بعد سقوط الخلافة.. ماذا وراء ظهور البغدادي مرة أخرى؟
للمرة الأولى منذ يوليو 2017، ظهر الخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي، قائد تنظيم "داعش"، أمس الاثنين، في مقطع فيديو ما يدحض شائعات مقتله، فماذا يعني ذلك؟
تحرير:أحمد سليمان٣٠ أبريل ٢٠١٩ - ١١:٢٧ ص
أبو بكر البغدادي
مساء أمس الاثنين، أصدر تنظيم "داعش" الإرهابي، شريط فيديو ظهر فيه أكثر الرجال المطلوبين في العالم، قائد التنظيم أبو بكر البغدادي، الذي لم يره أحد علانية منذ كلمته الشائنة من على منبر مسجد النوري في مدينة الموصل العراقية، في يوليو عام 2014، عندما أعلن خلافته المزعومة، وفي شريط الفيديو الأخير، يجلس البغدادي على الأرض، وخلفه ملاءة بيضاء، وبجواره بندقية آلية و بعض الوسائد، وعلى يساره يجلس ثلاثة رجال ملثمين، وفي الفيديو تحدث البغدادي لمدة 18 دقيقة تقريبا، بهدوء وبساطة ودون أي جاذبية، واستمع إليه الحضور بانتباه وفي صمت.
تقول مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، إن الفيديو يظهر أن البغدادي لم يمت ولم يصب إصابة بالغة، حيث كانت حالته محل شك لفترة طويلة.
حيث أعلنت روسيا في عام 2017 أنها استهدفته في غارة جوية، وذكرت تقارير إخبارية أخرى أنه عانى من الشلل بسبب إصابة في العمود الفقري.
وعلى الرغم من أن إصابته بالشلل لا تزال ممكنة،
تقول مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، إن الفيديو يظهر أن البغدادي لم يمت ولم يصب إصابة بالغة، حيث كانت حالته محل شك لفترة طويلة.
حيث أعلنت روسيا في عام 2017 أنها استهدفته في غارة جوية، وذكرت تقارير إخبارية أخرى أنه عانى من الشلل بسبب إصابة في العمود الفقري.
وعلى الرغم من أن إصابته بالشلل لا تزال ممكنة، حيث إن البغدادي لم يقف أو يحرك جسمه بشكل كامل في المقطع الأخير، إلا أن الموقف لا يتطلب منه كل هذه الحركة.
تبدو يديه تعاني من فقر الدم، ويبدو أن أذنه مجعدة بشكل غير طبيعي، مثل مرضى القلب، لكن بشكل عام، لا يبدو أنه شخص يختبئ في خندق.
ترى المجلة الأمريكية أن الغرض من مقطع الفيديو، كان إثبات أنه ما زال على قيد الحياة، وصحته الحالية جيدة، لذلك لم يكن على البغدادي إلقاء الكثير من الكلام.
ففي المقطع، يذكر البغدادي العديد من الأحداث الحالية التي تؤكد أن الفيديو تم تصويره هذا الشهر، حيث أشار إلى هزيمة قواته في الرقة بسوريا، وفي الموصل على مدار العامين الماضيين، وأخيرا في "الباغوز" السورية، قبل شهر واحد فقط.
في الوقت نفسه تحدث عن الاحتجاجات الثورية في الجزائر والسودان، وفي النهاية، يشيد بالمهاجمين الذين نفذوا تفجيرات 21 أبريل في سريلانكا، قائلاً إن "داعش" كانت تنتقم مما حدث في "الباغوز"، وليس هجوم كرايستشيرش، كما قال المسؤولون السريلانكيون.
لكن الفائدة التي انطوى عليها خطاب البغدادي لم تكن على نفس القدر من تأثيره، حيث تضاعف العدد الإجمالي للكلمات التي أدلى بها البغدادي في شريط الفيديو بمقارنة بما مضى.
وتشير "ذا أتلانتيك" إلى أن البغدادي ليس مثل أسامة بن لادن، الذي كان سليل إحدى أكثر الأسر ثراءً وأشهرها في السعودية، وبالتالي لم يستطع التحكم في صورته العامة.
البغدادي، على النقيض من ذلك، أدار صورته بعناية، حيث كان ظهوره السابق الوحيد يلقي به بعبارات مألوفة من التاريخ الإسلامي، حيث اقتبس في خطابه بمسجد النوري من سيدنا أبو بكر، وارتدى ألوان العباسيين السوداء، وألقى خطابا مليئا بالمصطلحات الدينية بأسلوب بلاغي رزين ملتزم بالقواعد النحوية.
لكن في الفيديو الأخير، كان يريد أن يرسم صورته كزعيم لجماعة إرهابية، ومتمرد، وزعيم ظل لحركة أصبحت منتشرة في جميع أنحاء العالم، والبندقية التي كانت بجانبه تؤكد هذه النقطة.
والرسالة نفسها أصبحت مختلفة، حيث لم يعد يزين الخطاب، فاللغة، رغم كونها رسمية، إلا أنها لم تحمل المعاني الخفية التي حملها خطابه السابق، أو معظم التسجيلات الصوتية له منذ ذلك الحين.
فبالعودة إلى الوراء عندما حكم البغدادي خلافته المزعومة، التي ضمت جيشا مسلحا جيدا، وقام فيها بجمع الضرائب، وبناء المستشفيات، تحدث ببعض من العظمة التي ألهمت أتباعه، وأغضبت أعداءه، لكنه الآن، استغنى عن الخيال، وركز على الواقع.
وفي السياق نفسه، مع سقوط "الباغوز"، واجه البغدادي خطرا حقيقيا من تمرد أتباعه، حيث قال أعداؤه إن الخليفة الغائب ليس خليفة، لكن بهذا الفيديو، نعلم أن الخليفة ما زال حيا، ويحكم، ويطلب الولاء من أتباعه.