اشتعلت الأمور السياسية بشكل واضح في الأيام القليلة الماضية بتركيا، بعد أن تم الاعتداء على زعيم المعارضة في إحدى جنازات الجنود الذين سقطوا في مواجهة قرب الحدود العراقية.
لم يستطع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التعافي من الضربات التي تلقاها خلال الاستحقاق المحلي منذ أسبوعين، وهو الأمر الذي زاد من سخونة الأوضاع داخليًّا بشكل واضح خلال الأيام القليلة الماضية.
ووفقًا لأسلوبه المعتاد، واجه أردوغان تلك الأحداث بقرارات باطشة على المستوى الأمني، وهو الأمر الذي أدى إلى اعتقال زعيم المعارضة خلال الساعات الماضية، وتحديدًا في أعقاب اشتباك بين حزب العمال الكردستاني والقوات التركية بالقرب من الحدود مع العراق؛ وهو ما أدى إلى اشتعال الأمور السياسية.
وهاجم حشد غاضب زعيم المعارضة التركية كمال كيلجدار أوغلو في جنازة عسكرية بالعاصمة أنقرة، أمس الأحد؛ حيث قالت وكالة أنباء الأناضول الحكومية إن رئيس حزب الشعب الجمهوري، تعرض للكم والركل في جنازة واحد من أربعة جنود قتلوا في اشتباك مع حزب العمال الكردستاني الانفصالي بالقرب من الحدود العراقية يوم الجمعة.
هل
وهاجم حشد غاضب زعيم المعارضة التركية كمال كيلجدار أوغلو في جنازة عسكرية بالعاصمة أنقرة، أمس الأحد؛ حيث قالت وكالة أنباء الأناضول الحكومية إن رئيس حزب الشعب الجمهوري، تعرض للكم والركل في جنازة واحد من أربعة جنود قتلوا في اشتباك مع حزب العمال الكردستاني الانفصالي بالقرب من الحدود العراقية يوم الجمعة.
هل تنجح تركيا في توجيه ضربة للدولار وإنقاذ عملتها من الانهيار؟
ووفقًا لما جاء في وكالة الأنباء الأمريكية بلومبرج، أكد دنيز ديمير كبير مستشاري كيلجدار أوغلو الاعتداء عليه في تغريدة؛ حيث قال إن زعيم المعارضة في حالة جيدة، مشيرًا إلى أن الوضع كان خارج السيطرة بعد فشل قوات الأمن في التعامل مع الاعتداء.

وانتقد الرئيس رجب طيب أردوغان حزب المعارضة لتعاونه السياسي مع الأكراد، ووصف حزب الشعب الديمقراطي بأنه امتداد لنظيره العمال الكردستاني، الذي يدفع باتجاه إقامة دولة كردية تتمتع بالحكم الذاتي في تركيا، وتعتبره أنقرة وواشنطن وبروكسل منظمة إرهابية.
وخرج عشرات الآلاف من الأشخاص إلى شوارع تركيا، اليوم الاثنين، للتنديد بالهجوم العلني على زعيم المعارضة الرئيسي في البلاد.
أردوغان يشعل غضب ترامب.. ويهدد باللجوء إلى المحكمة الدولية
وقال مراقبون إن هذا الاعتداء يؤكد المجتمع شديد الاستقطاب في البلاد، وخطاب الكراهية المتزايد في السياسة، والذي يتزعمه أردوغان بقوة.
وتجاهل أردوغان التعقيب على الحادث، خاصة أن الرئيس التركي ومسؤولي حزب العدالة والتنمية اتهموا المعارضة بسرقة انتخابات بلدية إسطنبول من خلال تزويرها، كما شجبت وسائل الإعلام الموالية للحكومة ما وصفته بـ"الانقلاب في صندوق الاقتراع".

ومن جانبها، أعربت كاتي بيري، مقررة شؤون الملف التركي في البرلمان الأوروبي، عن انزعاجها الواضح من تصرفات الرئيس التركي وحزبه الحاكم، وذلك في أعقاب التعامل الخشن مع المعارضة، وسلبها حقها في التعبير وممارسة السياسية.
تركيا تصفع واشنطن مجددًا.. وتتعاقد على منظومة «بانتسير- إس1» الروسية
واعتبرت بيري أن هذا النوع من اللغة هي السبب الجذري الذي أدى إلى تأجيج الفتنة في تركيا، وقالت في تغريدة بعد فترة وجيزة من الحادث: "اعتداء الغوغاء الفاحش ضد زعيم المعارضة مستوحى من خطب الكراهية للسياسيين الحاكمين.. يجب أن ينتهي هذا الاستقطاب الراديكالي، فتركيا أفضل بكثير من هذا".
وواجه الحزب الحاكم في تركيا انتقادات شديدة حول الحادث على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث تداول الأمر الآلاف من المستخدمين عبر تويتر، وطالبوا باستقالة وزير الداخلية سليمان سويلو، كنتيجة لما تعانيه البلاد من حالة انفلات واضحة.
«إس 400» الروسية تضع العلاقات التركية الأمريكية على حافة الهاوية
وفي أعقاب الانتخابات التي جرت في يونيو الماضي، حث سويلو مسؤولي المقاطعة على عدم الترحيب بممثلي حزب الشعب الجمهوري في الجنازات العسكرية، مشيرًا إلى تعاونهم مع العمال الكردستاني، وهو الأمر الذي اعتبره وزير الداخلية التركي أمرًا مرفوضًا بشكل قاطع على المستوى السياسي والأمني.