السعدني «الولد الشقي» حبسه السادات لسخريته الدائمة
المصري ابن نكتة، والسخرية عنده هي أسلوب يعبر به عن أفكاره، ويناقش بها القضايا التي تعنيه وتخص بلاده.. وأبرز من أبدع في الكتابة الساخرة هو الكاتب الكبير محمود السعدني
تحرير:كريم محجوب
٠٤ مايو ٢٠١٩ - ٠٦:٠٠ م
محمود السعدني ونجيب محفوظ
"لقد أطلق السعدني عليَّ وعلى أهل بيتي النكات، ويجب أن يتم تأديبه، لكني لن أفرط في عقابه» حسب موقع ويكبيديا، هذا ما قاله الرئيس الراحل أنور السادات على قراره بحبس الصحفي والكاتب الساخر محمود السعدني الذي تحل علينا اليوم الذكرى التاسعة لوفاته، وبعد قرابة عامين من حبسه لاتهامة وآخرين بمحاولة الانقلاب على الرئيس، أفرج السادات عنه، ولكن صدر قرار جمهوري بفصله من عمله، ومنعه من الكتابة، وكذلك حُرمت على الصحف ووسائل الإعلام أن تكتب أو تذيع أسمه، فدفعه هذا إلى السفر خارجًا، واستمر هناك حتى اغتيال السادات؛ فعاد بعدها واستقبله مبارك في القصر الجمهوري.
ولد الساخر الكبير في محافظة الجيزة، وامتهن الصحافة من أول حياته، عمل في عدد من الجرائد والمجلات مثل مجلة الكشكول وجريدة المصري وأصدر مع إحدى رسامي الكاريكاتير مجلة «طوغان الهزلية»، لكنها أغلقت بعد أعداد قليلة.
اقرأ أيضًا: هجرها صغيرًا... هكذا أثرت فلسطين في كتابات يحيى يخلف
للراحل
ولد الساخر الكبير في محافظة الجيزة، وامتهن الصحافة من أول حياته، عمل في عدد من الجرائد والمجلات مثل مجلة الكشكول وجريدة المصري وأصدر مع إحدى رسامي الكاريكاتير مجلة «طوغان الهزلية»، لكنها أغلقت بعد أعداد قليلة.

اقرأ أيضًا: هجرها صغيرًا... هكذا أثرت فلسطين في كتابات يحيى يخلف
للراحل العديد من الكتب والمؤلفات منها «مسافر على الرصيف، السعلوكي في بلاد الإفريكي، الموكوس في بلد الفلوس، رحلات ابن عطوطة، حمار من الشرق، قهوة كتكوت، ومن أروع كتاباته وأشهرها هي سلسلة «الولد الشقي» الذي صار اسمها لقبًا يرافقه من حينها وحتى بعد وفاته، ويتناول فيها سيرته الذاتية بلمسته الساخرة الساحرة في 5 أجزاء، هي:
«الولد الشقي: قصة طفولته وصباه في الجيزة، الولد الشقي: قصة امتهانه للصحافة، الولد الشقي في السجن: عن شخصيات عرفها في محبسه، الولد الشقي في المنفى: قصة منفاه بالكامل، الطريق إلى زمش: ذكرياته عن أول فترة قضاها في السجن في عهد عبد الناصر».
اقرأ أيضًا: الموت في حياة نزار قباني.. كيف صنع منه شاعرًا؟
على سطور أوراق تلك الكتب والروايات وغيرها من المقالات، كان للراحل أقوال وجمل، لم تدع حروفها شخصًا مسئولا إلا وانتقدته، ولا قضية مصرية أو عربية إلا وكتب عنها، وكل بطريقته الخاصة، وفي هذا التقرير سنعرض لكم بعض هذه الجمل والأقوال:
«هكذا الفقراء دائمًا يريدون في أي مناسبة أن يؤكدوا لأنفسهم أن هناك من هم أفقر منهم، وهكذا الحقراء أيضًا يريدون أن يثبتوا ولو لأنفسهم أن هناك من هم أحقر منهم».
«نحن نعيش في رقعة أرض واحدة، ونتكلم لغة واحدة، ونعبد إلهًا واحدًا، ومع ذلك فكل عشرة أمتار نحتاج إلى تأشيرة دخول».

«لدينا حروب محلية صنع بلدنا، القتلى فيها من أبنائنا، والأسرى فيها من أولادنا، ونحن فيها المنتصرون والمنهزمون».
«أنا من أبناء الجيل الذي سمع نداءات سائقي سيارات الأجرة في ميدان العتبة
نفر واحد غزة، نفر واحد القدس، نفر واحد بيروت».
«يثبت العرب دائمًا تقدمهم في التراجع إلى الخلف، حتى إنهم لا يسمحون لأحد أن يسبقهم إلى الوراء».
«لا تبحث عن محامٍ يعرف القانون، بل ابحث عن محامٍ يعرف القاضي».
«نحن لا نحب حكامنا ولا نختارهم، ولكنهم يحطون على رؤوسنا كما المصيبة، وينزلون بنا كما الكارثة، ويجلسون في الكراسى كما المآسي، ولا فكاك منهم إلا بعمك المنقذ عزرائيل».
اقرأ أيضًا: الفقيه.. رحبت به لندن في خياله ورفضت علاجه في الواقع
«بلادي أهلها جميعًا متهمون حتى يتم إعدامهم لا إدانتهم.. إعدامهم بالجوع والفقر والجهل».
«لا فرق بين الاستعمار والاستحمار سوى أن الأول يأتى من الخارج والثانى يأتى من الداخل».
«ففي عصر الحمير لا أحد يسأل عن السبب؛ لأن السؤال عيب، وهو أيضًا قلة الأدب، كما أنه مذلة».
«كلما رأيت عربا في الخارج اجتاحنى السرور، وكلما ناقشتهم ركبنى الهم، فنحن في الواقع لا نخرج من بلادنا، ونعيش في الخارج، ولكننا نهاجر إلى الخارج ونعيش في بلادنا، نطبخ طعامنا الذي تعودنا عليه، ونتحدث في نفس المواضيع الخاصة ببلادنا، ولم يحسم النقاش فيها».
«بعض العربان يخاف من الكلمة بقدر خوفه من الرصاصة، ولهذا العالم يتقدم ونحن نتصارع مع الكلمات».
«في وطننا العربي اذا سمعت جملة حزمة إصلاحات تفقد محفظتك».
«عرفت في حياتي الكثير من العلماء والمثقفين، وعرفت الكثير من الصعاليك
وهم أخف دما وألطف عشرة».