بسيوني: "النور" يصنف نفسه نوعا ثالثا من الأحزاب، ليس معارضًا ولا مؤيدًا.. وعبد العليم: حزب النور حزب معارض وتم فهم تصريحات بسيوني خطأ.. والجمل: "النور" يعيد صياغة نفسه
عقب ثورة 25 يناير وظهوره على الساحة السياسية بقوة، اعتاد حزب النور السلفي على إثارة البلبلة فى الشارع المصري، سواء بالمواقف السياسية التى يصفها البعض بالمتغيرة بين عشية وضحاها، كان آخرها موقف الحزب من التعديلات الدستورية، أو من خلال التصريحات التى تخرج من قيادة الحزب من وقت لآخر وتتسبب فى سخرية وهجوم كبيرين على الحزب ورجاله.
آخر التصريحات المثيرة أطلقها رئيس الهيئة العليا لحزب النور سامح بسيوني، خلال احتفالية نظمها الحزب بكفر الدوار في محافظة البحيرة، عندما أكد أن حزبه نوع آخر غير الأحزاب المؤيدة أو المعارضة.
وأضاف بسيوني قائلا "الحزب
لا يُصنف نفسه على أنه مؤيد ولا معارض،
لكنه يصنف نفسه على أنه نوع ثالث من الأحزاب، يؤيد أي فكرة بها مصلحة البلاد والعباد،
ويعارض أي فكرة بها مفسدة البلاد والعباد".
تصريحات
بسيوني كانت محل سخرية وهجوم على الحزب
على مدار الـ24 ساعة
الأخيرة، عبر مواقع التواصل
الاجتماعي بكل أطيافها،
وأضاف بسيوني قائلا "الحزب
لا يُصنف نفسه على أنه مؤيد ولا معارض،
لكنه يصنف نفسه على أنه نوع ثالث من الأحزاب، يؤيد أي فكرة بها مصلحة البلاد والعباد،
ويعارض أي فكرة بها مفسدة البلاد والعباد".
تصريحات
بسيوني كانت محل سخرية وهجوم على الحزب
على مدار الـ24 ساعة
الأخيرة، عبر مواقع التواصل
الاجتماعي بكل أطيافها، ومع زيادة حدة
الانتقادات على الحزب يبقى السؤال الأهم
والذى يتحاج إلى إجابة من القائمين على
الحزب، ما الفصيل السياسي الذي يمثله
حزب النور؟ وهل هناك نوع ثالث بالفعل فى
السياسة؟. (اقرأ أيضا: عبد العال: لسنا دولة علمانية ولا عسكرية ولا دينية)
النور حزب معارض
الدكتور شعبان
عبد العليم، الأمين العام المساعد لحزب
النور وعضو المجلس الرئاسى للحزب، أكد أن التصريحات الأخيرة التى
أدلى بها المهندس سامح بسيوني تم فهمها
بطريقة غير صحيحة من قبل البعض، فهو يقصد
أن الحزب لا ينتمي إلى المعارضة التقليدية
التى تعارض من قبيل المعارضة فقط، دون أن
تضع مصلحة المواطن فى اعتبارها.
وأضاف
عبد العليم فى تصريحات خاصة لـ"التحرير"،
سامح بسيوني يقصد أن حزب النور "حزب معارض
ولكنها ليست معارضة تقليدية، فعندما يظهر من الحزب الحاكم أو الحكومة سياسات
تصب فى مصلحة المواطن وتخدم فئات معينة
كالمهمشين والفئات المستحقة فإن الحزب
يؤيدها، ويعارض وينتقد ويحاسب إذا كانت
هذه القرارات ضد مصلحة المواطن المصري". (اقرأ أيضا: النور يتراجع عن رفض تعديلات الدستور: عبدالعال أقنعنا)
وشدد
الأمين العام لحزب النور على أن المهندس
سامح بسيوني كان يريد التأكيد على أن
الحزب لا يهدف من وراء المعارضة أن يسقط
الحزب الحاكم ويحل محله، مردفا: "أما
عن حديثه عن كون حزب النور حزبا ثالثا أى «غير تقليدي»، ولا
يعارض على الفاضية والمليانة «أى
لا يُعارض على الدوام»".
"النور" فى مأزق
هاني الجمل، مدير مركز الكنانة للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن "حزب النور يمر بأزمة ومأزق كبير جدا، منذ الإعلان عن دستور عام 2014، باعتبار أن هذا الدستور نص على عدم تأسيس أحزاب ذات أيديولوجية دينية والجميع يعلم تماما أن حزب النور قائم على أيديولوجية دينية"، مضيفا: "يحسب لحزب النور الموقف البطولي أثناء ثورة 30 يونيو والوقوف إلى جانب الدولة المصرية، وهو ما ساهم فى رفع أسهمه لدى الدولة وجعل متخذي القرار بالدولة يغضون الطرف عن مرجعية الحزب".
وأوضح الجمل فى تصريحات خاصة لـ"التحرير"،"عقب ثورة 30 يونيو خفت نجم حزب النور بعد أن حقق فى الانتخابات الماضية العديد من المكاسب السياسية والتي تمثلت فى الحصول على نسبة ملائمة فى انتخابات مجلس النواب، ولكن هذا الوجود لم يكن يعبر عن خلفية حزب النور، وأصبح فى مأزق لأن عددا كبيرا من الأحزاب والتيارات المدنية التى ترى ضرورة أن ينفض حزب النور، لأنه قائم على مرجعية دينية تخالف الدستور والقانون".
لا توجد معارضة فى مصر
وحول كون حزب النور مؤيدا أو معارضا قال الجمل، مصر ليس بها حزب حاكم حتى يكون هناك أحزاب معارضة، ورئيس الجمهورية لا ينتمي إلى أى حزب سياسي، وإن كان هناك دعم من قبل بعض الأحزاب مثل حزب مستقبل وطن، وبالتالي ليس هناك مؤيد ومعارض فى الحياة السياسية المصرية، لكن هناك تقاربا بين حزب النور والدولة ويحاول إعادة صياغة نفسه وتقديم نفسه للمجتمع بدون أن يكون هناك مرجعية دينية تحسب عليه، خاصة أننا مقبلون على استحقاقات انتخابات محلية وبرلمانية يحاول إعادة تقديم نفسه ليكون عنصرا فعالا فى الانتخابية القادمة".
وشدد الجمل على أن "حزب النور يحاول من خلال حالته الجديدة ألا يكون فى مرمى التيارات المدنية والمجتمع المدني الرافض لوجوده فى الحياة السياسية، من خلال الدفع بوجوه جديدة له فى الانتخابات القادمة، أو الدفع بأصحاب الخبرات القادرة على حسم المقاعد الانتخابية لتحقيق مكاسب وإن كانت ليست على قدر المكاسب التى حققها فى السنوات الأخيرة.
هجوم الأحزاب الليبرالية
وشدد الجمل على أن "حزب النور قد يواجه صعوبات كبيرة فى الوجود فى الشارع المصري فى المستقبل لعدد من الأسباب أبرزها أنه يتعرض لهجوم ضارٍ من الكتلة الليبرالية فى المجتمع وعدم وجود دعم من محبي جماعة الإخوان المسلمين التى كانت تدعمه، بالإضافة إلى عدم قدرته على الاحتفاظ بصداقات الماضي وعدم كونه الحليف الجيد للأحزاب الليبرلية، وبالتالي ليس لديه دعامة سياسية. (اقرأ أيضا: حزب النور يرفض تعديلات الدستور بسبب كلمة)
وكان حزب النور قد أعلن عن طريق النائب أحمد خليل، ممثل الهيئة البرلمانية لحزب النور، رفضَ التعديلات الدستورية بسبب النص على مدنية الدولة فى التعديلات، مؤكدا أن "البعض روج لكلمة مدنية على أنها علمانية وهو ما يرفضه الحزب"، قبل أن يعود مرة أخرى ويؤكد الموافقة على التعديلات بعد أن قام رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال بإقناع الحزب بالتعديلات الدستورية.