في وقت سابق من الشهر الجاري، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع جاك دورسي المدير التنفيذي لموقع "تويتر"، لكن ما ناقشه الاثنان في اللقاء كان محل استغراب!
واحدة من أهم مميزات أن تكون رئيسا للولايات المتحدة، هي أن تكون قادرا على الحصول على ما تريد، وقتما تريد، وفي أسرع وقت، ففي حالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد يكون طلبه هو زجاجة مياه غازية للحمية، أو حتى المدير التنفيذي لموقع التواصل الاجتماعي المفضل له "تويتر"، وكان الطلب الأخير هو استدعاء ترامب له إلى مكتبه البيضاوي في الثالث والعشرين من شهر أبريل الجاري، وشهد اللقاء الذي جمع ترامب وجاك دورسي المدير التنفيذي لـ"تويتر"، مناقشة عدد من النقاط الغريبة، لكن ليست مستغربة من رئيس من نوعية ترامب.
حيث أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن ترامب في ذلك اليوم، استغل حسابه على "تويتر" لمهاجمة عدد من الأمور، من ضمنها "تويتر" نفسه.
حيث قال إن "الموقع لم يعاملني جيدا بصفتي جمهوريا"، مضيفا أن "الخدمة تمييزية للغاية"، حيث يجد الناس صعوبة في التسجيل على الموقع، في الوقت الذي استمر فيه عدد المتابعين
حيث أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن ترامب في ذلك اليوم، استغل حسابه على "تويتر" لمهاجمة عدد من الأمور، من ضمنها "تويتر" نفسه.
حيث قال إن "الموقع لم يعاملني جيدا بصفتي جمهوريا"، مضيفا أن "الخدمة تمييزية للغاية"، حيث يجد الناس صعوبة في التسجيل على الموقع، في الوقت الذي استمر فيه عدد المتابعين في الانخفاض.
ومع وصول دورسي إلى البيت الأبيض في نفس اليوم، دارت مناقشة بينه وبين ترامب، تمكنت الصحيفة الأمريكية من معرفة تفاصيلها.
حيث ذكر توني روم الصحفي في "واشنطن بوست" أن "جزءا كبيرا من الاجتماع، دار حول قيام تويتر بحذف عدد من متابعي ترامب عمدا، وفقا لمصدر مطلع على اللقاء".
وأضاف روم أن "ترامب أكد أنه سمع أن عددا من المسؤولين المحافظين الآخرين عانوا من المشكلة نفسها".
تغريدات ترامب على «تويتر».. انتقادات وإهانات وحروب كلامية
ودائما ما كان يحذف تويتر الحسابات من أنظمته، بسبب كونها مرتبطة باللجان الإلكترونية، أو غير فعالة بشكل كاف، ففي حملة ضد الحسابات الوهمية العام الماضي، خسر ترامب 300 ألف متابع لحسابه، وهو عدد ليس بالكثير مقارنة بنحو 2.3 مليون متابع فقدهم الرئيس السابق باراك أوباما.
وجاءت شكوى ترامب من حذف المتابعين، بعد ساعات قليلة من حملة لتويتر حذف فيها 5 آلاف حساب كانوا ينشرون رسائل معادية للتحقيق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة.
وترى الصحيفة أن غضب ترامب بسبب انخفاض عدد متابعيه على "تويتر"، أصبح أمرا معقولا مؤخرا على الرغم من غرابته، وهو ما يتوافق مع القضايا الأخرى التي اهتم بها الرئيس الأمريكي، مثل عدد الحضور في حفل تنصيبه.
ويعكس غضب ترامب، اهتمامه الدائم بالأرقام، وهو ما ظهر جليا في لقاء تليفزيوني له، العام الماضي، حيث قال "لدي الكثير من المتابعين، أنت تعرف، لدي حسابات على خمس منصات مختلفة؛ هناك أكثر من 150 مليون شخص يتابعني، هذا عدد هائل من الناس".
بين المدح والهجوم.. «بي بي سي» تستعرض تغريدات ترامب على «تويتر»

الأمر كان له تاريخ أقدم من ذلك، فبرنامج ترامب التليفزيوني "المتدرب" كان قد تصدّر التقديرات الأسبوعية مرة واحدة، لكنه لا يزال يتحدث عن ذلك باعتباره دليلا على شعبيته.
ودائما ما يقوم ترامب بتضخيم حجم حشوده في التجمعات السياسية، بما في ذلك الادعاء بوجود آلاف الأشخاص الذين لا يستطيعون حضور خطاباته بسبب عدم تحمل المكان للمزيد من الناس.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن مثل هذه الأرقام هي بمثابة تقييم ترامب لنفسه، وهو الأمر الذي يشبه نظرته إلى أسعار الأسهم في البورصة كدليل على تحسن الاقتصاد.
ولكنْ هناك سبب آخر لهذا الاهتمام بالأرقام، وهو أن أعداد متابعي ترامب على تويتر لها أهمية خاصة بالنسبة له، حيث إنه يجد فكرة خسارة متابعيه أمرًا مقلقًا.
كيف أثرت تغريدات «ترامب» على العلاقات الأمريكية البريطانية؟

وهو ما شرحه ترامب في مقابلة مع بيرس مورجان، قائلا إنه يعتقد أنها طريقته للتحدث مباشرة إلى الناس بعيدا عن وسائل الإعلام.
حيث يعتقد ترامب أن تويتر يتيح له أن يقول ما يريد لأنصاره دون أي ضغط من وسائل الإعلام، فمنصة "تويتر" بالنسبة له عالمه، حيث لا يوجد من يناقض كلامه، ويمكنه أن يرى فيها عدد الناس الذين يتفقون مع ما يقول بشكل فوري.
ومن هنا يشعر ترامب بالقلق من فقدان المتابعين على المنصة التي ولدت نجاحه، والتي يحصل من خلالها على دعم عشرات الآلاف من المتابعين، وحيث يمكنه ادعاء أي شيء، بغض النظر عن مدى صدقه؟