف، وذلك خلال الفترة الماضية، فى مشهد يثير الكثير من علامات الاستفهام، أبرزها: البحث عن الأسباب التى تحول دون قيام شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بإصدار قرارات بالتعيين مباشرة.
وبحسب ما يراه المراقبون والمحللون بالشأن الدينى، فإن مشيخة الأزهر الشريف، تعانى خلال الفترة الأخيرة من عدم وجود شخصيات قادرة على إقناع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بإصدار قرارات تعيين مباشرة.
وأضاف المراقبون لـ«التحرير»، أن هناك العديد من الشواهد التى تبرهن على عدم وجود قيادات بالأزهر قادرة على إقناع الطيب، مثلما كان فى الماضي وخلال السنوات الأولى لانطلاق ثورتي 25 يناير و30 يونيو، مثل لجوء الطيب إلى تمكين الصف الثانى من رجال الأزهر من بعض المناصب داخل مؤسسة الأزهر الشريف، وكذلك
وأضاف المراقبون لـ«التحرير»، أن هناك العديد من الشواهد التى تبرهن على عدم وجود قيادات بالأزهر قادرة على إقناع الطيب، مثلما كان فى الماضي وخلال السنوات الأولى لانطلاق ثورتي 25 يناير و30 يونيو، مثل لجوء الطيب إلى تمكين الصف الثانى من رجال الأزهر من بعض المناصب داخل مؤسسة الأزهر الشريف، وكذلك كوفود مرافقة لشيخ الأزهر فى جولاته بالخارج، خلال الآونة الأخيرة.
جامعة الأزهر

البداية كانت من رحاب جامعة الأزهر، أقدم الجامعات المصرية، والتى شهدت منذ رحيل الدكتور عبد الحى عزب، رئيس جامعة الأزهر السابق، فى ديسمبر لعام 2015، تولي رئاسة الجامعة عددٌ من القائمين بأعمال رئيس الجامعة، ابتداء من الدكتور إبراهيم الهدهد، والذى ترأس الجامعة كقائم بأعمال عن طريق الندب عقب رحيل «عزب» وصولا إلى الدكتور أحمد حسني، والذى تمت إقالته رسميا من قبل الطيب عقب هجومه على الباحث إسلام بحيرى ووصفه بالمرتد، وذلك فى مايو 2017 بعد ثلاثة أشهر من توليه منصب قائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر.
وقرر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قبول استقالة الدكتور عبد الحى عزب، رئيس جامعة الأزهر، بعد صدور حكم قضائى بعدم قبول الدعوى المقامة منه، التى يطلب فيها أحقيته فى الخدمة حتى سن 65 عامًا.
ومنذ رحيل عبد الحى عزب أواخر عام 2015 وحتى مايو 2017، وجامعة الأزهر الشريف، تدار بقائم بأعمال، وذلك حتى ترأس الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر الحالي، للجامعة، والذى صدر له قرار رسمي من مجلس الوزراء، بتعيينه رئيسا لجامعة الأزهر، وذلك فى يونيو العام قبل الماضي. بموجب قرار تعيين من قبل المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء الأسبق، بتعيين الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيسًا لجامعة الأزهر لمدة 4 سنوات.
وكالة الأزهر

فى سابقة تعد الأولى من نوعها، أن يتولى منصب وكيل الأزهر، الرجل الثاني بمؤسسة الأزهر الشريف بعد شيخ الجامع الأزهر، بصفة قائم بأعمال، فعقب رفض مؤسسات الدولة المعنية، التجديد للدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، فى سبتمبر العام الماضي، والذى شغل المنصب وكيلا للأزهر لمدة خمس سنوات ابتداء من سبتمبر لعام 2013، كلف شيخ الأزهر، الشيخ صالح عباس، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، بتسيير أعمال وكيل الأزهر الشريف، خلفا للدكتور عباس شومان.. اقرأ أيضا.. كيف يحمي الطيب رجاله داخل الأزهر رغم اعتراض الحكومة عليهم؟
رئاسة قطاع المعاهد الأزهرية
لم تكن جامعة الأزهر الهيئة الوحيدة التابعة للأزهر الشريف التى تمت رئاستها بقائم بأعمال وكذلك وكالة الأزهر فقط، بل طال الأمر رئاسة قطاع المعاهد الأزهرية، تلك الجهة المنوط بها الإشراف التام على جميع المراحل التعليمية بالأزهر تحت الجامعى، ابتداء من رياض الأطفال وصولا إلى الثانوية الأزهرية.
فعقب تولي الشيخ صالح عباس، مهام تسيير أعمال وكيل الأزهر الشريف، كلف شيخ الأزهر الإمام الطيب، الشيخ على خليل، رئيس الإدارة المركزية لشئون التعليم بالمعاهد الأزهرية، بتسيير أعمال رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، خلفا لصالح عباس.
مجمع البحوث الإسلامية
غير أن هناك حالة من الترقب والتخوف، فى أن يترأس أمانة مجمع البحوث الإسلامية شخصية بطريقة تسيير الأعمال، وذلك عقب انتهاء فترة ندب الدكتور محيى الدين عفيفي، الأمين العام السابق لمجمع البحوث، لتصبح بهذه الصورة كبرى المؤسسات التابعة للأزهر، تدار بطريقة تسيير الأعمال.
«التحرير»، طرحت هذا الأمر على أحد رجال الأزهر من أصحاب الخبرات القانونية، والمعنيين بالتحقيق فى مخالفات العاملين بالأزهر وفى مقدمتهم أساتذة الجامعة، الدكتور حامد أبو طالب، العميد السابق لكلية الشريعة والقانون، للوقوف معه على تداعيات وكواليس الأمر.
أسباب الأزمة
قال حامد أبو طالب لـ«التحرير»: "للأسف الشديد فإن تلك المناصب العليا والقيادية بالأزهر تدار بطريقة تسيير الأعمال، وذلك لأن شيخ الأزهر لا يستطيع أن يصدر قرارا بالتعيين مباشرة، إلا بعد قيامه بتكليف لجان بترشيح شخصيات عدة للمنصب حتى يتم المفاضلة بينهم على أسس واعتبارات عدة من أجل وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة".
وأضاف أبو حامد، أن الأمر ليس راجعا إلى عدم وجود قيادات مؤهلة لتولي تلك المناصب، بحسب ما يراه البعض، بقدر ما إن مؤسسة الأزهر الشريف حريصة أشد الحرص على تمكين مَن تتوافر فيه جميع الشروط، وذلك حتى يكون التعيين مبنيا على الخبرة تارة وعلى المعلومات التى تؤكد نزاهة وشفافية تلك الشخصية المرشحة للمنصب تارة أخرى، وقال :"إن استعجال الأمور قد يدفع بوجود شخصيات غير مؤهلة تتمكن من تلك المناصب الكبرى بمؤسسة الأزهر الشريف، الأمر الذى يضر برسالة ومستقل الأزهر والمنصب معًا".
وتابع: "إن إدارة تلك الهيئات بطريقة تسيير الأعمال لم تؤثر سلبا على أداء ومهام تلك المؤسسات، بل هناك متابعة لحظة بلحظة من قِبَل شيخ الأزهر لتلك المؤسسات من أجل الحفاظ على وسطية واعتدال وسماحة المنهج الأزهرى.