تبقى العديد من البلدان على مستوى العالم معنية بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سحب الإعفاءات التي قد منحها لبعض الدول من أجل مواصلة شراء النفط الإيراني
حمل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإيقاف الاستثناءات التي منحها قبلا إلى بعض الدول للاستمرار في استيراد النفط الإيراني، رغم العقوبات التي فرضت عليها في نوفمبر 2018، والتي جاءت بعد انسحابه من الاتفاق النووي في مايو من العام نفسه، تأثيرات كبيرة على مستوى السوق العالمي للنفط، خاصة في ظل ارتكاز هذا القرار بشكل رئيسي على مواقف كبار المصدرين للنفط، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وروسيا.
التهديد بفرض مزيد من العقوبات حال عدم التزام تلك البلدان التي مُنحت الإعفاءات، زاد من الضغوط السياسية والاقتصادية في السوق العالمي للنفط بشكل واضح.
وفي تعليقها على القرار، قالت وكالة الأنباء الأمريكية بلومبرج، إنه يمثل تغييرًا في الاتجاه الذي سارت فيه الولايات المتحدة الأمريكية منذ نوفمبر من العام الماضي، عندما منحت إدارة دونالد ترامب التنازلات إلى ثمانية مستوردين، وهو القرار الذي كانت تهدف من ورائه إلى خفض أسعار الوقود قبل انتخابات التجديد
وفي تعليقها على القرار، قالت وكالة الأنباء الأمريكية بلومبرج، إنه يمثل تغييرًا في الاتجاه الذي سارت فيه الولايات المتحدة الأمريكية منذ نوفمبر من العام الماضي، عندما منحت إدارة دونالد ترامب التنازلات إلى ثمانية مستوردين، وهو القرار الذي كانت تهدف من ورائه إلى خفض أسعار الوقود قبل انتخابات التجديد النصفي الأمريكية.
بسبب الإرهاب والنفط.. ترامب يؤيد تحركات جيش ليبيا
ووفقًا لتحليل وكالة الأنباء الأمريكية، تهدد هذه الخطوة بزيادة الإمدادات في سوق يواجه بالفعل تعطلًا، خاصة في ظل تناقص الإمدادات من فنزويلا وليبيا ونيجيريا، وهو ما وصل بسعر خام برنت القياسي العالمي فوق 70 دولارًا للبرميل في بعض الفترات من العام الجاري، حتى وإن كانت الأسعار لا تزال أقل من أعلى مستوياتها في أربع سنوات والذي تجاوز 86 دولارًا في أكتوبر من العام الماضي.

مصير أوبك +
وقالت بلومبرج إن التزام السعودية والإمارات بسد أي عجز قد ينتج في سوق النفط العالمي عن خروج الإنتاج الإيراني، يمكن أن يعرض صفقة خفض الإنتاج بين منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها من خارجها، وهو الاتفاق الذي يعرف باسم "أوبك +"، لخطر واضح في المستقبل القريب.
«التخزين العائم».. سلاح إيران لمواجهة عقوبات أمريكا على «الذهب الأسود»
الاتفاق الذي يعتمد في الأساس على إجماع واضح على ضرورة خفض مستويات الإنتاج لدى الدول المنضمة له، من الممكن أن يتأثر بإمكانية اتخاذ بعض البلدان توجهات أخرى في السوق.
وقد أشارت روسيا، وهي أحد الشركاء في الاتفاقية، بالفعل إلى أن التخفيضات قد لا تحتاج إلى مزيد من التمديد، ومن المتوقع اتخاذ قرار عندما تجتمع مجموعة المنتجين المعروفة باسم أوبك + في يونيو المقبل.
آلام المشترين
سمحت مجموعة الإعفاءات الحالية المنتهية في 2 مايو للصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وإيطاليا واليونان وتركيا وتايوان بمواصلة استيراد الخام الإيراني دون التعرض لعقوبات أمريكية انتقامية، ومع نهاية تلك الإعفاءات، سيواجه المشترون إمكانية عزلهم عن النظام المالي الأمريكي إذا واصلوا عمليات الشراء.

ومن بين المشترين في آسيا الهند وكوريا الجنوبية والصين واليابان، وهي الفئة الأكثر تضررًا، كما أنه في حال ارتفعت أسعار النفط الخام، فقد تضعف العملات في الدول المعتمدة على الاستيراد وقد يتسارع معدل التضخم، وفقًا لتحليلات بلومبرج.
وفي الوقت الحالي، تقوم شركة "هانوها توتال للصناعات البتروكيماوية" في كوريا الجنوبية بالفعل بشراء واختبار شحنات بديلة من مناطق مثل إفريقيا وأستراليا.
لماذا يرفض العالم العقوبات الأمريكية على إيران؟
وعلى الرغم من أنه ليس من المستحيل العثور على خيارات أخرى، فإن ذلك من شأنه أن يرفع التكاليف ويمكن أن يؤثر على أرباح الشركة، وفقًا لمتحدث رسمي.
وبشكل عام، لم يعد أمام تلك البلدان سوى البحث عن مصادر جديدة لاستيراد النفط، وهو الأمر الذي قد يكون أيضًا نقطة ربح للسعودية والإمارات بشكل رئيسي، خاصة أنهما من الخيارات القوية المطروحة في ساحة السوق العالمي.